أهداف عدوانية في تقرير الخبراء الأمميين في اليمن ( 3 )
عبدالجبار الحاج
تغيرت أرقام ثروة صالح في وثائق الأمم المتحدة بعد مقتله لتتحول ثروته المقدرة بـ60 ملياراً إلى 226 مليوناً فقط جزء كبير من الرقم الأخير هو الآخر على قائمة البيانات المطلوب التحقق منها .
ثم يضيف التقرير إنها بيد وإشراف وإدارة خالد علي عبدالله صاىح وبالتالي فإنها أموال لا يخشى من انتقالها أو استخدامها لصالح جماعات إرهابية أو……
واضح جدا أن الهيئة الأممية ليست في هكذا توجهات فإنها لا تؤدي دور الغطاء للعدوان والاحتلال لبلدان العالم كما في غطائها للجرائم في اليمن ..بل تحولت إلى غطاء على نهب أموال مجمدة لفرد واحد تقدر بحسبها بـ60 ملياراً هي أموال الشعب اليمني ويجب أن تعود إلى خزينة الشعب اليمني .
في أوقات سابقة لمقتل صالح وفي بيانات وتقارير وقرارات تضمنت العقوبات وتجميد الأموال كانت أرقام الهيئة الأممية في مصادرها قد قدرت ثروة صالح الموزعة في عدد من الدول والشركات والأموال بجملة 60 مليار دولار .ولكن الرقم بعد مقتل صالح تراجع إلى اقل من ذلك الرقم وصار اقل من نصف واحد في المائة الآن مما كان عليه الرقم . واردف فريق الخبراء في تقريره عن أن ولايته في متابعة هذا الملف قد رفعت عنه بقرار وهكذا فإن الـ 60 مليارا التي لم تعد مهمة الفريق وخارج ولايته قد غدت الآن بايدي المخالب النهبوبة العالمية ولكن كيف تحولت إلى 226 مليون دولار فقط.؟ سؤال يتوجب السير فيه إلى النهاية وملف مالي لا يتوجب أن نصرف عنه نظرنا ….
ويتكشف لنا باستنتاج لا مراء فيه ان أداء الفريق وتقرير الخبراء حول اليمن لا يتخفى عما فيه من دور وعن فريق تحاصصي تم اختياره بشكل يعكس تماما انصبة دوله أهدافا وأجندة. إنه تقرير لخارطة العدوان وحصصها .
على الرغم من أن تقرير الخبراء الاممي هذا ظاهر في إعادة رسم أهداف العدوان وفي ثنايا جهده المبذول بين السطور حينا وعلنا احيانا أخرى نلمس أننا أمام هيئة مكلفة بإعادة صياغة أهداف العدوان والحرب وتنفيذها تحت يافطة الهيئة الدولية وعلى رغم وضوح عدائيته للشعب اليمني شماله وجنوبه .. إلاّ أنه ويا لسخرية هكذا عدالة توخي العدالة في منح دول التحالف العدواني لكل منهما نصيبا عادلاً من النصوص.
فعلى سبيل المثال فإن قطر التي خرجت العام الماضي من التحالف وبالتالي فبالنسبة لنا كيمنيين لا يمكن ان ننسى أو ان نسكت عن أدوارها .لكنني في هذا السياق الذي اتكلم فيه عن حضورها في التقرير هذا فإنها أعطيت أيضا نصيبها من النصوص في التقرير وفي مواد متتالية فإن هذه المادة تقطر من خلافها مع الإمارات نصا قطريا في المادة 33 إذ نصها .وفي المواد من 31 إلى 36 في التقرير لمن شاء ان يرجع إليه .
وننتقل إلى الكيفية التي نظر فيها التقرير في نظرته لأحداث ديسمبر وكيف انقلبت النظرة رأسا على عقب . في الخسران و الخيبات وحسرات الهيئات على مقتل صالح وحسراتها على غياب رئيس شبكة كما اسماها وتعطيل أدائها ..
كما لايخفي التقرير اتصالا بين صالح ودول التحالف سبق خطابه الأخير ونسف فيه تحالفه مع الحوثيين …
اعتبر تقرير الخبراء الاممي أن قيام محمد علي الحوثي في أحداث ديسمبر ودوره في تحييد القبائل المحيطة بصنعاء ومن محافظات أخرى عن شبكة صالح عملا يستوفي شروط وضعه في قائمة العقوبات . بل أفصح التقرير مراراً عن أن الحوثيين عطلوا شبكة صالح التي كان معولا عليها إقليميا ودوليا .
وهكذا فمرة يعتبر المعوق للحل في اليمن هو تحالف الحوثي صالح . ثم لا يجد حياءً في عكس القول في إعلان ماسببه مقتل صالح من تعطيل لدوره وهو دور كان التحالف معلقا عليه آمالا في تغيير مسار المعركة ..وبالتالي فهو يسرد ما تلاها من إجراءات للحوثيين ضد معاوني صالح فسرها الخبراء في تقريرهم بأنها أدت إلى تعطيل شبكة صالح كما لا يتردد في البوح عن كونها خسارة كبيرة !!!!
