لا داعي للتباكي الجمهورية في مأمن ..
أحمد يحيى الديلمي
المضحك المبكي معاً أن نجد قيادات إصلاحية تتسابق بشكل مستميت لتتصدر الظهور على شاشات التلفزيون العربية والناطقة بالعربية ، عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها اليمن فتنفث ركام الحقد المتعفن المتجذر في أعماق كل واحد منهم بآفاقه المريضة المغرقة في العنصرية والاستكبار والجهل بحيث تكرر ظهور هذه العناصر في أكثر من قناة ، لم يقدم أحدهم أي جديد بل أن الجميع اتفقوا في التباكي على الجمهورية والثورة وأحدهم لم يتوقف عند هذا الحد بل بشر بحرب أهلية طائفية بين الملكيين والجمهوريين .. كما زعم ..
يا هؤلاء لماذا الإصرار على هذا السقوط إلى أغوار الجرم السياسي المحرض على الفتنة وإذكاء الصراعات بأفق لا أخلاقي مجرد من المعاني الإنسانية والقيم الأخلاقية ومجسد للعنصرية بمضامينها التدميرية والاقصائية؟! أثناء رد أحدهم على استفسار المذيع عن سبب افتراضه بأن هناك استهدافاً للنظام الجمهوري أجاب على الفور ودون خجل ولم نلحظ أي ذرة حياء على وجهه . كيف هذا أمر أكيد يكفي أن زعيم الحركة هاشمي ينحدر من أسرة سُلالية طائفية ، هذا التوجه للأسف كانت قد تبنته حركة الإخوان المسلمين من زمن مبكر ، ثم تلقفه عفاش تنفيذاً لأوامر سعودية، كما قلت في موضوع سابق اتسع نطاق التهمة ، وطالت حتى من كان لهم السبق في تفجير ثورة 26سبتمبر إذ وصفوا بالملكيين فقط لأنهم هاشميون ، إنها قمة المأساة أن يتوغل هذا الإيدز والمرض الجاهلي في أدمغة الكثير من أبناء شعبنا بخلاف ما كان مألوفا عن اليمنيين من التآلف والتسامح والمودة ، الغريب أكثر أن يمتد هذا المرض إلى أدمغة مثقفين وكُتاب وقادة أحزاب ، إنها بالفعل بؤرة خطيرة فتحتها السعودية وتحاول من خلالها شق الصف الوطني ، وتمزيق النسيج الاجتماعي لتصل إلى أهدافها الدنيئة في السيطرة على تلابيب القرار اليمني .
تمنيت لو أن البرنامج جماهيري يستقبل مشاركة المشاهدين الهاتفية ، كنت سأطلب من المذيع أن يسأل نفس المتباكي ، كيف يذرف دموع التماسيح على النظام الجمهوري وهو ينتمي إلى كيان سياسي يحرم الجمهورية ويعتبرها نزعه شيطانية مخالفة لنهج الدين ؟! وهي أيضاً قادمة من شخص يتسكع في شوارع الرياض وفي ظل نظام ملكي وراثي استبدادي ، ومع ذلك يتباكى على الثورة والجمهورية ، كان من الأحرى به قبل التباكي وذرف دموع التماسيح أن يُغير منهجه وفكره الشوفيني الانعزالي المنغلق ، ويدقق في اختيار المكان الذي يُفصح منه عن هذه الهواجس ، لا أن يتحدث عن مثل هذه المعاني وهو يقبع في حمى نظام ملكي كهنوتي ، مع ذلك يردد هذه التخرصات السخيفة ، ألا يرى ذلك المأفون أن هناك تناقضا كبيرا في كلامه ، فهم مثلاً يتهمون الحوثيين بأنهم مجرد أدوات وعملاء لإيران ، أقول : هذا شيء إيجابي إذا وضعناه أمام فكرة النظام الجمهوري لأن إيران جمهورية ونظام ديمقراطي تجري فيه الانتخابات البرلمانية والرئاسية بشكل متعاقب ، بينما السعودية الدولة المستضيفة والداعمة لهؤلاء المرتزقة دولة ملكية كهنوتية وراثية تعتبر الجمهورية والديمقراطية أفعالا شيطانية تتعارض مع نهج الدين ، فأين إذاً الحقيقة فيما يقوله هؤلاء؟! أم أنهم فقط يبحثون عن المداخل التي تمكنهم من نفث الأحقاد والكراهية وكل المعاني الطائفية لتحقيق غايات خسيسة في نفوسهم والوصول إلى مرامٍ خبيثة لا وجود لها إلا في أذهانهم ، أما الشعب اليمني فقد عرف طريقه وحدد خياره ويعي جيداً أن الثورة والجمهورية في مأمن طالما أنهما خيار الشعب ويعبران عن إرادته الحقيقية ، وهذا أفضل رد على المتسكعين في دهاليز الخيانة من ارتضوا لأنفسهم العمالة والذل والمهانة .. والله من وراء القصد ..