الثورة / عادل محمد
ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة دينية جليلة إنها ذكرى مولد خير البشر هذه الذكرى التي جعل منها شعبنا اليمني المناسبة المركزية لسائر المناسبات الأخرى لما لها من دلالات وأبعاد.
الثورة التفت العديد من الشخصيات العلمائية والاجتماعية التي تطرقت إلى دلالات الاحتفاء والاحتفال بالمولد النبوي الشريف فكانت هذه المحصلة:
فؤاد ناجي – نائب وزير الأوقاف والإرشاد
1- يدل الاحتفال على المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى التقوى كما قال سبحانه “ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب” فالاحتفال بهذه المناسبة دليل على لين القلب ورقة الفؤاد وخشوع الإنسان وعلى الشوق لرسول الله والاتصال بذكراه والتعلق به صلى الله عليه وآله وسلم، بينما يعكس عدم التفاعل معها الجفاف والخواء الروحي والغلظة والقسوة ومن عرف الفريقين عرف مصداق ما ذكرناه.
2- يدل الاحتفال الكبير بالمولد على صحوة إسلامية ففي الوقت الذي تجتمع مئات الآلاف حول ملاعب الكرة أو من أجل زعيم سياسي أو في الوقت الذي نرى فيه المجتمع قد تأثر بالغزو الثقافي في ملبسه وشكله وثقافته فإننا عندما نجتمع بمئات الآلاف من أجل رسول الله وتعظيماً له فإن هذه اللوحة الكبيرة تعكس صحوة إسلامية مبشرة وهذا ما حصل بالفعل، فلقد كان معظم الشباب مغرمين بثقافة الموضة والأفلام والحلاقة الأجنبية فلما أقيمت هذه المناسبات بهذا الشكل حصل تغير ملموس وصحوة كبيرة خصوصاً في أوساط الشباب فإذا هم يحبون الله ورسوله بل كانوا أول من ضحى من اجل الإسلام.
3- المولد النبوي الكريم يظهرنا إمام العالم بأننا امة ذات حضارة لها جذور ولها سمات وخصوصيات لا يمكن أن تذوب في بوتقة العولمة والتغريب أو أن تتماهى مع مشاريع الغزو الثقافي بينما عندما نحتفل مع شعوب العالم بعيد المعلم وعيد الأم وعيد العمال وعيد الشجرة وغيرها ولا نحتفل بهذه المناسبة الخاصة بنا فإن مؤشر على فقدان الارتباط بالأصل الأول ودليل على نجاح مشاريع التغريب في أوساط الأمة.
4- الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يدل على أن مشروع الوحدة أقوى من مشاريع التمزيق والتفتيت.
ولذلك فأعداء الأمة يتابعون بقلق بالغ فعاليات الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم يعتبرونه مشروعاً إحيائياً للأمة ولا ننسى ما قاله أول رئيس وزراء لإسرائيل بن عوريون (إننا نخشى أن يظهر في العالم العربي محمد جديد) وقد شاهدنا كم أوعزوا وحاولوا وبذلوا من جهود قبل سنوات عندما أقيم في شارع الرسول الأكرم المعروف بشارع المائة للحيلولة دون إقامته وكم مارسوا من ضغوط وتهديدات في السنوات وصلت إلى أن تقوم طائرة أمريكية بدون طيار قبل الفعالية بليلة بقصف سيارة على مقربة من ساحة الاحتفال في مديرية خولان بدعوى أنها تقل إرهابيين حتى يخاف الناس من الحضور إلى المناسبة.
إضافة إلى ذلك فإن ذكرى المولد النبوي تمر مرور الكرام كحدث عابر دون أن يكون لها صدى في كثير من الدول العربية والإسلامية فلا تعتبر الكثير من هذه الدول يوم هذه المناسبة إجازة رسمية فضلاً عن أن تتبنى أو تسمح بإقامة فعالية كبيرة بهذه المناسبة كخطوة في طريق صحوة الأمة على الرغم أنها جعلت يوم السبت إجازة رسمية أسبوعية.
ولو حاولت حركة أو جماعة أو مؤسسة دينية إقامة فعالية لائقة بهذه المناسبة لواجهها الاعتراض والمنع من الجهات الرسمية بإيعاز من الأعداء، بينما يزداد التفاعل مع أعياد مفتعلة كعيد الحب وغيره دون اعتراض أو توجيه أو تحذير من مغبة الانجرار وراء الغرب في غزوهم الثقافي.
ولذلك فالمولد يعتبر تحرراً من الغزو الثقافي والهيمنة الفكرية الغربية وانتصاراً عليها وتحدياً لها، وخطوة هامة في مواجهته.
