تحقيق/ عبدالباسط النوعة –
جزيرة الأميرات عروس فاتنة تنام في بحر مرمرة
في رحلة ممتعة جدا أخذنا الباص مسرعا من العاصمة السياسية لتركيا مدينة انقرة إلى مدينة تبعد عنها ثلاث ساعات ذهابا ولكن هذه الساعات مضت علينا وكأننا خطفناها من صباح يوم جميل كنا فيه على موعد لرحلة جميلة تتراءى لنا على جنبات الطريق واحات من الاخضرار ومزارع بتقاسيم مختلفة ومتنوعة وأشجار وبنيان متباعد المسافات فريد الطراز وجبال تكسوها الخضرة وأرض تنحدر من الأعلى إلى الأسفل وأخرى تتجاوز مع بعضها متساوية إلى مساحات تعجز العين عن ادراك نهاياتها كل ذلك تزينه الطبيعة بأبهى مالديها من جمال ولم نشعر ببعد المسافة وطول الطريق وعناء السفر ومازادنا متعة هو حسن اتقان الطريق الذي خلت مما تعودنا عليه في اليمن من مطبات أو حفر أو تكسرات ما صغر منها وما كبر الباص كان يسرع بسكون تام حتى بلغنا تلك المدينة الفريدة (كونيا) أو (قونيا) التي ومنذ وطأت اقدامنا اول شوارعها شعرنا بروحانية وسكون يعم المكان رغم أن هذه المدينة تصنف بأنها من أبرز المدن التجارية والصناعية في تركيا الا أن الطابع الديني والصوفي تحديداٍ يغلب عليها تماماٍ في النساء قبل الرجال يغلب عليهن الالتزام بتغطية الرأس والزي المحتشم ناهيك عن مساجدها الكثيرة كيف لا وهي موطن لواحد من اشهر أئمة الصوفية قبل 800 عام والذي انشأ واحدة من اهم مدارس الصوفية في تركيا والتي حولتها الحكومة التركية إلى متحف يستقطب اليه الكثير من السياح حيث تقدر السلطات التركية وبحسب احد العاملين في المتحف ان عدد الزوار يقدر بـ(2) مليون سائح سنويا.
وأكد ذلك العامل في مكتب الأمن ان متحف مولانا في «قونيا» يعد ثاني أكبر مزار سياحي بعد منطقة السلطان احمد باسطنبول.
جلال الدين والملاوية
ومتحف مولانا نسبة إلى ذلك العالم الصوفي الذي بلغت شهرته في عصره إلى أبعد المسافات وهو «جلال الدين الرومي» الذي عرف إلى جانب زهده وعلمه بشغفه بالفن فقد احتوت مدرسته اضافة إلى المسجد وقاعات الدروس وجلسات وحلقات العلم قاعة لطقوس الرقص الملاوية وعزف آلة الناي ويحتوي المتحف على الأضرحة والقبور لعدد من حكام الدولة العثمانية في قونيا منهم سنان باشا وحسن باشا ومحمد بك بالإضافة إلى فاطمة خاتون ابنة مراد باشا احد حكام قونيا وهذه الأضرحة اماكنها منقوشة بزخارف بديعة كتبت بعضها بماء الذهب بالإضافة إلى قبور أخرى لعازفي النايات وقبور زوجات وبنات وأمهات العاملين في بلاد مولانا وفي المتحف توجد اربع شعرات من اللحية الشريفة لسيد الخلق الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام وهي شعرات إضافية لتلك الموجودة في متحف التوب قابية في اسطنبول وتجد طوابير الزوار تتزاحم للولوج إلى هذا المتحف التي تم الترويج له بصورة فريدة وتم اعداده وتجهيزه بصورة تجذب الزوار إليه فقد تم عمل نمط من الحياة التدريبية القديمة التي كانت تمارس في عهد الشيخ جلال الدين الرومي عبر تماثيل من الشمع سواء من حلقات العلم في فصول الدراسة المجاورة لقبة الأضرحة وضريح مولانا أو تماثيل في وضع رقصة الملاوية واخرى في وضعية عازفين النايات في قاعة الرقص.
تنوع فريد
مدينة كونيا مدينة غنية بهواء عليل ومناظر غلابة تتراءى من خلال جبل جميل الاخضرار يطل على المدينة جمعتنا فيه وجبة غداء اختلطت فيها المتعة واللذة متعة المنظر وجمال الطبيعة ولذة الطعام وأصناف المأكولات التي قدمت في المأدبة.
قونيا مدينة تحوي على الكثير من وسائل الإعلام حيث توجه فيها «5» وكالات إخبارية و«8» قنوات تلفزيونية و«29» إذاعة و116 صحيفة مجلة و6 جمعيات للصحفيين و25 مؤسسة للنشر والإعلام.
وقد أتيح لنا زيارة عدد من المؤسسات الصحفية والإعلامية في كونيا واوقينا ومنها تلفزيون كونيا وكذا جريدة مرحبا وجمعية صحفيي كونيا واتحاد صحفي كونيا ولا ننسى أن نسجل الشكر لمدير مديرية الصحافة والنشر من كونيا السيد «تووبخاي ترابور» الذي رافقنا طوال رحلتنا في كونيا ولم يتركنا حتى غاردنا هذه المدينة الرائعة التي يوجد فيها عدد كبير من الطلبة اليمنيين من جامعاتها البالغ عددها 4 جامعات.
جزيرة الجمال والدهشة
في رحلة أخرى نظمتها السفارة التركية وإحدى شركات المقاولات في اسنطبول شركة «أغا أوغلو» حددت جزءاٍ من البرنانج في رحلة بحرية إلى جزيرة الأميرات أهم الجزر الموحودة في بحر مرمرة فهناك أربع جزر متجاورة مأهولة بالسكان إلا أن أهمها وأكبرها بل وأجملها جزيرة الأميرات البالغ مساحتها 5 كم والبالغ عدد سكانها 10 آلاف يزيد العدد أضعافاٍ مضاعفة في فصل الصيف عندما يكون الجو معتدلاٍ وهناك رأينا الطبيعة بأبهى صورها وجمالها وكذا استثمار السلطات لهذه الجزيرة من خلال تيئتها سياحياٍ وتزويدها بما يلزمها من خدمات تتناسب مع تهيئتها التي تستوجب تعاملاٍ خاصاٍ الإشجار تكسوا المدينة المنازل الخشبية بحدائقها وورودها الفاتنة لا يسمح للسيارات التي تجرها الخيول وهنا شيء جميل يوجد لكل خيل شيء أشبه بالحفاظات توضع تحت مؤخرة الخيل لتحفظ مخلفاته حتى لا يضع الخيل مخلفاته على أرض الجزيرة.