١٠٠٠ يوم من فشل الإعلام المعادي

مـاجـد السياغي

كانت الحرب الإعلامية ولا زالت حاضرة بقوة في أجندة دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ، كيف لا وهي تحارب بقوتين متوازيتين، ترسانة الأسلحة المتطورة والتكنولوجيا العسكرية ومنظومة متكاملة من الوسائل والتقنيات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة ناهيك عن الجيوش الإلكترونية في منصات مواقع التواصل الاجتماعي .
وفي ظل معرفتنا بما تمتلكه دول تحالف العدوان من إمكانيات إعلامية سُخرت لها الأموال الطائلة، كيف أدار العدو حربه الإعلامية وكيف تعاطى معها الإعلام الوطني المناهض ؟
فبعد ان استهدفت دول تحالف العدوان المؤسسات الإعلامية الوطنية وحاولت تعطيل البث الفضائي للقنوات المناهضة واستنساخها بما في ذلك المواقع الإخبارية وحجب الكثير منها ، قامت غرفة عمليات العدو الإعلامية بضخ المعلومات والأخبار والآراء بشكل أحادي مستخدمة كل نظريات الإعلام المتكئة على الكذب والتضليل وشتى أنواع الحرب الكلامية والصورية ، فلعبت بورقة التحريض المذهبي والمناطقي بما يتناسب مع أهداف العدوان المعلنة إلا أن ذلك لن يكتب له النجاح، فالوعي الجماهيري الذي ترجمته المسيرات الجماهيرية الحاشدة واللقاءات القبلية ومختلف الفعاليات والأنشطة التي نشرها الإعلام المحلي من مختلف المحافظات أسقطت هذه الورقة..واستمرت وسائل الإعلام المعادية في نشر سرديتها من خلال محاولة تكريس مفاهيم ومصطلحات زائفة كالجيش الوطني والمقاومة وألبستها ثوب الشرعية التي اسقطته عن المقاومة الفعلية ، وأضفت على هذه المسميات انتصارات وهمية لا وجود لها ، فيما الإعلام الحربي يوثق من أرض المعركة حالات الهزائم المتكررة لتوليفة من المرتزقة وشذاذ الآفاق ، ويوفر المعلومة الصحيحة عن سير المعارك في مختلف الجبهات وخاصة ميادين ماوراء الحدود التي تنسف فيها الأبراج وتحرق الأبرامز وتدمر الميركافا على أيادي أبطال الجيش واللجان الشعبية ، اما الجنود السعوديون فلا يرى سوى ظهورهم كما حدثتنا المشاهد والصور المنشورة في وسائل إعلامية مؤثرة في اتجاهات الرأي العالمي .
وتابعت فرض فرص التضليل والحرب النفسية يوم أعلنت هذه الوسائل عن تدمير كل القدرات العسكرية ليأتي الإعلام الوطني بمشاهد عن إنجازات جديدة للقوة الصاروخية وينشر لحظات إطلاقها وهي متجهة صوب عمق العدو وفي عاصمته ، ناهيك عن الإنجازات العسكرية الأخرى .
أما الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني ومقدراته على امتداد الأراضي اليمنية لن تستطيع وسائل إعلام العدو إخفاءها أو التعتيم عنها حتى لو اشترت الصمت الدولي حيالها، فكل الجرائم بحق وداعة الطفل وظرف الشباب وحكمة الكهل وطالت مقدرات ومكتسبات الوطن يتم توثيقها من قبل الإعلام الوطني المناهض للعدوان بكل تفرعاته والمهتمين بهذا الشأن ونشرها للرأي العام حتى ولو كانت مؤلمة .
وبعد انحراف الأهداف الإعلامية المرسومة كان لا بد أن تضفي وسائل الإعلام المعادية البعد الإنساني على جرائمها فأطلقت مصطلح “إعادة الأمل” بدلاً من عاصفة الحزم وترافق هذا مع حزمة من المساعدات المجوفة لبعض المناطق الجنوبية المحتلة في الوقت الذي يشتد فيه الحصار البري والبحري والجوي على الشعب اليمني ، إلا أن الإعلام الوطني المناهض كان حاضراً ولازال يكتب في الصحف وينشر التقارير التلفزيونية المصورة ويشارك الجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تداعيات الحصار المفروض على كل مقومات الحياة جميعها صنعت رأياً حقيقياً مغايراً عكس ما تنطق به الوسائل المعادية .
وبعد أن عجزت دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي عن تحقيق أهدافها ومخططاتها وما قابلة من فشل في إدارة الحرب الإعلامية لجأت إلى النيل من تماسك الجبهة الداخلية ووحدة النسيج الاجتماعي بأشكال وقوالب متعددة إلا أن ذلك بعيد المنال وهو ما أكدته المواقف والأحداث .
فبعد مرور ١٠٠٠ يوم من العدوان الكوني على اليمن بكل ما يحمله من قدرات عسكرية وإعلامية، وحصار جائر يظل هذا التطور العسكري عاجزاً عن تحقيق أهدافه وأكثر عجزاً أمام بسالة أبطالنا من الجيش واللجان الشعبية وصمود الملايين الأحرار ، أما إمكانيات العدو الإعلامية المادية منها والبشرية فقد فشلت فشلاً ذريعاً أمام مصداقية اعلامنا الوطني المناهض الذي يتجاوز بمداه الفواصل الزمنية والحواجز المكانية ، ولعل ما نقرأه اليوم في الصحف والمواقع الإخبارية العالمية وما نشاهده في القنوات الفضائية على اختلاف لغاتها من فشل الإدارة المتحكمة بالعدوان وإخفاقاتها المتتالية وجرائمها المستمرة ليس إلا دليلاً قاطعاً للشك مانعاً للريب أن هذا الشعب عصي عن الانكسار وان من شروط الحقيقة أن تعرف دائماً فالمعتدي لا ولن ينتصر في ظلمه وضلالته وتضليله ….

قد يعجبك ايضا