وكما قلنا سابقاً فالوحدة الإسلامية لا يمكن أن تتم إلا إذا كان التوحد والالتفاف حول الرسول الكريم، فلا يمكن أن نتوحد تحت راية شخص إلا إذا عدنا إلى الرسول عودة جادة وصادقة ونحن معتقدون مقتنعون أن بإمكان الرسول الأكرم ومن صلاحياته أن يجمعنا على كلمة سواء وأن نجتمع وراءه على القواسم المشتركة الهامة مع التسامح فيما اختلفنا فيه مما فيه سعة لأننا جميعاً نردد أسمه ونشيد برسالته صباح مساء ومراراً وتكراراً على مستوى اليوم الواحد من أعمارنا.
5- إن من أكبر الدلالات لإحياء المولد النبوي الشريف أنا أمة نتمسك بنبينا ونعظمه ونجله ونحرص على التأسي به وأننا لا نزال نتولاه ونطيعه وبالتالي فلن يجرؤ أحد على الإساءة إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فعندما نحيي مئات الآلاف ذكرى رسولها فإن الأعداء سيحسبون ألف حساب قبل الإقدام على أي محاولة إساءة لمقدساتنا ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم لكنهم يقومون بجس نبض لمعرفة مدى تعلق الأمة بنبيها فلا يجدون جواباً رادعاً لا مقاطعة لبضائعهم ولا مظاهرة لتنديد بإساءاتهم ولا إحياء لفعالية مولد هذا النبي الكريم بالتالي كل هذا السكون يدل على انفصام وانقطاع بين الأمة ونبيها صلى الله عليه وآله وسلم مما يجعلهم يتجرأون على الإساءة لأن من أمن العقوبة أساء الأدب.
ولو سألنا واستقرأنا آراء الباحثين والعقلاء من المسلمين أو غيرهم وحتى آراء العامة وخصوصاً من غير المسلمين لو سألنا كل هؤلاء بماذا تقيمون الاحتفالات الجماهيرية الحاشدة عن المسلمين برسولهم هل تدل على تعظيم المحتفلين وتمسكهم وحبهم لرسولهم أم العكس تدل على بعدهم وانقطاعهم لكن الجواب هو الجوب الأول.
6- يدل التهيؤ والاستعداد الكبير للاحتفال بالكبير بالمولد النبوي الشريف في يمن الإيمان والحكمة وهو في ظل العدوان العالمي عليه على ان هذا الشعب هو شعب يمن الإيمان والحكمة فعلاً ويدل أيضاً على أنهم ألين قلوباً وأرق أفئدة كل هذا الاستعداد ونحن في ظل العدوان السعودي الأمريكي فكيف لو صادف هذا المولد الشريف ونحن في أمن واستقرار إذا لأقام اليمنيون احتفالاً رسمياً مليونياً يذهل العالم ويشد أنظاره إليه ومع ذلك فالاحتفال بهذه الصورة والمستوى في ظل العدوان دليل قوة ارتباط هذا الشعب بنبيهم وعلى صمودهم وثباتهم حيث لم يدعوا العدوان يحول بينهم وبيم الفرح برسولهم الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ورغم الآلام والمآسي والجراح إلا أن فرحتهم برسول الله أكبر من كل جراحهم إضافة إلى ذلك فعندما تتزامن هذه الفعالية والمناسبة واليمنيون في جهادهم المقدس ضد أئمة الكفر والنفاق متأسين في ذلك برسولهم الكريم حين وقف في وجه الأحزاب ويهود المدينة ومنافقيها فإن ذلك يدل على مصداق ما قاله النبي الكريم عن هذا الشعب (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وكأنه ينظر بلحظ الغيب الذي أراه الله إلى هذا اليوم الذي كان قد وجده قبل مجيئه حين قال : (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن) وحين قال عن نجد : ( من هنا يظهر الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان) ثم قال : ( إذا هاجت بكم الفتن فعليكم باليمن).
الأستاذ أحمد علي القرعي تحدث عن أهمية العودة إلى قيم الرسول ورسالته لنستفيد من الدعوة المحمدية في ميادين الصراع مع أعداء الإسلام موضحاً أبعاد الاحتفال بهذه المناسبة قائلاً إن دلالة المولد النبوي أنه مولد للنور ومولد للرحمة ومولد للأخلاق والقيم والمبادئ السامية التي أخرجت الناس من الظلمات إلى النور.
