تفاؤل عربي بصحوة ضمير وربيع سعودي
مطهر يحيى شرف الدين
لا شك أن إعصار الاعتقالات الذي طال عدداً من الأمراء والوزراء السعوديين في الآونة الأخيرة سيجعل بن سلمان أكثر انتفاخا وأشد تجبرا وتسلطاً من ذي قبل بل سيتهيأ الآن لتعزيز وتوسيع دائرة إقصاء وتهميش أبناء عمومته وأصحاب النفوذ المحسوبين على الملوك الذين سبقوه وسيسعى إلى تمكين من يراه من المساعدين والمعاونين والحجاب الأكثر ولاءً له لتولي مراكز النفوذ والقرار في الأعمال السيادية والإدارية الحساسة المرتبطة بأمن المملكة القومي والسياسي وسيجعل ذلك من أولوياته التي مما لا يخفى على أحد أن تلك القرارات المفاجئة ستطلق له الحرية أيضا في اتخاذ أعمال أكثر همجية في سبيل تعزيز ولايته وتحقيق مآربه التي ستعمل حقيقة على تقويض وتحجيم نفوذ بقية أفراد العائلة الحاكمة ورجال المال والأعمال الذين يشكلون محوراً رئيسياً ومهماً في تحريك العجلة التجارية وتعزيز الاقتصاد الوطني مما يؤثر سلبا ليس على المملكة فقط بل على دول الخليج والمنطقة ككل ، إن قرارات متسارعة وهوجاء كهذه وفي زمن قياسي وفترة حرجة يمر بها النظام السعودي ستنتهي في نهاية الأمر إلى تصدع كيان النظام وهلاك البقية الباقية من الأمراء الذي تطحنهم رحى الفتنة ويغريهم التسابق في كسب ود وولاء الأمريكي والإسرائيلي ولو على حساب الدم العربي المسلم في سوريا والعراق واليمن ، القرار اليوم والسلطة والنفوذ أصبحت جميعها في يد واحدة تحركها بمرونة الآلة الأمريكية والصهيونية بغية تحقيق الأطماع الغربية الإستراتيجية في المنطقة وذلك بعد أن كانت السلطة منذ عقود طويلة في توازن يرضي جميع أفراد الأسرة الحاكمة ، بن سلمان المتهور والمندفع وعديم الخبرة ستؤدي توجهاته تلك بلا شك إلى تآكل النظام السعودي من الداخل وتصدع وانهيار المملكة لتؤول بعد ذلك إلى وصاية خارجية حقيقية ومباشرة لفرض معادلة تتناغم وتنسجم مع خطط وأطماع الطامعين في شبة الجزيرة العربية ، فإذا كان الوزراء والأمراء المعتقلون بالعشرات فكم سيكون عدد مساعديهم ومعاونيهم وأبنائهم وموظفيهم وحراسهم وأتباعهم وهل سيصمتون ويظلون مكتوفي الأيدي إزاء تلك الإجراءات القمعية التي لم يحدث لها مثيل في تاريخ آل سعود ، موجة الاعتقالات ستؤدي حتما إلى نتائج كارثية مع أصحاب رؤوس الأموال المعتقلين الذين لديهم اتفاقات وتعاملات تجارية مع كبار رجال الأعمال في كثير من دول العالم فلم يعد لديهم قرار أو سلطة على أموالهم وأوراقهم المالية التي تتيح لهم حرية التعامل والسحب والتبادل والتداول وعقد الصفقات الأمر الذي سيؤدي إلى التأثير سلبا على المراكز الوظيفية لعشرات الآلاف من العاملين معهم ، وبالتالي كيف سيكون تصرف وموقف وتعامل بن سلمان مع ثروات وأرصدة الأمراء ورجال المال والأعمال المعتقلين والتي لو سُخر توظيفها خدمةً للشعوب العربية والإسلامية لأغنتهم جميعا ، الأحداث المتسارعة والاضطرابات والخلافات في داخل البيت السعودي أهم بكثير بالنسبة للمجتمع السعودي مما يحدث من جرائم دولية ومجازر وحشية تقوم بها السعودية وما صاحبها من حصار خانق لليمن أرضاً وشعباً ومعاناة تمثل أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم لأن الوضع السياسي السعودي الهش والسيئ واحتكار السلطة والانقلابات الداخلية والاعتقالات والتبعية العمياء للأجنبي وقمع الحريات وانتهاك الحقوق وعدم حرية الفكر والرأي والعلاقات الحميمية مع إسرائيل وتدخل النظام السعودي في الشؤون الداخلية للدول العربية ومخالفة الاتفاقيات الدولية وخرق قانون الحرب وانتهاكات القوانين الدولية والإنسانية في عدوانها على اليمن كل ذلك سيسرع في تهالك وسقوط النظام السعودي ، وأمل وتفاؤل الشعوب العربية أن يقود ذلك إلى صحوة وانتفاضة وربيع عربي في نجد والحجاز يتشرف بقيادته الأحرار ممن لديهم بقية ضمير حي ونزعة دينية وعربية تهدف إلى إقامة السلام في دول المنطقة وترفض الأدوار التخريبية التي تنفذها الأنظمة العميلة لأمريكا وتعمل على إيجاد الحلول السلمية الجادة وتحقق الأمن والاستقرار والسيادة والسلام.