عاملات الطلاء‮ ‬يكسرن نمطية التقاليد‮ !‬

‮> ‬لا تمانع‮ ‬منال سعيد في‮ ‬العمل بمهنة شاقة وغير مألوفة على المرأة لأسباب قد لا تكون في‮ ‬الغالب منطقية‮ ‬‮ ‬والتقاليد والنظرة النمطية هي‮ ‬فقط من تحجم من دور المرأة وقيامها بدور فاعل في‮ ‬المجتمع وفرض نفسها في‮ ‬سوق العمل‮ .‬
وتفاجأت الأسواق مؤخراٍ‮ ‬بفتيات‮ ‬يمسكن فرشاة ويعملن في‮ ‬مهنة الطلاء‮ ‬‮ ‬وكانت البداية بمشروع نوعي‮ ‬وهام قدم المرأة كعاملة في‮ ‬هذه المهنة وتدشين ذلك من خلال طلاء أكثر من‮ ‬14‮ ‬مدرسة في‮ ‬أمانة العاصمة‮ .‬
ما‮ ‬يقرب من‮ ‬17‮ ‬فتاة تم إشراكهن في‮ ‬خوض تجربة العمل في‮ ‬الطلاء لمدة شهرين كجزء من منهجية مبتكرة‮ ‬في‮ ‬توليد فرص عمل للشباب التي‮ ‬تم إطلاقها عبر مشروع تمكين الشباب اقتصاديا‮.‬
تعتبر منال إحدى الفتيات التي‮ ‬اكتسبت صفة‮ “‬عاملة طلاء‮” ‬عن سعادتها بالعمل في‮ ‬هذه المهنة‮ ‬‮ ‬وتؤكد أهمية أن‮ ‬يحدد المرء هدفه في‮ ‬الحياة وأن‮ ‬يفكر ويعمل ويتحدى المعوقات ومواجهة الصعوبات إضافة الى اكتساب مهنة وتكوين مشروع خاص‮ ‬يجعلها تساهم بفاعلية في‮ ‬إيجاد مجتمع منتج وقادر على مواجهة المشاكل التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها مثل الفقر والبطالة‮.‬
منال سعيد الفخورة بالمهنة الجديدة التي‮ ‬اكتسبتها نموذج‮ ‬من بين‮ ‬70‮ ‬شاباٍ‮ ‬وشابة استهدفتهما المنهجية المبتكرة لخلق فرص عمل للشباب والتي‮ ‬تعرف بمصطلح‮ ( ‬3‮*‬6‮ ) ‬وتتبناها الحكومة بدعم من البرنامج الإنمائي‮ ‬للأمم المتحدة ومؤسسة لأجل الجميع للتنمية والسفارة اليابانية‮.‬
وتؤكد منال أن هناك اعتقاداٍ‮ ‬سائداٍ‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬يهمش المرأة ويحاول تحجيمها وإبعادها عن بعض الأعمال والمهن بدون أي‮ ‬سبب‮ ‬يدعو لذلك سوى أنها امرأة‮ ‬‮ ‬بالمقابل هناك عجز تام عن ايجاد الحلول للبطالة التي‮ ‬تعتبر أهم المشاكل التنموية في‮ ‬اليمن‮ .‬
ويرى خبراء أهمية مثل هذه البرامج من خلال ابتكار وسائل وأساليب جديدة لتأهيلهم والأخذ بيدهم وتفعيلهم وإكسابهم المهارات المطلوبة والاحتياجات اللازمة للدخول لسوق العمل والحصول على وظيفة مناسبة لهم أو تدشين مشاريع خاصة بهم‮.‬
وطبقاٍ‮ ‬للمسئولة المشرفة عن هذا البرنامج كوكب الذبياني‮ ‬فإن هؤلاء الشباب والشابات المنخرطين في‮ ‬هذا البرنامج لم‮ ‬يتعلموا فقط مهارات عملية بل تعلموا مهارة الإدخار وكيفية أن‮ ‬يكونوا مرنين وصامدين أمام أي‮ ‬تحديات تواجههم بالإضافة إلى الدور الذي‮ ‬تلعبه مثل هذه البرامج في‮ ‬جعلهم طموحين وأن‮ ‬ينظروا بطريقة مختلفة للحياة‮.‬
وتضيف أن المسألة لا تتعلق بالصراع العبثي‮ ‬المتمثل بالتقاليد والنمطية في‮ ‬التعامل مع المهن والأعمال وتفصيلها على مقاسات معينة تخص الرجل أو المرأة في‮ ‬مجتمع‮ ‬يعاني‮ ‬من تحديات جسيمة تتطلب تكاتف واسع لمواجهتها‮.‬
وتتضمن المنهجية في‮ ‬المرحلة الأولى إشراك الشباب في‮ ‬نشاطات مدرة للدخل بينما‮ ‬يحصلون على تدريب في‮ ‬كيفية تطوير مشاريعهم الصغيرة ويتم توفير ثلثي‮ ‬دخلهم وإيداعه في‮ ‬حسابات توفير لدى بنوك الإقراض الصغير‮.‬
وخلال فترة العمل في‮ ‬الأعمال المؤقتة تبدأ المرحلة الثانية‮ ‬‮ ‬والتي‮ ‬سيتم فيها تشجيع الأفراد على تقديم خطط عمل لمشاريع فردية أو المشاركة كمجموعات لتقديم مشاريع ربحية مشتركة ذات استدامة‮.‬
وفي‮ ‬المرحلة الثالثة ستتضمن العمل على مضاعفة رأس مال الأفراد أو المجموعات إلى ثلاثة أضعاف من خلال منح و سيتم عمل دراسة جدوى لكل أفكار المشاريع المطروحة للتأكد من الجدوى الاقتصادية ووجود سوق محلية‮.‬
وقد تم طلاء أكثر من عشرة مدارس ومرافق حكومية في‮ ‬العاصمة تزامناٍ‮ ‬مع التدريب الذي‮ ‬نفذ خلال الفترة الماضية والذي‮ ‬تلقاه الشباب والشابات لأجل فتح مشاريعهم الخاصة وصقل مهاراتهم العملية والحياتية وجميعهم‮ ‬قاموا بتطوير مشاريعهم ليتم تطبيقها في‮ ‬المرحلة القادمة‮ .‬

قد يعجبك ايضا