> أمين عام بنك الطعام أيمن حزام لـ “الثورة”
> نفذنا مشروع “الساندوتش” المدرسي في 50 مدرسة بأمانة العاصمة
> العدوان والحصار فاقما الوضع الإنساني وزادا عدد المحتاجين للغذاء
> تدخلات العمل الإنساني تُفقد العملية الإغاثية عدالة التوزيع
> أوصلنا أكثر من مليون ومائتي ألف وجبة عبر دعم المطابخ الخيرية العام الماضي
لقاء/رجاء عاطف
سبعة عشر مليون مواطن يعانون انعدام الأمن الغذائي ونحو ثمانية ملايين (من أصل قرابة 27.4 مليون نسمة) على حافة المجاعة بعد أن فقدوا مصادر دخلهم وصاروا على حافة المجاعة.. ليصبح نحو 21.2 مليون يمني بحاجة إلى تدخل إنساني فوري..
كل هذا بسبب العدوان المدمر والحصار الجائر على اليمن للعام الثالث على التوالي، بغية إخضاع الشعب اليمني لكنه لم يستسلم، بل اشتغل بكل السبل لمواجهة الظروف القاسية بصبروإبداع كبيرين معزز روح التعاون والتكافل الاجتماعي، فإزاء هذه المؤشرات اندفع كل يمني ميسور إلى تبني مشاريع إغاثية تفاعل معها أصحاب الخير والعمل الإنساني، فكان في مقدمة هذه المبادرات والمشاريع مشروع بنك الطعام اليمني..
صحيفة الثورة سلطت الضوء في لقاء صحفي مع أمين عام بنك الطعام أيمن محمد حزام، على مشروع بنك الطعام اليمني، كأول بنك من نوعه في اليمن سعيا للإسهام الفاعل في تحقيق الأمن الغذائي للجوعى.. وأهميته في ظل هذه الظروف وجهوده المبذولة في سبيل إطعام الفقراء والمعوزين من الأسر والطلاب النازحين.. إلى التفاصيل:
في البداية صف لنا كيف جاءت فكرة بنك الطعام اليمني..؟
– فكرة بنك الطعام عالمية وليست محلية حيث بدأ التفكير بها عدة أشخاص بإنشاء بنك الطعام للمساهمة في التخفيف من الجوع وإغاثة الأسر، ونحن بدأنا دراسة هذا المشروع قبل عامين وتم تدشينه بداية العام ٢٠١٧م من قبل نخبة من رجال الأعمال اليمنيين وعدد من الشباب إيماناً بأهمية دورهم في المساهمة بتخفيف المعاناة التي يعيشها المجتمع اليمني ومساعدة المحتاجين وغير القادرين على إطعام أنفسهم خاصة ونحن في ظل عدوان وحصار فاقم المعاناة والأزمة الاقتصادية.
ما أهداف البنك وما نوع الخدمات التي يقدمها..؟!
– البنك مؤسسة إنسانية متخصصة في مجال توفير الطعام وإطعام الفقراء وإغاثة الجائعين والنازحين وإعادة تأهيلهم وتمكينهم بمشاريع تمكنهم من مواصلة حياتهم واكتفائهم دون الاحتياج للمساعدات الدائمة، وكان هناك عدة مناطق محتاجة للإغاثة ولكن بسبب العدوان الذي فاقم الوضع الإنساني الموجود وزاد الوضع سوءاً حيث زاد عدد المحتاجين، وحسب تقرير الأمم المتحدة أن العدد في عام ٢٠١٧م وصل إلى ثمانية ملايين شخص على حافة المجاعة وهذا أحد الأسباب الذي جعلنا نسُرع في تدشين بنك الطعام.
من الفئة المستهدفة بهذا المشروع وكم عددها….؟
– يستهدف البنك جميع المحتاجين في جميع أنحاء الوطن ولكن في المرحلة الأولى بدأنا مشاريعنا وننفذها في أمانه العاصمة ومحافظة صنعاء والمستهدفين بدون استثناء كون الأمانة ومديرياتها الواقعة معظمها في محافظة صنعاء، هي المناطق الأكثر وجهة للنازحين الذي شُرّدوا جراء دمار منازلهم وفقدان أعمالهم ومصادر رزقهم.. وخططنا أوسع، فكل من هو محتاج وجائع في هذا البلد دون تفرقة أو مناطقية وحزبية، والأسر المستهدفة لدينا مفصلة إلى ٣ فئات الأشد احتياجاً ثم التي تليها ثم التي تليها بحيث يتم التركيز في بداية المشاريع على الأسر الأكثر احتياجاً ..