لا يتوانى تقرير الخبراء الاممي المعني باليمن في عرض صورة للأستاذ محمد علي الحوثي ويظهر معه ابو علي الحاكم وهما في إطار جولة في مناطق طوق صنعاء وسط حشد من أبناء المناطق تلك أثناء أحداث ديسمبر على أنها صورة من الأرشيف السري للأمم المتحدة مع انها ذات الصورة المعروضة في شريط الفيديو الذي عرضته قناة المسيرة الفضائية التابعة للأنصار .. فلماذا يلجأ الفريق إلى الفبركة واعتبارها صورة سرية .. وهو ما يفقد التقرير الحد الأدنى من الصدقية في أمور ومشاهد عامة وليست خفية أو خافية . إلا إذا كان قد تصادف أن التقطت الأقمار الصناعية الأمريكية والإسرائيلية لذات الصورة التي عرضتها المسيرة فهنا تظهر الأمم المتحدة نفسها بشكل واضح خضوعها لأجهزة وتقنيات فضائية دول ضالعة في الحرب ….
وأثناء إعداد هذه الحلقات حول تقرير الخبراء للنشر انعقد مجلس الأمن خلال يومين الأحد والاثنين 25و26 فبراير وكان التقرير هو المادة التي يتمحور عليها الاجتماع وبالتالي جاء المشروع البريطاني وتصدى له الفيتو الروسي مسقطا القرار المتعلق بإدانة ايران في ما يعبر عن تسوية ظالمة للشعب اليمني وادامة العقاب وتمديده وإبعاد لمواجهة مع ايران أمريكا ليست مستعدة لها أصلا وفعلا ..
ودارت وقائع الجلسة بأن :
صوت أعضاء مجلس الأمن بالإجماع، على مشروع القرار الروسي المعد بشأن اليمن، والذي ينص على تمديد العقوبات المفروضة على اليمن عاماً إضافياً، أي حتى فبراير 2019، لكنه يستبعد إدانة طهران.
وكان مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، قد دعا، الأربعاء الماضي، إلى التركيز على تجديد تفويض مراقبي تطبيق العقوبات في اليمن، بدلاً من استهداف طهران..
وأثار الفيتو الروسي حفيظة واشنطن، وعلقت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، على الخطوة الروسية بالقول: «روسيا تساعد إيران على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ولن يمر ذلك من دون رد».
ونشطت الدبلوماسية السعودية في الأسابيع الأخيرة لحض المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات لمواجهة إيران على خلفية الملف اليمني والهجمات الصواريخية اليمنية التي استهدفت العاصمة السعودية الرياض، والتي تتهم الأخيرة طهران بالوقوف خلفها وتهريبها إلى حركة «أنصار الله » في اليمن .
واستخدمت موسكو الفيتو بوجه مشروع القرار البريطاني، الذي كان ينص على التعبير عن «قلق محدد» من أن «أسلحة إيرانية المنشأ تبين وجودها في اليمن بعد تطبيق الحظر على الأسلحة» وأن طهران «لم تلتزم» بالقرارات الأممية، وبحسب النص البريطاني، فإن مجلس الأمن كان سيعرب عن «نيته اتخاذ إجراءات إضافية للتعامل مع هذه الانتهاكات».
إذا كان مشروع القرار في مجلس الأمن بريطانياً وهو كذلك فعلا . فإن القرار الذي صدر بتعيين الدبلوماسي البريطاني غريفيت في 15فبراير الحالي مبعوثا امميا بدلا عن ولد الشيخ الذي غدا شخصية غير مرغوب فيها مطلقا في اليمن وخاصة بعد أن تعرض موكبه في مطار صنعاء العام الماضي لحشود شعبية غاضبة ورافضة له ولدوره وهو تفصيل مهم وورد في تقرير الخبراء استعراض له ..فضلا عن رفض أنصار الله مرارا التعاطي معه . وبالتالي كانت رواية استقالة ولد الشيخ ليست سوى حبكة لحفظ ماء وجه ولد الشيخ وتستر لفضيحة أن الرجل اختير سعودياً خلفا لبنعمر الذي كانت السعودية خلف تنحيه عن مهمته في اليمن .
فمن هو المبعوث الاممي القادم الآن الى مهمته الاممية والبريطانية ؟؟
.فبريطانيا هي صاحبة الدور المناط بها إدارة الحرب والعدوان وبالتالي موكلة بدور غربي أمريكي رئيسي في الملف اليمني . وما عرف عن الدبلوماسي البريطاني والمبعوث الاممي القادم من خضم تجربته في الحرب السورية منذ عامها الأول فمن هو المبعوث الاممي الجديد البريطاني غريفيت؟ :
_ عمل في السلك الدبلوماسي البريطاني وتولى عدة مهام في الأمم المتحدة .
_ عندما كان رئيسا لمكتب الأمم المتحدة في سوريا لعب دورا في نقل دور الوساطة في الأزمة السورية حينها من الابراهيمي إلى ستيفان دي ميستورا المبعوث الاممي لسوريا …
_ نظرته لليمن لا تخرج عن الإطار الاممي المرسوم الواقع تحت هيمنة القوة والمال .
وبحسب الـ BBC فإنه : ( يرى غريفيت أن الحرب في اليمن تختلف عنها في سوريا، لأن الحل وارد في سوريا بعكس اليمن التي تتضاءل فيها الحلول وتتفاقم الأزمة الإنسانية أكثر فأكثر، فهي أسوأ من العراق وجنوب السودان. )
وبهذا التعريف والتصريح الوارد في الـ “بي بي سي” نكون قد حددنا وجهة الرجل القادم من بريطانيا وسلكها الدبلوماسي .
في العودة إلى فقرات التقرير التي نفندها وننقضها هنا بقي أمامنا كشف توجهين عدائيين في التقرير وخاصة أن قرار مجلس الأمن لم يغير من جوهر التقربر الباقي مسلطا على اليمن فإن هذين التوجهين هما ما سأتناولهما في ما بقي من هذه التناولة ..