القصر بالقصر.. استراتيجية ما بعد ألف يوم

 

مروان حليصي
فرض ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان جائر من قبل تحالف دولي بقيادة السعودية والولايات المتحدة والامارات ، وما خلفه من كارثة انسانية هي الأسوأ عالميا منذ عقود ، على أجندة تحركات الدبلوماسية الدولية ضمن الملفات المُستعصى حلها جراء التعنت السعودي ،هي خطوة مهمة يجب أن تكون بوسائل تختلف عن سابقاتها ومنها الدبلوماسية التي لم تؤت أُكلها بشكل جيد ، لأن العدو لا يؤمن إلا بالقوة، وأقصد هنا وسيلة القوة الصاروخية ومنها سلالة البراكين “بركان 1 وبركان إتش 2 أو اكبرهما ” ، لأن الحرب العدوانية التي نتعرض لها لثلاثة اعوام اطلق عليها سابقا “بالحرب المنسية” وهو توصيف دقيق لها ، وتذكير المجتمع الدولي الذي لم يلتفت لمعاناة شعبنا بأن هنالك شعباً يهلك الحرث والنسل فيه من قبل أعدائه، ضرورة ملحة لتحريك المياه الراكدة ، ولعل ما خلفه “بركان إتش 2” الذي استهدف مطار الملك خالد في الرياض سابقا من عاصفة نبهت المجتمع الدولي للحرب على اليمن لخير دليل على تأثير هذه الوسيلة وأهميتها بعد قرابة ألف يوم من العدوان.
وقد كانت جلية مسارات ووسائل التعامل مع العدو بعد ألف يوم من العدوان التي سيسلكها وسيتعامل بها الشعب اليمني من الآن وصاعدا حتى توقف العدوان ، المعتمدة على لغة القوة والتعامل بالمثل “السن بالسن والجروح قصاص” ، التي تحدث عنها وذَكَر بها قادة العدوان ، قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي(حفظه الله) في خطابه الأخير الذي القاه عقب استهداف قصر اليمامة السعودي بصاروخ “بركان إتش 2″، وهي المسارات التي ارتكزت على استراتيجية التعامل مع قوى العدوان بالمثل ، والرد على جرائمها بحق شعبنا باستهداف الأهداف السعودية والإماراتية التي تتطابق مع الأهداف المستهدفة من قبل طيرانهم الحربي، وصنعاء مقابل الرياض وابوظبي، والمنشآت مقابل المنشآت، وهي الاستراتيجية المستمدة من شريعة الخالق عز وجل بقوله تعالى(أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ) صدق الله العظيم.
وقد أكدت تلك الاستراتيجية التي حددها قائد الثورة بناء على تحليل دقيق لوضع قوى العدوان الميداني والسياسي والمالي ، أكدت عدة حقائق، أولها أن القوة الصاروخية اليمنية بات لديها مخزونها الكافي من الصواريخ الباليستية المطورة والمصنعة بأياد يمنية، القادرة على مواكبة الأحداث القادمة وضرب عواصم العدوان ، وأن هنالك العديد من الضربات الباليستية القادمة التي ستطال أهداف الأعداء في عمق أراضيهم .
وختاماً يبق علينا القول أن صاروخي مطار الملك “خالد بن عبدالعزيز” وقصر اليمامة في الرياض ، والصاروخ المجنح الذي استهدف مفاعل ابوظبي النووي، قد أوجدوا عامل توازن للتفوق الجوي لقوى العدوان ، وفرضوا معادلة جديدة – إيقاف الضربات الصاروخية الباليستية مقابل وقف الغارات الجوية وفك الحصار والعدوان لاحقا ، وهي المعادلة التي سيسير نحو إكمالها النظام السعودي ، لأنها دون سواها فيها حبل نجاته من مأزقه في اليمن ، ولن يجرؤ على تجاوزها، وأن بركانا آخر صوب ابوظبي أو الرياض سيطلق معه صافرة بدء تلك المعادلة.

 

قد يعجبك ايضا