مع موجة النزوح اكتظت المدارس بطلاب الفقراء والنازحين، وسمعنا عن مشروع التغذية المدرسية التي تولاها البنك.. ماذا عن هذا المشروع؟
– مشروع التغذية المدرسية يحوي عدة مشاريع وأولها كان الساندويتش المدرسي الذي يخص الطلاب في خمسين مدرسة بأمانه العاصمة ومحافظة صنعاء بواقع خمس مدارس في كل مديرية بإجمالي ٦ آلاف طالب يوميا، وحالياً لدينا دراسة جاهزة لمشروع المطبخ المدرسي والذي يستهدف المعلمين والطلاب على حد سواء بحيث تكون هناك مواد دعم لهذه المطابخ بمواد كاملة تمكنهم من تجهيز وجبات تكفي المعلمين والطلاب المحتاجين على مدار العام الدراسي.
بالنسبة لشركاء الدعم الخيري والإنساني لمشاريع بنك الطعام..؟! كيف تقيمون التفاعل المجتمعي..؟!
– لدينا عدد من الشركاء كمنفذين وداعمين رئيسيين من القطاع الخاص اليمني ورجال الأعمال ورجال الخير، وعدد من المؤسسات والجمعيات القائمة إلى جانب العديد من المتطوعين والمبادرات الشبابية في المديريات والمناطق اليمنية يعملون في التسريع بالتنفيذ ومساعدة البنك في إيصال المساعدات إلى المحتاجين..
وفيما يتصل بالتفاعل المجتمعي هناك تفاعل خلاق في أوساط الشباب وغير الشباب، هذا التفاعل عكس نفسه في اتساع دوائر العمل الطوعي وفق مبادرات لمشاريع معظمهما طوعية..
ما الآثار المجتمعية والمعيشية الملموسة من هذا المشروع..؟!
– ما تحقق حتى الآن شيء متواضع جداً مقارنة بالوضع الكارثي الذي يعيشه الشعب اليمني، ومتواضع مقارنة بخططنا وطموحنا ومساعينا.. ويمكن القول أن الآثار الأولية الملموسة التي تجلت من وراء مشاريع البنك هي إن عدداً من الأسر بدأت تكتفي من الخبز بصفة يومية والتقارير الواردة من المدارس بخصوص مسارات مشروع التغذية المدرسية جيدة جداً بأن هناك مساهمة كبيرة في التخفيف من حالات الإغماء والجوع في المدارس وإن شاء الله نسعى إلى تحقيق استفادة أكثر.
لكن البنك حتى اللحظة.. لم يأخذ حقه في الظهور لتعزيز التفاعل مع فكرة البنك كأول مشروع في اليمن، ما يعني أن هناك إغفالا متعمداً للجانب التوعوي الإعلامي.. أو أنه ما يزال يراوح طور المرحلة التأسيسية.. فأين وصل البنك..؟
– حقيقة لم يزل البنك رغم ما تقدم ذكره من رؤى ومشاريع في طور التأسيس الإجرائي، وبناء وتعزيز الجانب المؤسسي الداخلي.. حيث بدأنا نواكب التطورات والمتغيرات التي تحصل في المحيط الخارجي.. ورغم أننا في هذه المرحلة التي بدأ البنك يعمل فيها ركزنا كامل قوانا على الجانب التأسيسي المؤسسي، إلا أن ذلك لا يعني أننا أغفلنا الميدان، بل نفذنا بعض المشاريع ميدانياً على أرض الواقع، ومع قرابة انتهاء السنة الاولى للتدشين وانطلاق المشروع من شهر رمضان الماضي فقد تم تنفيذ مشاريع نوعية متوسطة الحجم إلى كبيرة وهي مستمرة وهذا الأهم..
