هل يصلح المبعوث الأممي الجديد..ما أفسده ولد الشيخ أكاديميون .. لـ”الثورة”

 

> د. يوسف الحاضري: بدعم من الأمم المتحدة فشل المبعوث السابق.. ولن يكون القادم أفضل
> د. أحمد النهمي: العتبات الأولى لنجاحه تكمن في فتح المطارات والموانئ ورفع الحصار الذي أهلك الحرث والنسل
> د. نجيبة مطهر: تجربة المبعوث الجديد ودعم الاتحاد الأوروبي سيعززان من نجاح مهمته
> د. سامي الوزير: الدول الكبرى سحبت الملف اليمني من يد تحالف العدوان السعودي الإماراتي لإنقاذه من ورطته

تحقيق/ محمد مطير
خلال مدة زمنية تجاوزت الـ 1000 يوم من الانتهاكات الصارخة لكل القوانين السماوية والأرضية والجرائم الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها دول العدوان في اليمن بقيادة السعودية وذلك أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة في عهد مبعوثها الدولي إسماعيل ولد الشيخ المعين في 25 أبريل 2015م والمستقيل مؤخرا..
لكن اليوم بعد الحديث عن تعيين مبعوث أممي جديد خلفاً له وهو البريطاني مارتن غريفتس في ظل استمرار جرائم العدوان بحق اليمنيين ليلا ونهارا.. هذا الأمر يثير عدداً من التساؤلات من نوع. . هل تعيين مبعوث أممي جديد يعد بداية مرحلة جديدة في المشهد السياسي اليمني؟ وكيف ينظر السياسيون لتغيير المبعوث الأممي؟ وماذا يتوقعون من المبعوث الجديد؟ هل سيصلح ما أفسده ولد الشيخ .؟الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها في سياق التحقيق الصحفي التالي..:
لم يكن إسماعيل ولد الشيخ مبعوثاً أممياً، بما تحمله الكلمة من معنى، بل كان مبعوثا لتسويق أجندة دول التحالف العدواني على اليمن وتضليل العالم عن حقيقة الجرائم البشعة التي يرتكبها هذا التحالف العدواني, كان هذا مستهل حديث الدكتور أحمد النهمي – أستاذ في جامعة ذمار- الذي يرى أن تغييره يعد مطلباً مهماً، للوصول إلى حل سياسي عادل ..
عتبات النجاح
وأضاف الدكتور النهمي قائلا: نتمنى من المبعوث الأممي الجديد أن يجسد قيم الحق والعدل والصدق والمهنية الموضوعية وغيرها من القيم الإنسانية النبيلة التي تخلى عنها سلفه السابق ، ولعل العتبات الأولى لنجاحه تكمن في العمل على فتح المطارات والموانئ وإنهاء حالة الحصار الخانقة التي تزيد من معاناة الشعب اليمني ، وتتسبب في إهلاك الحرث والنسل. وكذلك وضع العالم أمام الصورة الحقيقية لمأساة الوضع الإنساني والجرائم التي خلفها العدوان في اليمن، بعيداً عن تأثير البترودولار السعودي الخليجي والنفوذ الأمريكي .
ولد الشيخ الكارثة
من جهته تحدث الدكتور يوسف الحاضري –محلل سياسي – قائلا: عندما نتكلم عن مدة زمنية تتجاوز الـ1000يوم لهذا المبعوث الأممي ولد الشيخ وبالتحديد من 25 أبريل 2015م وحتى اليوم وعما حدث فيها من انتهاكات كارثية لكل القوانين السماوية والأرضية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ومازال الأمر مستمراً أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة نفسها.. بل والأشد من ذلك كيف انحاز وبوضوح للسعودية اشد وضوحاً من انحياز وزير خارجية السعودية نفسها دون أن نجد أدنى تحرك من الأمم المتحدة لإيقاف هذه الكارثة المسماة (ولد الشيخ) بل دعموه وساندوه واعتمدوا على إحاطاته وبياناته وتصريحاته حتى إن تغييره لم يكن من الأمم المتحدة بل جاء من المبعوث نفسه عبر تقديم استقالته وعدم رغبته في مواصلة مهمته ، فهذا يعكس بوضوح أن دور المبعوث الأممي هو ترجمة لأهداف الأمم المتحدة وتوجهاتها ولن يكون القادم أفضل من السابق .
وختم الحاضري بالقول: بنوع من التشاؤم وبأنه لا يوجد هناك أي تفاؤل ولا حتى ركون على الأمم المتحدة أو مبعوثيها على الإطلاق وأعتقد بطبيعة الحال أن هذه الرؤية نفسها هي التي تمتلكها القيادة اليمنية وعلى أساسها سيتم التعامل مع القادم لإيقاف ما تسعى الأمم المتحدة لتنفيذه .
