تقرير/ محمد شرف الروحاني
1000يوم من العدوان .. ألف يوم والعدوان يذبح أطفال اليمن ألف يوم غابت فيه مشاعر الإنسانية.. وتستمر جرائم العدوان الأمريكي السعودي ومجازره الوحشية وتتخطى كل حدود الغوغائية والهمجية بضربات جوية عشوائية لا تميّز بين طفل أو غيره ، وأصبحت تتعدى ذلك إلى أهداف مبرمجة في تدمير اليمن وبناه التحتية، في محاولة لإنهاء أي وجه للحياة باستنزاف موارد اليمن ومنشآته والقضاء على الحجر والمدر فيه، مع صمت دولي عن كل هذه الجرائم, ومن خلال ما تتعرض له اليمن من العدوان الفاجر والذي بات وصمة عار في جبين الإنسانية, ولا يمكن أن تمحى آثاره البشعة بمليارات الدولارات من المال السعودي التي يبعثرها القائمون على تحالف الشيطان ضد اليمن, وسيتجه الشعب اليمني بعون من الله عز وجل لتأديب الذين تجاوزوا الأديان السماوية والمواثيق الإنسانية وانساقوا وراء المشاريع الصهيوأمريكية ؛ وفي ظل الواقع الدولي المزري, ما تزال ردود الفعل الدولية إزاء تلك الجرائم الوحشية المرتكبة مخيبة جداً ولم تتعد عبارات القلق والشجب والإدانة.
يستهدف العدوان السعودي الطفولة في اليمن عن سابق إصرار وترصد، وتؤكد ذلك الأرقام المخيفة لعدد الشهداء من الأطفال اليمنيين, بفعل العدوان المستمر على جميع مدن وقرى البلاد.
وبحسب إحصائية صادرة عن المركز القانوني للحقوق والتنمية فقد بلغ عدد الشهداء الأطفال الذين قتلوا خلال الألف يوم من العدوان 2.887طفلا. وذكر المركز ان عدد الجرحى من الأطفال 2.722 طفلا .
المتحدث باسم “اليونيسف” في اليمن محمد الاسعدي قال “هناك ما يزيد عن 8000 ألف طفل قتلوا أو أصيبوا خلال الثلاث سنوات من العدوان ، بما معناه أن عشرات الأطفال يموتون في كل شهر، في حين أن من بقي منهم على قيد الحياة يعيش في خوف دائم خشية أن يلقى نفس المصير”.وأضاف الاسعدي: بات اليمن من أكثر البلدان في العالم التي تعاني من أزمات إنسانية وغير مسبوقة فالأطفال ، يمثلون الفئة الأضعف في المجتمع، كونهم يتحملون العبء الأكبر للعدوان.
وقال: “يوجد هناك قرابة 10 ملايين طفل – ويشكلون 80 %من أطفال البلاد- بحاجة ماسة للحصول على مساعدات إنسانية عاجلة وعندما نتحدث عن ما يزيد عن مليون وثلاثمائة ألف شخص اضطروا للنزوح من منازلهم، يعني أن الغالبية العظمى من النازحين نساء وأطفال .
الطفولة الجانب المنسي
الدكتورة ابتسام المتوكل، الأستاذ المحاضر بجامعة صنعاء قالت: إن الطفولة في اليمن جانب منسي ومهمل برز بقوة على سطح العدوان وبشاعته حين حول الطفولة ساحة للنزيف وهدف لعدوان مجرم تجلت ذروة إجرامه في استهداف الطفولة في اليمن ومحاولته قتل كل أمان وحياة .
وفي هذا الصدد أدان فرع الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في اليمن العدوان، الذي تتعرّض له اليمن من قبل السعودية وحلفائها والذي يتم فيها قتل المواطنين عامة والأطفال خاصة وقصف المنازل والمستشفيات و البنى التحتية على حدٍ سواء دون تمييز ،وطالبت الحركة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حماية أطفال اليمن والتدخل الفوري والعاجل من قبل المؤسسات الأممية لتوفير أقصى درجات الحماية للأطفال في اليمن وبذل المزيد من الجهود للحفاظ على سلامة الأطفال واحترام كافة المعايير والقوانين الدولية والقانون الإنساني الدولي باعتبار قتل المدنيين والأطفال جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي ويحاكم مرتكبيها.
الكثير من المنظمات الإنسانية أعربت عن قلقها إزاء الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم من قبل العدوان السعودي بحق الطفولة في اليمن.. مطالبين الأمم المتحدة حماية أطفال اليمن وسرعة التدخل لوقف العدوان ومحاكمة مرتكبيه.
