الثورة نت/ عبد الواحد البحري
يعتبر مرض الإيدز من الأمراض السلوكية أي انها مرتبطة بسلوك الأنسان بالدرجة الأولى ومن الأمراض الفيروسية المنقولة جنسيا وأخطرها على حياة الانسان وتتجسد خطورة مرض الأيدز في أنه أصبح وباء عالميا وخارج نطاق السيطرة اذا لايوجد علاج شاف لمرض الايدز او لقاح يحمي منه حيث أن العلاج المتوفر حاليا يوخر ظهور الأعراض المرضية ويقلل احتمالية الاصابة الأمراض الانتهازية التي يثبت علميا ان الايدز مرض العوز المناعي أهمها وأخطرها..
وحين نستعرض عدد الإصابات بهذا الوباء القاتل يثير لدينا الرعب والخوف من مساحة تواجده وانتشاره على مستوى دول العالم حيث يتجاوز عدد المصابين به أكثر من 44 مليون على مستوى العالم وعدد الدول المصابة به 193 دولة في حين توفي نحو أكثر من 22 مليونا ويصاب يوميا بالمرض ما يتعدى 16000 حالة وسنويا 6 ملايين اصابة وكل دقيقة 11 شخصا ومن الجنسين على حد سواء (الرجال والنساء) والأطفال لم يكونوا هم أيضا بمأمن من هذه الوحش الكاسر وغالبية الاصابة طبعا من شريحة الشباب أي الشريحة الأهم في كل مجتمع..
ولمعرفة عدد الاصابات بمرض الايدز في اليمن الذي سجلت فيه اول إصابة لأحد العائدين من المهجر عام 1987م ومنذ ذلك التاريخ واليمن ترصد عدد الحالات التي يتم اكتشافها في المختبرات والمستشفيات وعبر الصدفة أوضح ذلك الدكتور عبد الحافظ الورد – مدير البرنامج الوطني لمكافحة الايدز منهم 2000 حامل للمرض خلال ورشة عمل أقمتها وزارة الشئون الاجتماعية والعمل وبالتعاون مع البرنامج الوطني لمكافحة الايدز في العاصمة صنعاء بحضور 28 مشاركا ومشاركة يمثلون وسائل الأعلام ومنظمات مهتمة بالمرض والمتعايشين وبدعم من برنامج الأمم المتحدة المشترك للعمل على الايدز وبالتعاون مع جمعية الخدمات الاجتماعية.
ومن المعروف ان المرض يسبب ردة فعل نفسية واجتماعية للمصاب وفقدان السيطرة على العواطف والغضب والشدة والاجهاد النفسي والقلق والأنكار والخوف من المرض والعجز وفقدان احترام الذات والتأنيب ويشعر المريض بثقله على أسرته وعلى المجتمع ككل وهنا تبرز الجوانب الإنسانية التي يفترض توفرها كحاضنة لهذا المصاب الذي أبتلاه الله بهذا الداء ونجعله محل اهتمام من المجتمع كونه يعيش في المجتمع يؤثر ويتأثر به وأن لا يبقى هذا المصاب منبوذ اجتماعيا ومعزولا وخاصة الأقارب والأهل.
ولأن هذا المريض ليس كغيره من المرضى بحاجة لدعم نفسي ومالي أيضا حتى يتمكن من عمل فحوصات بين الحين والأخر وأيضا توفير العلاج الذي يساعده على البقاء لفترة أطول من خلال التزامه بمتابعة البرنامج الوطني لمكافحة الايدز بصنعاء والجمعيات المنبثقة عن البرنامج والتي تنسج علاقاتها بالبرنامج وبالمتعايشين مع مرض العوز المناعي الذي يداهم المجتمعات حيث يستهدف أهم شريحة وهي شريحة الإنتاج ويرى الدكتور عبد الحافظ الورد ان اكتشاف المرض مبكرا يساعد المريض على التعايش مع المرض بمرحلته الآمنة بسلام وان يستفيد من الإرشادات وكذلك الأدوية التي يوفرها البرنامج من خلال المنظمات العالمية مجانا للمصابين بمرض الايدز كون سعر الدواء غالي الثمن من 20 الى 100 دولار في الشهر الواحد وطبعا هذا مبلغ كبير خاصة حين يرافق ذلك فحوصات مختلفة ..
