الجنوب المحتل!!
عبدالله الاحمدي
فشلت النخب السياسية أن تحدث تنمية مستدامة، كما فشلت أن تبني مشروعا جمعيا يحضن كل أبناء الوطن، وأهدرت طاقات البلاد في الصراعات، والتناحرات، وزاد هذا الفشل بعد حرب 94 التي ضربت الوحدة، وأخرجت الجنوب من المعادلة السياسية، وقصمت ظهر الوحدة بالانفصال النفسي الذي تحول إلى تجريف للثقافة الوحدوية والمشروع الوحدوي.
واجه الجنوبيون مشروع فيد الحرب بالمشروع الانفصالي، وارتدوا إلى ما قبل الاستقلال منكرين، حتى يمنيتهم.
وعلى كثرة الحركات والحراكات الجنوبية لم يقدم هؤلاء الحراكيش مشروعا يجمع، حتى الجنوبيين.
وجاء الاحتلال فانساقوا يقاتلون في صفه، جريا وراء المال والمناصب، وتركوا الجنوب للمحتل يعبث به كما يشاء.
اليوم الجنوب يرزح تحت الاحتلال، والمعيب ان يقاتل الجنوبيون في صف الاحتلال خارج الجنوب ليضيفوا انتصارات للاحتلال ضد اليمن الواحد، ويتركوا جنوبهم، والقضية الجنوبية التي صدعوا رؤوس الناس بها.
العيب والمخزي ان تأتي دويلة تسمى الإمارات عمرها أقل من نصف قرن كانت ماخورا للجنود البريطانيين، لتحتل ارض شعب عمر حضارته أكثر من احد عشر ألف سنة. ليس هذا فقط، بل وتدعي وبوقاحة أن سكان جزيرة سقطرى أصلهم إماراتيون.
كان الشيخ زائد بن سلطان يقول بعكس ذلك ويدعي ان أصوله تعود إلى قبائل مارب، بعكس إماراتيي اليوم الذين يعملون ضد التاريخ، والجغرافيا.
المال يطغي، وصهاينة الإمارات يحاولون ان يقلدوا أسيادهم الإسرائيليين في الغزو، والقوة والاحتلال.
وقديما قالوا إذا عرف السبب بطل العجب، فالإماراتيون هم أداة بيد الاستعمار الامبريالي الذي يحاول بهذه الأدوات ان يستولي على المنافذ البحرية، ومنها منافذ اليمن ليخنق العالم بالسيطرة على النفط والأسواق. الاحتلال الإماراتي يعبث بالجنوب، يسرق الثروات، ويختطف الناس، إلى السجون السرية التي تنتشر من بئر احمد في لحج، وحتى المهرة، ووصل الاستهتار بحريات الناس إلى درجة اغتصاب النساء والمتاجرة بالنخاسةً، وهذا ما تشهد به تقارير قناة الجزيرة.
المحتل الإماراتي يتحكم بالجنوب، وبمصائر الجنوبيينً ووصل الأمر إلى سرقة الأحجار، والنباتات والطيور وتجريف الثروة السمكية من جزيرة سقطرى.
وتحول الجنوب إلى قواعد عسكرية، وثكنات لجيوش المحتل، وخاصة في جزيرتي ميون وسقطرى اللتين تقوم قوات الاحتلال بطرد السكان منهما، وفرض سلطات ذيلية تابعة لها، وبكل وقاحة دعت السكان في سقطري إلى الاستفتاء على الانضمام إلى دويلة الإمارات، بعد ان ربطت الجزيرة مباشرة بالحمارات هاتفيا، ونقلا عبر رحلات طيران الإمارات، ووزعت بعض الصدقات استغلالا لحاجة الناس.
تعمل قوات الاحتلال على ضرب الكتل السكانية بنشر الفوضى، وتشجيع التطرف والإرهاب، وإنشاء تشكيلات مسلحة متطرفة ومناطقية، ومؤخرا استقبلت مخلفات عفاش محاولة إمدادها بالقوة والمال، وبعث الحياة فيها لتجميع القاعدة والإرهابيين الذين كان يشرف عليهم طارق عفاش، ليخوضوا معارك وحروبا لقتل اليمنيين نيابة عن قوات الغزو والاحتلال.
في هذا الجانب يبدو أن الكثير من الجنوبيين لهم ذاكرة مثقوبة مصابة بالنسيان، فعصابة عفاش التي عبثت بالجنوب وقتلت الجنوبيين تستقبل اليوم بالأحضان من قبل عملاء الاحتلال ومرتزقته الأنذال.
في المشهد الجنوبي يبدو أن النساء لهن حضور بارز ضد ممارسات الاحتلال، فالوقفات النسائية المطالبة بالإفراج عن المختطفين والمعتقلين تتكرر على مدى أيام الأسبوع في عدن، المرأة العدنية مشهود لها بمقارعة الاحتلال منذ القدم. وهناك مناضلات جنوبيات حملن السلاح ضد المستعمر الأجنبي في معارك التحرير والاستقلال الأول، من أمثال المناضلة دعرة، وخولة شرف، وغيرهن من المناضلات اليمنيات.
الإمارات التي أخرجت من ميناء عدن، عادت اليوم لتستفز اليمنيين باحتلال الجنوب بموانئه، ومطاراته وجزره، وتمنع، حتى ما تسمى الشرعية التي قالت أنها جاءت من اجل عودتها من العودة إلى الجنوب.
الأمور مفضوخة، المسألة عدوان، واحتلال للشعب اليمني، ومصادرة حريته، واستقلاله، وسيادته، ونهب ثرواته، وتجزئة أرضه.
الجنوب لن ينام على هذا الضيم، ولن يسلم بمشروع الاحتلال والارتزاق، فمازال هناك أحرار يتنادون لدحر المحتل، حتى ولو كان الأمر على استحياء، فقد سمعنا أصواتا حرة تسمي الأشياء بأسمائها، وتنتقد ما يقوم به الاحتلال في سقطرى، من دعوات مشبوهة، منها فرض مشايخ ومسؤولين عملاء، وتطالب شرعية الفنادق بموقف مما يجري هناك.
الغضب قادم يا إمارات، فالفنان عبود الخواجة الذي أشعل الجنوب ثورة ضد عصابة 7/7 بأنشودته : ( والله ورب العرش ما نخضع… ) ها هو يشعل ساحة الجنوب ثانية بأنشودة جديدة ضد المحتل الإماراتي بعنوان 🙁 قال الجنوبي دقت أجراس الغضب، ودقت أجراس الخطر يا غافلين ) وعندما يثور الجنوب لن يستطيع صهاينة الحمارات، ومن يقف في صف الدرهم أن يصمدوا ساعة من نهار في وجه الغضب الجنوبي.