أطفال اليمن بلا تعليم
وفيما يتعلق بجرائم العدوان في مجال التعليم، بين المركز القانوني للحقوق والتنمية أن أربعة ملايين و400 ألف طفل حرموا من الذهاب إلى المدارس بسبب قصف العدوان، ولفت المركز إلى أن مليوناً و800 ألف طفل اجبروا على ترك التعليم.. مبينا أن 216 مدرسة ما تزال مراكز إيواء للنازحين وثلاثة آلاف و750 مدرسة أغلقت، وأوضحت الإحصائية أن ألفاً و200 مدرسة لم تعد مناسبة للتعليم بسبب الأضرار التي لحقت بها وبلغ عدد المدارس التي دمرها العدوان 794 مدرسة.
وبحسب تصريح ناطق اليونيسف في اليمن محمد الأسعدي (هناك جيل كامل مهدد بالانحراف إذا لم يلتحق بالمدرسة، مشيراً إلى أن العائلات اليمنية استنفدت كل مدخراتها وباعت أثاث منازلها واقترضت الأموال لكي توفر حاجات أطفالها من طعام وشراب.
في هذا السياق، عبّر السيد “باولو ليمبو”، المنسق المقيم للأمم المتحدة باليمن، إن الأمم المتحدة تقف عاجزة حيال استهداف المدارس من قبل العدوان وأننا لا نستطيع إلزام النظام السعودي بعدم استهداف المدارس.
آثار نفسية مدمرة
تقولُ المنظمةُ الدوليةُ للطفولة (اليونيسف) اِنَّ الأطفال يَتَصَدَّرونَ قائمةَ ضحايا الحربِ التي تَقودُها السعوديةُ على اليمن منذ أشهر طويلة، وخطورةُ الأمر هي أن هذه الحربَ التي حَصَدَت كلَّ هذه الأرواح البريئةِ حتى الآن ستَترُكُ آثاراً نفسيةً عميقةً على أطفال اليمن مستقبلا .
وتتحدث الباحثة الاجتماعية بجامعة صنعاء أمة الملك الخاشب عن الآثار النفسية التي تركها العدوان على الأطفال وتقول (الإعاقة النفسية أشد خطورة من الإعاقة الجسدية لكونها تنتج جيلا مشبعا بآثار الحروب ونفوسا تجتاحها الرغبة في الثأر والانتقام ممن حرمهم الحياة الآمنة والمطمئنة ومن المعاناة اليومية الناتجة عن انقطاع الكهرباء ونقص المياه والغارات المستمرة وأصوات الانفجارات والطائرات والنزوح والتشرد وتدمير المنازل وفقدان الأبوة والأمومة واليتم والخوف من المستقبل .. مشيرة إلى أن للحروب آثارا سيئة على نفوس الأطفال وستستمر مدى الحياة سيما عند الأطفال ، فالآُثار والجراح النفسية لا تقل فضاعة عن المجازر الوحشية التي ترتكب بحق أبناء اليمن جراء العدوان السعودي الظالم والحصار الجائر، ولفتت الخاشب إلى أن الضربات الجوية والدمار والدماء تشكل كابوسا يهدد براءة الأطفال ولا يجدون تفسيرا له .
قائمة العار تلاحق النظام السعودي
في تاريخ6/10/2017م أعادت الأمم المتحدة إدراج النظام السعودي ضمن القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال بسبب مقتل وإصابة 683 طفلاً في اليمن وشن هجمات على عشرات المدارس والمستشفيات وكانت الأمم المتحدة قد أدرجت النظام السعودي مسبقا ضمن القائمة السوداء في العام 2015 م.
هذا القرار لاقى ترحيبا واسعا من قبل المنظمات الدولية وقالت مديرة قسم حقوق الأطفال بمنظمة هيومن رايتس ووتش جو بيكر: إن إدراج التحالف العربي على القائمة السوداء يجب أن تتبعه خطة عملية واضحة للتأكد من تنفيذ التحالف لالتزاماته بحماية الأطفال. وأضافت “حان الأوان لأن يوقف التحالف غاراته في اليمن بشكل كامل”.
وقالت ممثلة منظمة العفو الدولية في الأمم المتحدة شيرين تادروس “إننا مسرورون لأن غوتيريش فعل ما فشل فيه سلفه، وأدرك أن هناك عددا كبيرا من الأطفال قتلوا بسبب عمل التحالف العربي .