في الذكرى السنوية لاستشهاده
حسن حمود شرف الدين
تأتي الذكرى السنوية لاستشهاد البروفيسور أحمد عبدالرحمن شرف الدين ونحن على مشارف مرور ثلاثة أعوام من العدوان والصمود.
نستذكر هنا ما كان يخطه ويتحدث به الدكتور من خطورة الانجرار وراء مخططات دول الاستكبار الهادفة لزعزعة الأمن والاستقرار في الداخل اليمني والمنطقة العربية والإسلامية.. والتي تسعى إلى نهب ثرواتنا والسيطرة على القرار السياسي للدولة وسلبها حريتها وسيادتها.
نستذكر حرص الشهيد البروفيسور على دعوة جميع الأطراف اليمنية للحوار والاستمرار فيه حتى الخروج برؤية وحل للوضع الداخلي لليمن بعيدا عن تدخلات دول الاستكبار والأنظمة العميلة لها وأبرزها النظام السعودي والنظام الإماراتي.
نستذكر دور الشهيد البروفيسور في مؤتمر الحوار الوطني وكيف كان شوكة الميزان لجميع المتحاورين والمرجعية الدستورية والقانونية لجميع اللجان وأعضائها.. ودوره في صياغة مخرجات الحوار الوطني بصيغة تكفل للجميع جميع الحقوق الدستورية والقانونية وبما يتوافق مع الشريعة الإسلامية التي جاء بها القرآن الكريم.
نستذكر دوره في كبح جماح التدخلات الخارجية والمتمثلة في تدخلات الدول العشر الراعية للحوار والسفارة السعودية، والتي كان ثمنها روحه الطاهرة في صورة عكست مدى جدية الإدارة الأمريكية في إخضاع الشعب اليمني من خلال استهداف وقتل كوادره الوطنية والتي كان أبرزها فقيه الدستور البروفيسور شرف الدين.
نستذكر ابتسامته مع الجميع بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والمذهبية والجغرافية.. فلم يكن يميز بين شخص وآخر وفئة وأخرى.. إذ كان الشخص الودود في تعامله والصادق في كلامه والجاد في أفعاله والملتزم في مواعيده والمخلص في نصائحه.
نستذكر مداخلاته وتصريحاته ولقاءاته ومحاضراته عبر شاشات التلفزيون وصفحات الصحف وأثير الإذاعات وقاعات المحاضرات وهو يفند توجهات دول الاستكبار ويضع الخطط والبرامج الكفيلة بإحباط وإيقاف تلك المخططات التي احتضنتها الدول العميلة في المنطقة وفي مقدمتها المملكة السعودية.
نستذكر الغصة التي اجتاحت صدورنا حين علمنا باستشهاده يوم اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني.. وحين تعالت أصوات أعضاء المؤتمر بالشجب والتنديد.. وحين تساقطت الدموع من عيون محبيه.. وحين تسابقت بيانات التنديد من الدول والمنظمات الدولية والمحلية والشخصيات الدولية والمحلية لاستهداف العالم الزاهد شرف الدين واعتبرته استهداف أمة بأكملها وخطوة خطيرة نجح من خلالها أعداء اليمن في توغيل الخلاف وإدخال اليمن في نفق القتل والاغتيالات.
رحمة الله تغشاك أيها الشهيد الحي “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”.. و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.