الثقافة التي تهتز لها عروش الطغاة والمستكبرين!

 

 

 

صلاح القرشي

يتضمن القرآن الكريم سوراً وآيات الله التي انزلها على رسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهي عبارة عن آيات محكمات وآيات متشابهات تعكس أوامر وقيم ومبادئ موجهة للمسلمين والعالمين ، بمجرد ان يتبعوها وينفذوها ويتمسكوا بها كما أمر وأراد الله أنهم سيكونون فعلا خير امة أخرجت للناس ، وسيكونون شهداء على العالمين ، أي ان هذه القيم والمبادئ والآيات هي التي ارتضاها الله لأن يحكم بها هذا الكون ، وكمنهج قرآني يقوم عليه ، الذي يجب تنفيذه من خلال المسلمين المؤمنين الصادقين والصالحين الذين يكونون امة، وطبعا هذا يترتب عليه مسؤوليات وواجبات وحقوق..
(قال الله تعالى) (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
هذا باختصار ملخص الثقافة التي تنشرها حركة أنصار الله لقواعدها وأيضا لشباب الأمة، والشخصيات الاجتماعية، والتي كان لي الشرف ان أكون احد هذه الشخصيات الاجتماعية في إحدى هذه الدورات.
هذه الدورات تعمل على استنهاضهم جميعا وتعريفهم وتذكيرهم بهذه الآيات والقيم والمبادئ الإسلامية.
_ من خلال السعي الحثيث لتفعيلها في قلوبهم وعقولهم وأنهم مسؤولون أمام الله باتباعها وتنفيذها .
_ الشرح وتعريف الأفراد بما يحويه القرآن الكريم الذي اشتمل على كل القواعد والأسس في بناء الأمة ، لو ركزنا عليها ونفذناها لبقينا خير أمة أخرجت للناس.
* هناك العشرات من آيات الجهاد ، والعشرات من آيات الإنفاق في سبيل الله ، وهناك الكثير من الآيات التي تحث على الخير والإيمان ، وهناك عشرات الآيات التي تشتمل على الشروط والمحاذير التي يجب اتباعها أو الابتعاد عنها ليصل الفرد أو المسلم الى مرتبة المسلمين، والمؤمنين ، والصالحين وغيرهم، وهناك الكثير من الآيات التي تحذر المسلمين من اعدائهم الرئيسيين ، وتصفهم وتخبرنا عن طبيعتهم ، وتخبرنا بنياتهم وحقدهم وما يبطنون لنا وضدنا نحن المسلمين ، وهناك الكثير من الآيات التي تحض على الإحسان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحبة ، وهناك الكثير من الآيات التي تأمر المسلمين بالابتعاد عن الشرك بالله ، أو الإحسان في معاملة الوالدين ، أو عدم قتل أولادهم من إملاق ،أو ارتكاب الفواحش الظاهر منها وما بطن، أو تحريم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، أو عدم أكل مال اليتيم الا بالتي هي أحسن حتى يبلغوا أشدهم ، أو العدل في الحكم بدون مجاملة ولو كان ذا قربى ، أو الإيفاء بعهود الله والمواثيق.
كل هذه القيم والمبادئ موجودة في القرآن الكريم ، ولايسعنا هنا كتابتها وعليكم العودة إليها في القرآن الكريم ، وهي جميعها إن فعلت (بضم الفا) واستنهضت الأمة للعمل بها والرجوع إليها ، تحققت لهذه الأمة كل عوامل النصر والوحدة والقوة والنجاح، ووصلنا بتأيد من الله إلى أن نكون خير أمة أخرجت للناس كما قال الله ، وخرجنا من ما نحن فيه من ذل ومسكنة وخضوع وضعف واستعباد واحتلال من قبل الأمم الأخرى (اليهود والنصارى الظالمون والمستكبرون) الذين يفترض ان يكونوا هم من فرضت عليهم الذلة والمسكنة كما قال الله في محكم آياته وليس نحن.
وهذه الأهداف هي التي تسعى حركة أنصار الله أن تحققها من عقد هذه الدورات الثقافية .
يجب أن يعلم الجميع أن (اليهود والنصارى الظالمين ) من خلال دولهم مثل بريطانيا وأمريكا وإسرائيل وغيرها قد رسموا الخطط منذ مئات السنين ضدنا ، وصرفوا مئات مليارات الدولارات من أجل جعل المسلمين لا يلتفتون لهذه الآيات والقيم، وبحيث ينسونها ، ولا يرجعون إليها، ويغيبون عنها ، لأنهم يعرفون تماما أن هذه الآيات والقيم ما إن يتبعها المسلمون فإنهم سوف يفقدون نفوذهم ويطاح بهم في التفرد في قيادة العالم ، لأننا وبصراحة الحرب بيننا وبينهم هي حرب قيم بالدرجة الأولى ، فقد سعوا لضرب وحدة المسلمين والعمل على استمرار التحريض الطائفي والمذهبي والمناطقي وجعل المسلمين ممزقين يسود بينهم الحروب.
لقد نشروا ثقافتهم من خلال الآلاف من القنوات الإعلامية والأفلام الإباحية وبرامج الواقع (ستار أكاديمي وغيرها ) من أجل تمييع شباب الأمة وإخراجهم نهائيا عن دورهم الذي يفترض أن يقوموا به ، لقد شجعوا على تشكيل حركات دينية تأتمر وترتبط استخباراتيا بهم ، بحيث تعمل على ضرب الإسلام والانحراف في تنفيذ قواعده الإسلامية بحيث في النهاية تنشر القتل بين المسلمين وجعل الإسلام دينا بشعا إرهابيا مشوها في نظر بقية الأمم الأخرى ، أي أنهم دجنوا الإسلام وجعلوه يخدم المصالح الغربية لهذه الدول المستكبرة، لقد تدخلوا في وضع المناهج التعليمية في بلداننا بحيث لا تحتوي على تلك القيم والمبادئ التي يرونها خطرا عليهم ، وبالتالي كانت كل مخرجات التعليم في كل الدول العربية والإسلامية ليست إلا مخرجات لشباب مغيب بلا هوية ، بلا قيم, بلا هدف ، وبلا مشروع ، وحتى القيم العربية الأصيلة ضربوها وغيبوها وغيرها وغيرها من الخطط والبرامج التي أصبحنا معها امة مستضعفة، مهانة، تنهب ثرواتنا، وتحتل أرضنا ، وتهجر وتقتل شعوبنا ،وجميعكم شاهدتم وسمعتم كيف قام الرئيس الأمريكي بجرة قلم بمنح القدس والأقصى الشريف لصهاينة اليهود وما تمثله القدس من قدسية لدى المسلمين ، والذي يعني تصفية قضيتنا المركزية فلسطين ،لأنه كان يعرف أن هذه الأمة لن تستطيع أن تعمل شيئا وستكون ردة فعلها بلا قيمة ، ولن تجرؤ على إغلاق حتى سفارة أمريكية في أي من دولهم ، انه الانبطاح والخنوع والذل والمسكنة التي يرزح تحتها المسلمون.
بقي أن نقول أقسم أن الثقافة التي تنشرها حركة أنصار الله تجعل صناع القرار السياسي في الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وكل منظريهم وقادتهم بمجرد أن يعلموا بها وبانعقادها في غاية الغم والرعب والقلق والارتباك ، لأنهم يعلمون جيدا ماذا تعني بالنسبة لمستقبلهم ونفوذهم وقيادتهم لهذا العالم، أستطيع القول إن هذه الثقافة بالفعل تهتز لها عروشهم.

قد يعجبك ايضا