ذهب صالح والعدوان مستمر!!.. وماذا يجب فعله؟
حسن حمود شرف الدين
منذ توليه الرئاسة قبل 39 عاما تقريبا وهو يعمل على إدارة البلاد بالأزمات وتحت وصاية دول الاستكبار وعملائها في المنطقة وعلى رأسهم السعودية والإمارات، التي استطاعت استمالة صالح وإعداد نجله أحمد.
خلال فترة حكمه 33 عاماً استطاع صالح ترويض خصومه خصوصا زعماء القبائل وفي مقدمتهم عبدالله بن حسين الأحمر والقيادات السياسية والدينية أمثال ياسين سعيد نعمان وعبدربه منصور هادي وعلي محسن وعبدالمجيد الزنداني وعبدالوهاب الديلمي وغيرهم كثر استطاع ترويضهم وسيطر عليهم وجعلهم ينفذون ما يريد من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون.
ومع انطلاق ثورة الشباب 11 فبراير 2011م استطاع صالح أيضا تخفيف حدة الثورة تجاهه وصنع له أعداء مقربين منه حين أعلن عدد من القيادات المؤتمرية انشقاقهم وخروجهم من المؤتمر الشعبي العام وانضمامهم إلى ثورة الشباب في 18 مارس 2011م والتي أسميت حينها بـ”جمعة الكرامة”.. وفعلا استطاع علي محسن فرض نفسه وجعله أنصاره حامي حمى الثورة والثوار.. إلا أن أحد مكونات الثورة “شباب الصمود” رفض في حينه دخول علي محسن “ساحة التغيير” والتي كانت أمام جامعة صنعاء جوار نصب “الحكمة” كون علي محسن كان الذراع الأيمن لعلي عبدالله صالح في “الحروب الست” التي خاضها علي عبدالله صالح ضد “أبناء صعدة” والتي استشهد فيها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي.. كما اعتبر شباب الصمود علي محسن أحد أركان النظام السابق والذي يجب محاسبته، كما اعتبروا دخول قائد الفرقة الأولى مدرع ساحة التغيير انتصارا لعلي عبدالله صالح وانتكاسة حقيقية في “مسار الثورة الوليدة”.
كما استطاع صالح أيضا عندما فرخ معارضين له من أعضاء المؤتمر الشعبي العام مراوغة “حزب الإصلاح” الذي استطاع هو الآخر السيطرة على مسار ثورة 11 فبراير وتجييرها لصالح أهدافه وأجنداته حين انتزع منهم ومن حلفائهم “الحصانة” السياسية كأحد شروطه لتسليم السلطة.
علي عبدالله صالح تاريخه السياسي مليء بالذكاء المراوغ والحنكة التي تخدم حاضره، فقد استطاع أيضا تنفيذ ما يريده وتسليم السلطة “لليد الأمينة” –حد قوله- عبدربه منصور هادي، ومن ثم جلس على كرسي الانتظار يتفرج من بعيد ويخطط لما تبقى من تاريخه السياسي حتى هروب هادي عقب نجاح ثورة “21 سبتمبر 2014م”، ودخول السعودية في الخط بشن العدوان على الشعب اليمني في “26 مارس 2015م” بداعي “إعادة الشرعية”، وظهر من جديد كحليف ل”القوى المناهضة للعدوان”، وعاد إلى المشهد السياسي من هذا الباب.
هرب هادي وبقي صالح يصول ويجول في صفوف الوحدة الوطنية، ويتحدث عبر شاشات التلفزة وأثير الإذاعات حول القوة والشجاعة الصمود، حتى ظن العامة من الناس أنه فعلا أحد المواجهين للعدوان.. وفي ذات السياق لم يقطع صالح تواصله السياسي ولم يقطع ولاءه السياسي للسعودية والإمارات وأمريكا، بل كان عونا لهم من تحت الطاولة.. فقد كان يؤكد دعمه للجبهات بالمال والمقاتلين بينما الواقع يكذب ذلك؛ كان لسانه يفضحه مع كل خطاب عندما كان يروج للحوار في صيغته الركيكة، واستمر على هذا المنوال حتى يوم 2 ديسمبر 2017م وإعلانه فض الشراكة مع القوى الوطنية المناهضة للعدوان واستعداده لفتح صفحة جديدة مع قوى العدوان، وهو ما أثار حفيظة القوى الوطنية واعتبروا خطاب صالح الأخير خطاباً غير مسؤول ويعبر عن نفسه.
وفعلا واصل صالح مشروع فض الشراكة وعملت مليشياته على إقلاق الأمن وقتل المواطنين.. ما جعل قوات الأمن تتعامل مع مليشيات الخائن صالح.. وحينها تيقن صالح أنه وحيدا وأن من حوله كانوا يزينون له الواقع بأن الشارع اليمني معه خصوصا في أمانة العاصمة صنعاء، فما كان منه إلا الفرار وكان القدر له بالمرصاد.
انتهى صالح وبقي المشهد اليمني كما هو.. عدوان مستمر ومؤامرات ضد الشعب اليمني مستمرة من قبل قوات تحالف العدوان وأمريكا وإسرائيل.. انتهى صالح وبقي حزب المؤتمر هل سينتهي بانتهاء صالح؟.. انتهى صالح وهدأت أمانة العاصمة صنعاء.. وبقي أمامنا الوقوف بجانب الجيش واللجان الشعبية والتحلي بالصبر وتوحيد الصف أكثر وأكثر لمواجهة قوات تحالف العدوان حتى الانتصار عليها.. ما لم فإن الجميع متضرر دون استثناء من عواقب التخاذل والانبطاح.