من المسلَّم به أن لدينا قصوراً في الجانب الإعلامي الذي يعتبر ركيزة من ركائز النجاح في أي عمل سواء كان عملاً إنسانياً أو تطوعياً أو سياسياً أو اقتصادياً، ولكننا تركنا الجانب الإعلامي في الركيزة الثانية وجعلنا الجانب الإنساني والخدمي هو الركيزة الأولى القائمة على عمل البنك والذي يهمنا كيف نصل إلى المستفيد أكثر من إعلام المستفيد أو المحيطين حوله في وصولنا إليه.. وهذا لا يعني أننا نريد من الإعلام أن يسلط الضوء على ما ننجزه ولكن نقصد ان الإعلام معني ببث ثقافة التعاون والتكافل الاجتماعي بدعم البنك والتفاعل الأكثر مع مشاريعه ولما يوسع دوائر الجدوى في المجتمع اليمني الذي يعيش ظروفاً صعبة..
ما الذي حققه بنك الطعام خلال العام ٢٠١٧؟ وما آليتكم للعام ٢٠١٨م..؟ ما خططكم المستقبلية..؟!
– في العام ٢٠١٧م عملنا على إيصال أكثر من مليون ومائتي وجبة عبر دعم المطابخ الخيرية وعمل مشروع تنمية ذوي الاحتياجات الخاصة وتجهيز مطبخ دائم لهم وتوفير الاحتياجات الشهرية، وأيضاً مشروع توزيع التمور والنزول الميداني للولائم والحفلات وجمع الطعام الفائض والنظيف وإعادة توزيعه على الأسر، إلى جانب تشغيل عدد من المشاريع ومنها المخابز والبدء في الفترة التجريبية لمشروع الساندويتش المدرسي وتنفيذها في خمسين مدرسة والخطة والعمل مستمر إلى توسعة المخابز في عام ٢٠١٨م إلى عشرة مخابز وأيضا من ضمن خطتنا للعام ٢018م انشاء عشرة مطابخ خيرية دائمة، مطبخ في كل مديرية بأمانة العاصمة وخطة توسيع مشروع المدارس لتشمل جميع المدارس المحتاجة في أمانة العاصمة إلى جانب العديد من المشاريع الجاري دراستها من ضمنها إطعام الطعام وإكرام النعمة التي ستنفذ مع بداية هذا العام وأهم ما نسعى لإنجاحه هو توحيد قاعدة البيانات للأسر المحتاجة والفقراء والأشد فقرا وكذلك إنشاء وتدشين وإطلاق خارطة الجوع.
خططنا المستقبلية ترتكز على مزيج من الأنشطة والبرامج والمشاريع التي تستهدف التخفيف في كل منطقة حسب طبيعتها إما بتوفير مطابخ أو سلات غذائية أو توفير الأكل الجاهز للأسر وكذا دعم المطابخ الجاهزة بالمواد الصحية ومواد التغليف والمواد الغذائية الأساسية وتوزيع التمور ومحاولة إيجاد سلة غذائية لكل معلم في شهر رمضان، فدعم المطابخ متنوع سواء للأفراد أو الجماعات وستكون لها آلية وكذلك مشروع إفطار الصائم وأيضاً العمل على الندوات والأمسيات التثقيفية والتوعوية في عدة جوانب كالأمن الغذائي أو التعاون والعمل المجتمعي..
كيف يتم التنسيق مع الجمهور المستهدف من خدمات البنك..؟!
– لدينا نوعان من التنسيق أولا مع الجهات المختصة والمشرفة سواء من الجانب الحكومي أو الإداري وبالنسبة للميدان اتخذ البنك سياسة استراتيجية واضحة في عملية الشراكة والتنسيق الميداني أي أن البنك ينفذ مشاريع تنفيذية في الميدان نحن فقط نخطط للمشروع وضبطه وجمع الدعم وعمل آلية له ونعطيه لجهة ميدانية من أبناء الحي وهذه إحدى الميزات في المؤسسات أو الجمعيات والمنظمات أو المبادرات الشبابية والمتطوعين الذين يعملون معنا في المشاريع الميدانية والتنفيذية لازم ان يكونوا من أبناء المنطقة وأبناء الحي الذي سنعمل فيه المشروع حتى يتم تمكينهم في عملية المشروع وبنفس الوقت نستفيد من خبرتهم ومعرفتهم في البيئة المحيطة فعملية المشاركة والتنسيق ميدانيا معهم تساعد في عملية توسع الاستهداف وتوسع الشريحة..
