محمد المطري
للمساجد دورها المهم والكبير في إصلاح واقع الأمة وتربيتها وهو العمل الأول للنبي محمد صلى الله عليه وآله بعد ما آخى بين المهاجرين والأنصار، والمتمثل في بناء المسجد، “الثورة” التقت: العلامة محسن صالح الحمزي والذي تحدث بقوله:
إن موضوع المساجد وإعمارها موضوع هام وجدير باهتمام كل العلماء والخطباء والمثقفين
أمر إلهي
ويضيف العلامة الحمزي أن التواجد في المساجد أمر إلهي أمر الله عباده بهذا الأمر بقوله تعالى ” إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ”
عمارتان
ويؤكد العلامة الحمزي أن عمارة المساجد عمارتان عمارة حسية وهي البناء وعمارة معنوية وهي الأهم بالصلوات بالذكر بحلقات العلم وتذكير الأمة بمسؤولياتها
اقتداء بالرسول
واردف العلامة الحمزي إن التواجد في المساجد اقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وآله فقد كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يتواجد معظم وقته في المسجد ليعلم الناس أمور دينهم القولية والاعتقادية والعملية.
سوء حظ
ويتحسر العلامة الحمزي على الأمة قائلاً: إن من سوء حظ الأمة هو ابتعادها عن المساجد متسائلاً ما الذي أبعدهم عن المساجد؟، محملاً دول الاستكبار مسؤولية غزو الشباب وابعادهم عن دينهم، موضحاً أن الغزو الإعلامي من أخطر ما ضرب الأمة وذلك عبر بث حلقات ومسلسلات ذات إثارة اثناء وقت صلاة المغرب لتلهي وتشغل الشباب والرجال والأطفال عن التواجد في المسجد.
غزو فكري
واسترسل العلامة الحمزي بذكر أسباب ابتعاد الناس عن المساجد ومؤكداً أن من تلك الأسباب الغزو الفكري وهو الأخطر محذراً الشباب من استخدام الفيسبوك استخداماً يلهي ويضيع الأوقات خاصة في أوقات الليل فلا يدري الشاب إلا وهو في آخر الليل ثم ينام وتفوته صلاة الفجر إلى جانب السهر ….
أبو الدرداء
واستشهد العلامة الحمزي بحديث أبي الدرداء أن علياً عليه السلام رأى أبا الدرداء رضي الله عنه وهو خارج لصلاة الفجر بعد أن صلى الإمام علي صلاة الفجر هو وجملة من أصحابه فقال الإمام علي أونمت عن صلاة الفجر؟؟ قال نعم قال وما الذي شغلك قال كان مني الليلة شيء “يعني تعبداً وتضرعاً طوال الليل” فغلبتني عيناي فقال الإمام علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول “من صلى الفجر والعشاء في جماعة فكأنما أحيا ما بينهما” أي أن صلاتك في الفجر بجماعة وصلاتك في العشاء بجماعة طبعاً في المسجد نفسه: بمثابة إحياء ما بينهما وهو مقدار تسع ساعات من العبادة والطاعة.
لا مبالاة
وبين العلامة الحمزي أن سبب اللا مبالاة بتأدية الصلاة في المساجد هو قلة الدين أولاً وتفضيل القات وتقديمه على الصلاة في المسجد. منوها بأن بعض الآباء يرسلون أبناءهم إلى المساجد وهم قابعون في مجالس القات وهذا ما يفقد ويزيل القدوة الحسنة للآباء وكان الأحرى بذلك الأب أن يزيل القات من فمه ويتوضأ ويقول هيا يا أولادي نذهب سوياً إلى المسجد.
جانب آخر
وأبدى العلامة الحمزي أسفه لما وصل إليه الحال ببعض الناس الذي يقبعون في مجالس القات إلى قبل صلاة المغرب ثم يبدأ كل منهم بالعمل ويأخذ جهاز الحاسوب وينهمك في العمل بقوة حتى الساعة السابعة وتفوته صلاة المغرب وهذا من صفات الفساق.
نادرة
وفاجأنا العلامة الحمزي بأنه يحفظ رواية عن علمائه ومشائخه يرويها عنهم مفادها ” أن صلاة المغرب فُرضت على أمة من الأمم السابقة فضيعوها فرفعها الله عنهم وأكرم بها أمة محمد” مخلياً عهدته بالرواية ومؤكداً أنها لا تتنافر مع العقل.