لرجال اللّه ( 1)
أشواق مهدي دومان
كلمات من ثلج ، وقلوب بيضاء كالثلج تذوب بصحبة خالقها ، لتردّ أزيز شتاء صاعق فينا برويّة ،،
وبأجساد رجال اللّه، بأرواحهم من بثّت فينا دفئا في الرّوح بألاّ تشقوا ، لا يحزن أي فؤاد مكلوم منكم ، فنحن هنا في البرّيّة والبحريّة والجويّة ،، نتربّص بالبرد القاتل ، ننكّل هاتيك الغربة ببراكين ، وباليستات تنحر من يفتك ببلدتنا اليمنيّة ،،
ها نحن لهم بالمرصاد من قتلوا في اليمن نساء في مجمع عرس ، في بيت عزاء ، قتلوهن جهارا وخفيّة،،
نحن لهم قتلة ذاك الطّفل وقد هدم العدوان له عشّا كان يضم جناحيه كأبوين ، وكانت أخت تتقاسم معه الضّحكات ، كذا الدّمعات الدّريّة ،،
نحن هنا و قد حلّق طير الموت الصهيو أمريكي فقتل جميع وكلّ ما دبّت فيه الرّوح حياة حيويّة ،،
فما عاد من الأجساد سوى أشلاء يتناثرها ثرى الأرض الطّاهرة ، فتبكي ذرات رمال الأرض عليها ، وتكفكف منها الدّمع تراتيل سماويّة ،،
فيا شيخ اليمن ويا ثكلى تشظّت بالأوجاع ، فلمّا عادت ذاكرة الرّوح لها من بعد هزيم الحزن ، تلاشت آلام ، وتعافت في القلب جروح منسيّة ،،
لا تأسى فقد طبّب جرحكِ موكب وقوافل من صدقوا اللّه العهد، فمضوا يتلقون رصاص الموت بصدورهم الصّلبة ، حيث تنحّى لجميل ثباتهم الفولاذ ، فكانوا رمزا للقوة ودليل هويّة،،
وهنا فلتزهر جنّات النّصر ، فتكون رياض الفردوس ، وأنهار الفردوس ، وما في الفردوس مقابل لحظة صبر في صدق نفير ، وفلاح قضيّة ،،
يا خالقنا: فامنح كلّ مقاتل أرخص لك روحا بجهاده نصرا ، ، يا الرّحمن فبه تحوّلت الأرض مروجا من سندسها أخضر بجمال أخجل خدّي الأرض فعادت ورديّة ،،
برجالك – يا اللّه – تدفقت الأنهار لتروي عطش الرّوح من الأشواق الخفّاقة بالدّعوات نديّة ،،
وياربّ الكون : لتعجّل بالنّصر لفدائينا وقد نقشوا العزّة ملحمة أسطوريّة،،
تستجمع فينا كلّ حنانك ، وتواجه بالعزم عواصف ثلج شتاء القيم المستوحشة ، في عالم يسكنه الأوباش ، وقد هُزِموا بتلاوتك لهذا النّصر عبر نواميسك تلك الثّابتة العُلويّة .