ومن هنا يمكن القول بان الفحص الطوعي والمبكر لكل من يشك في الاصابة يمكنه تجاوز ذلك والبقاء في دائرة الأمان من تفشي المرض والاصابة وظهور الأعراض التي تعجل بحالة الموت والوفاة والمتعارف عليه ان الحكومات تنفق ملايين الريالات لتوفير المرافق الصحية الأمنة للتعامل مع مرضي الايدز بينما المجتمع لايزال دوره غائبا ولم يبادر في الاعتراف بوجود المرض وكذا تخفيف حدة الصدمة والوصمة والتمييز للمتعايشين .
لقد أن الأوان للعمل سويا وتقبل هذا الوباء وحامليه من أبناء المجتمع حتى نجنب أنفسنا وبنائنا الاصابة به لماذا لأن المريض المبتلى به هو أخ وأبن وقريب وجار او صديق لنا وعلينا التعايش مع هذا الواقع الذي فرضته هذه الأمراض والأوبئة على مجتمعاتنا .. لتفادي الاصابة أولا ولكون المصاب يستحق منا المعاملة الحسنة كوننا مؤمنين بقضاء الله وقدره فهذه الدعوة لنا جميعا لنكون عونا ومرشدا لكل متعايش أصيب بهذا الداء لنحصن بذلك مجتمعنا من تزايد عدد المصابين بهذا المرض من خلال اخراج المريض من عزلته وادماجه في المجتمع ليواصل مشوار حياته الطبيعية في المجتمع لماذا لأن المريض بإمكانه ان يعيش لأكثر من عشرون عاما اذا اتبع الارشادات الصحية السليمة وشعر باهتمام المجتمع بحالته وتعاطف معه من خلال التعايش معه بود.
علينا كمثقفين وكإعلاميين وناشطين في منظمات المجتمع المدني مهتمة بمرض الايدز وحياة المتعايشين الذين يواجهون الوصمة والتمييز في دورة الوصمة والتمييز الذي رعاه الدكتور عبد الحافظ مدير البرنامج الوطني لمكافحة الايدز وعلينا الاعتراف باننا نعيش في مجتمع ينقصه الثقافة والوعي وأن التنشئة الاجتماعية والتربية غير السليمة لأبنائنا في المنزل وكذلك في المدارس والأندية هي سبب في تفشي هذه المرض في مجتمعاتنا المحافظة خاصة حين نجد ان الاصابة تتركز في الشباب دون سن الثلاثين أي الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما وهم أشد الحاجة الى مساعدتنا والوقوف الى جانبهم فلنكثف جهودنا لمحو الصورة النمطية والموروث الخاطئ لأسباب أنتشار مرض الايدز والتعايش مع المصابين وعلينا مسئولية أعلام وتثقيف المجتمع بان المرض لا ينتقل الى عبر الممارسات الجنسية الخاطئة فقط وان المصاب يبقى حامل للفيروس لمدة تزيد تتراوح بين 15 الى 20 عاما ولهذا لايجب نبذ المصاب وحامل الفيروس لأننا نعي بان ليس كل مريض شاذ ومنحرف سلوكيا ومؤذ وضار وعار على عائلته.
فالمريض بحاجة الى الابتسامة والى الدعم النفسي والاجتماعي لمواصلة بقية حياته فلنعمل جميعا مع البرنامج الوطني لمكافحة الايدز والجمعيات والمنظمات المنبثقة عن البرنامج والعاملة في مجال المشورة والدعم النفسي.