تحقيق/ عبدالباسط محمد –
ثوابه يؤكد: انحراف الحملة.. وجحاف تؤكد ضعف الجهات المختصة
أسابيع مرت على تدشين الحملة الوطنية للحفاظ على صنعاء القديمة لتفادي خروجها من قائمة التراث العالمي والحفاظ على مكانتها كتراث إنساني والسؤال الذي نطرحه. هل استطاعت هذه الحملة أن تساهم في عملية الحفاظ بشكل فعِال وماذا عن التنسيق القائم بين الجهتين الأساسيتين المتمثلتين بوزارة الثقافة ممثلة بالهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية وأمانة العاصمة وأيضاٍ الجهات الأخرى ذات العلاقة¿
في الثلاثة الأيام الأولى شهدنا توقيف مخالفات عديدة بل وتم إزالة عدد آخر من المخالفات التي كانت مقامة منها مخالفات جسيمة ولكن عقب ذلك لم نسمع عن أي تحركات وإجراءات حفاظية أو صدى لهذه الحملة التي يفترض أن تصل أصداؤها إلى مسافات واسعة تتعدى الحدود المحلية خاصة بعد أن لفتت صنعاء القديمة اهتمام القيادة السياسية ممثلة بالأخ عبدربه منصور هادي وكذا دولة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة وجاءت توجيهاهتما المشددة على ضرورة الحفاظ بل وانقاذ مدينة صنعاء القديمة لا سيما بعد التنبيه الذي تلقته المدينة من اليونسكو فهل لبت هذه الحملة تلك التوجيهات وكانت انعكاساٍ مناسباٍ لها.
الحملة انحرفت عن مسارها
> يقول القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية ناجي ثوابة إن الحملة انحرفت عن مسارها الصحيح من حيث التنسيق مع الجهات ذات العلاقة فقد عمد فريق الأمانة العامة في الحملة على الاستئثار بالتنفيذ وعدم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة وعلى رأس تلك الجهات الهيئة المعنية بالحفاظ على صنعاء القديمة وغيرها من المدن التاريخية اليمنية.
وقال: اجتماعات عديدة عقدناها مع الإخوة في أمانة العاصمة وأكدت جميع محاضرها على ضرورة التنسيق الكامل بين الهيئة وأمانة العاصمة في الحملة أمين العاصمة يركز على هذا الجانب بيد أن الفريق العامل من الأمانة في الحملة لا يلتفت إلى هذا التنسيق ويعمل كل شيء دون الرجوع إلى الهيئة التي حتى الآن لم تشارك في الحملة ولا نعلم كهيئة ماذا تم أو سيتم فقد انفرد فريق الأمانة بالعمل لوحدهم ولهذا السبب تواصلنا مع الأخ أمين العاصمة قبل أيام ووعدنا بأنه سيعيد النظر في كافة إجراءات وخطوات الحملة.
وحذر ثوابة من عواقب الانفراد بالحملة وعبر عن خشيته من ارتكاب أخطاء فنية بحق المعمار لأن الجهة المختصة فنيا في المعمار غائبة أو بمعنى أصح مغيبة.
وأضاف: نستغرب كيف يمكنهم القيام بعملية الصيانة والترميم للمنازل ذات القيمة التاريخية والتي تم اختيارها لهذا الترميم والتي لا بد وأن يكون تحت إشراف الهيئة وهو ما تم الاتفاق عليه لا ضير أن تكون الجوانب المالية بيد فريق الأمانة لكن عليهم أن يتركوا الخبز لخبازه فالصيانة والترميم لا بد وأن يكون من مسؤولية الهيئة وأن لا يقحموا أنفسهم في أعمال هي مسؤولية جهات أخرى بحسب الاختصاص.
وأكد أن الحملة كان ينبغي عليها أولاٍ إيقاف المخالفات ولكن للأسف الشديد لازالت المخالفات ترتكب حتى اليوم.
لا ترتقي إلى مستوى حملة
من جانبها أوضحت القائم بأعمال وكيل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية أمة الرزاق جحاف أن الحملة ضعيفة لا ترتقي إلى مستوى حملة وطنية ممكن نطلق عليها تحركات للحفاظ من قبل أمانة العاصمة وإذا ما استمرت الحملة بهذا الشكل فلن تحقق الأهداف التي من أجلها أقيمت هذه الحملة وأعلن عنها وقالت: إذا نظرنا إلى الجهد الرسمي الذي بذل وقرارات مجلس الوزراء والميزانية الضخمة التي رصدت لهذه الحملة نجد أن هناك مفارقة كبيرة بين ما سبق وما يحدث فعلاٍ على أرض الواقع والطريقة التي تنفذ فيها ما تسمى بالحملة فمن المفروض أن تكون الحملة كما أعلن عنها شاملة ستعمل على الحفاظ على صنعاء القديمة ومقوماتها التاريخية ومعمارها الفريد وإزالة المخالفات والترميم والصيانات وتطوير خدمات البنى التحتية وهذا لن يتم إلا بتنسيق وتعاون بين كافة الجهات المعنية ولكن ما نراه الآن أشخاصاٍ لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة هم من يمارسون هذه الحملة ولا وجود للعمل العلمي الممنهج.
> أين أنتم من هذه الحملة والمسؤولية التي تقع على عاتق الهيئة فيها¿ أجابت جحاف: الهيئة لا تمارس أي دور السبب يعود إلى ضعف قيادة الهيئة واستئثار الأمانة للعمل فقد عملت الأمانة على التنسيق مع بعض كوادر الهيئة بصفة شخصية وليس من خلال رؤية الهيئة واستراتيجياتها في عملية الحفاظ وحتى الخطة وضعت دون إشراك الهيئة وكوادرها من الفنيين والمهندسين المختصين الذين لهم باع طويل في العمل الحفاظي وهؤلاء أيضاٍ تم استثناؤهم بل تواصلوا في الأمانة مع فنيين لا يرتقون إلى خبرات الرعيل الأول من كوادر الهيئة ولذلك ينبغي أن يتحمل رئىس الهيئة مسؤوليته في فرض رؤية الهيئة كونها الجهة المختصة قانوناٍ في عملية الحفاظ وتم الاتفاق في الاجتماعات المشتركة مع أمانة العاصمة أن الأمانة تقوم بتقديم الدعم المادي والهيئة بكوادرها تشتغل فنياٍ ولكن على أرض الواقع لم يتم هذا أبداٍ.
أمانة العاصمة تنفذ كل شيء بشكل فردي.
شركاء لم يتفوقوا
إذن الحملة هؤلاء مختصون كان من المفترض أن يكون لهم بصماتهم في هذه الحملة فإذا كانت الجهتين المعنيتين في هذه الحملة (هيئة الحفاظ على المدن التاريخية والمجلس المحلي بالأمانة) لم تتفقان على رؤية مشتركة لتنفيذ حملة الحفاظ فهل يا ترى تحقق الحملة النجاح المرجو منها أما أننا سنشهد خلال الأيام القادمة خلافات علنية بين الجهتين تفضي إلى وأد الحملة في بدايتها¿¿!!