ما الإشكالات التي تواجهكم في تنفيذ برامجكم ..؟!
– إن أهم التحديات هو التزايد غير المسبوق في عدد المحتاجين وعدد المستهدفين، فالتقارير الأممية كلها تؤكد أن ثمة نسبة كبيرة تصل الى ٣٦ ٪ من الشعب اليمني على حافة المجاعة ليس الفقر وليس الاحتياج بل على حافة المجاعة بينما الذين يعانون من الفقر أكثر من ٧٥٪، وهذا بالنسبة لنا أكبر تحد، فحجم الاحتياج مقابل حجم الدعومات وحجم المساهمات التي تصلنا إلى البنك، والتحدي الثاني أن المناطق التي بها مواجهات وعدوان ومن ضمنها تعز وتهامة يصعب فيها على البنك المسوحات الميدانية المبدئية للأسر والنزول الميداني إليها، والى جانب الدعم والإعلام نرى انه سيساهم في توصيل الرسالة إلى شريحة اكبر من المساهمين والتجار، كما أن أكثر مشكلة نعاني منها حالياً هي عملية التدخلات العشوائية في العمل الإنساني والخيري في الميدان، حيث أن أكثر من مؤسسة تشتغل على نفس البيئة ونفس الأشخاص، والدليل في شهر رمضان، حيث هناك أسر تستفيد أكثر من مرة وأخرى لا تستفيد شيئاً رغم ان الجميع بنفس مستوى الاحتياج، والذي يجب أن يكون هناك توزيع للخير والتدخل الإنساني بطريقة صحيحة وعادلة.
التمكين الاقتصادي كان من ضمن أهداف البنك وهو ركيزة لتحقيق استدامة تنموية لمشاريع البنك حتى لا تبقى فقط مساعدات.. ماذا عن هذا الجانب..؟
– البنك يسعى على ثلاث استراتيجيات أساسية هي عملية المساعدة الطبيعية (العطاء) بشكل عام والتي بدأنا الانطلاق فيها، وكذلك عملية التأهيل (المباشر وغير المباشر) والذي لا يستهدف فقط المحتاج للخدمة بل كيف نؤهل المجتمع بفكرة العمل والمساعدة والخير المجتمعي رغم أنها ثقافة موجودة بالذات في المجتمعات العربية خاصة في الشعب اليمني.. ولكن نحن نحاول زرعها في عملية التدخل بطريقة مؤسسية ومنظمة، هذا بالنسبة للتأهيل غير المباشر، أما التأهيل المباشر فسنبدأ بعمل دورات وحملات توعوية في كافة جوانب الأمن الغذائي والثقافة الغذائية كونها من اختصاص البنك، ثم تأتي مرحلة التمكين التي لم نبدأ فيها بشكل مباشر، فالعملية كالسّلَّم حيث لا نستطيع تمكين الأسرة وتأهيلها وهي تموت من الجوع، فلا بد أولا أن نحقق لهم نوعاً من الاكتفاء المؤقت وتوفير الغذاء حتى ينطلق إلى الخطوة الثانية وهي التأهيل والتمكين..
أخيراً.. ما الكلمة التي تضيفونها في ختام هذا اللقاء…؟!
– ندعو الجميع للتعاون مع بنك الطعام خاصة رجال الأعمال والتجار ندعوهم لمضاعفة دعمهم للبنك حتى يستطيع الوصول إلى شريحة أكبر من المحتاجين، ونوجه دعوتنا لوسائل الإعلام للمساهمة في إيصال رسالة البنك السامية والتي لا تهم القائمين على البنك فقط قدر ما تهم جميع أفراد البلد من جهات إعلامية وسياسية لأن المشكلة تخص البلد، فالهم يحمله الجميع والتسهيل لإيصال الرسالة والتسريع في انتشار فكرة البنك إلى العامة ليكون هناك تفاعل في التنفيذ والدعم…