الحرب المنسية
فيما الدكتورة نجيبة مطهر –مستشار رئيس الجمهورية لشؤون المرأة- ترى أن تغيير المبعوث الأممي كان من الضروريات بسبب فشل إسماعيل ولد الشيخ الذي فشل بنسبة 100 % ..لأنه كان عبارة عن ستار مؤقت وولد الشيخ لا يمتلك الخبرة الكافية وليست لديه المقدرة على إدارة أزمة كبيرة وملف متخم بجرائم حرب وحصار على شعب فقير لم يعتد على أحد ولم يكن في يوم من الأيام يمثل خطراً على جيرانه أو على الدول الإقليمية أو على العالم .. وأكثر من ألف يوم قام ولد الشيخ بدوره الكامل الذي رسم له والمتمثل بحجب تلك الجرائم, وكان هو السبب الرئيسي في تعطيل الحوار بين الأطراف اليمنية من خلال جنيف 1 وجنيف2 ومحادثات الكويت وأخيرا عمان.
وتابعت: بل والأفظع من ذلك تقلبه في أطروحاته ومبادراته فكان خير عون للعدوان على الشعب اليمني ولم يقم بوظيفته كمبعوث أممي محايد لذا سميت الحرب في اليمن بالحرب المنسية, فقد كانت تقارير ولد الشيخ الدورية لمجلس الأمن تشجع الجلاد وتدين الضحية فقد قام بالمسرحية الهزلية على أكمل وجه فلن يسامحه الشعب اليمني ولا التاريخ ولن يسامح الشعب اليمني مجلس الأمن ولا دول التحالف إزاء ما ارتكبت من جرائم بشعة بحق النساء والأطفال والمدنيين، من هنا كان حليف ولد الشيخ الفشل في اليمن.
توقع بالنجاح
ومن وجهة نظر مخالفة لمن سبق, تتوقع الدكتورة مطهر نجاح المبعوث الأممي الجديد للعديد من الأسباب, أهمها:
1- خبرته ومنجزاته السابقة وقدرته على الحوار والمناورة وأيضا ضميره الإنساني الحي بالرغم من أن معظم الضمائر العربية قد ماتت.
2- سيكون الداعم الرئيسي للمبعوث الأممي والسند والخلفية له الاتحاد الأوروبي أمام الضغط الذي ستمارسه دول تحالف العدوان فالاتحاد الأوروبي سيكون هو اللاعب الوحيد في الملف اليمني بعد أن خذلت الشعب اليمني كل من روسيا والصين.
3- الحصار وتمادي العدوان بارتكاب الجرائم كان سيؤدي إلى انفجار الوضع في باب المندب وتعطيل الملاحة ولكن المجتمع الدولي تنبه لهذه الخطورة لذلك هذا المبعوث سيعمل على إيجاد الطرق للحل السياسي لأن الحل السياسي كان مطروحاً منذ أول يوم من العدوان العبثي على اليمن ولذا آن الاوان لتحقيق هذا الحل وتنفيذه.
4- خيبة أمل دول التحالف في تحقيق أهدافها والارتفاع الكبير للفاتورة التي تكبدتها السعودية والإمارات وأيضا الخوف والهلع والرعب لدى قادة دول التحالف من الصواريخ اليمنية التي قد تصل إلى المنشآت الاقتصادية السعودية والإماراتية ويبدو أن الرسالة قد فهمت من قبل دول التحالف بعد وصول الصاروخ اليمني إلى القصر الملكي في الرياض .. من هنا اجزم أن المبعوث سينجح في عمله.
الدول الكبرى
يرى الدكتور سامي الوزير باحث تاريخي في الهيئة العامة للآثار والمتاحف أن الدول الكبرى سحبت الملف اليمني من يد تحالف العدوان السعودي الإماراتي وأصبح الملف اليمني الآن في يد الدول الكبرى وهذا يدل على أن الدول الكبرى تريد أن تخرج التحالف السعودي المعتدي من ورطته الكبيرة في اليمن..
وتابع : إن حل الأزمة في اليمن قد اقترب من إيجاد مخرج سياسي لرغبة الدول الكبرى في إنهاء الملف اليمني خاصة أن الحل العسكري لم يعد مجديا ولن يكون هناك إلا حل سياسي يستوعب كل أطراف الصراع في اليمن دون إقصاء وبالتفاهم مع دول تحالف العدوان السعودي لأن لها دوراً كبيراً في تدخلها العسكري والسياسي كونها كانت هي المسبب الأكبر في ما حصل لليمن حيث كان الفرقاء السياسيون على وشك الاتفاق في حوارات موفمبيك لولا التدخل العسكري بقيادة النظام السعودي الذي أفشل الاتفاق السياسي في اليمن..
وما تصريح وزير الخارجية الروسي لافروف مؤخراً في موسكو عن أن الحل السياسي في اليمن لن يأتي من الخارج وإنما بتفاهم اليمنيين إلا دليل على عدم رضا الدول الكبرى ومنها روسيا إزاء عرقلة تحالف العدوان السعودي للحل السياسي في اليمن .

قد يعجبك ايضا