عندما نتحدث عن ميلاد الرسول لا نتحدث عن شخصيه بسيطة لا نتحدث عن شخصيه رئيس أو زعيم أو رجل هلَّ على البشرية ففرح به والداه لا إننا نتحدث عن شخصية عظيمة نتحدث عن رجل علم البشرية نتحدث عن رجل أخرج العباد من عبادة العباد إلى رب العباد أخرج الناس من الظلم والطغيان إلى العدل والإحسان رجل زكى الله عقله فقال (ما ضل صاحبكم وما غوى) وزكى الله منطقه فقال (وما ينطق عن الهوى) وزكى الله فؤاده فقال (ما كذب الفؤاد ما رأى) وزكى الله بصره فقال (ما زاغ البصر وما طغى) وزكاه كله فقال (وإنك لعلى خلق عظيم)
إن دلالة المولد النبوي هي ذكرى للرجوع إلى منهج الرسول الصافي الذي لا يشب بالثقافات المغلوطة والدخيل الأجنبي.
إن الأمة اليوم في أمس الحاجة إلى أن ترجع إلى قيم الرسول ورسالته لتستفيد من الدعوة المحمدية في ميادين الصراع مع أعداء الإسلام والشعب اليمني اليوم يضطلع لمهمة التصحيح لما أسيئ فهمه أو حرف عن موضعه.
يجب علينا كيمنيين أن نحتفل بهذه الذكرى وأن نبين للأمة جمعاء الرسالة المحمدية الأصيلة التي كان عليها الرسول.
والملاحظ لمن يتابع واقع الأمة ونظرة العالم إلى الدين الإسلامي ورسول الإسلام هي نظرة محتقرة للإسلام جملة وتفصيلاً بسبب تشويه الإسلام من قبل عملاء الغرب ومن يخدمون أعداء الإسلام فقد شوه الرسول وصوره على أنه رجل ذبح وإرهاب وأن الإسلام دين التخلف ودين الانتقام وأن الدين هو ما عليه آل سعود وحلفائهم.
أمام واقع كهذا تكن المسؤولية الكبرى أمام اليمنيين والمسلمين الغيارى على الدين في عكس صفحة مشرقة عن الإسلام ورسول الإسلام وأن يثبتوا للشرق والغرب أن من شوه الإسلام في نظرهم لم يكونوا مسلمين أن تطبيق الإسلام والتعريف بالرسول من خلا القرآن هو يفضح أولئك الذين نقلوا نظرة مغلوطة ويثبت للأعداء أن الدين الحقيقي والإسلام الحقيقي ومحمد رسول الله هو ما يمثله المسلمون الذين يطبقون القرآن ويعملون به ويعظمون رسول الله ويبرزوه للبشرية كقائد مؤيد من السماء آتى لينقذ البشرية لا ليغرقها في مستنقع البغي والعدوان كما يفعل آل سعود.
الأستاذ علي العصيمي أشار إلى أهمية أن يشعر المسلم بالفرح الغامر وهو يعيش أجواء المولد النبوي الشريف، مولد خير البشر كونها مناسبة جديرة بالابتهاج وأضاف قائلاً: في هذه الذكرى العطرة ذكرى مولد الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم نتذكر مسؤوليتنا تجاه الرسول وتجاه الرسالة المحمدية، كلنا مسؤولون عن أن نكون أتباعاً لهذا الدين، نسير على الدرب الذي ارتضاه لنا رب العزة والجلال وعلينا ان نتأسى بالرسول الكريم ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)، وعندما ابتعدت الأمة عن نبيها فقدت الحكمة وفقدت القوة، وفقدت القيم العظيمة التي تحيي النفوس وتشد المواقف وتبني الأمة.
الأستاذ صادق المعافا قال إن من أهم النعم التي أنعمها الله هي بعثة الرسول محمد بدين الحق وتحدثعن دلالات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بقول: من دلالات الاحتفاء والاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو الفرح والاعتراف بمنة الله سبحانه وتعالى علينا وفضله العظيم علينا كمسلمين وعلى العالم اجمع( قل بفضل الله برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) نحن كمسلمين كأمة مسلمة ومؤمنين يجب أن نكون متعلقين بفضل الله، نعترف لله بعظيم نعمته ونقدر نعم الله علينا ( وما بكم من نعمة فمن الله) ونعم الله علينا كثيرة وكذلك …فينا كثيرة ومن أهم هذه النعم هي نعمة الهداية ونعمة الدين وقد ذكرنا الله في كتابه بهذه النعمة حيث قال (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سمعياً بصيراً إنا هديناه السبيل أما شاكراً وإما كفوراً) ويقول الله لنا عن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ( لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم) فهذه النعمة، نعمة الهداية كانت عن طريق الرسول والقرآن، فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم هو رسول الهداية، أرسله الله بالهدى ودين الحق وأضاف الأستاذ صادق محسن المعافا أن إحياء ذكرى مولد رسول الله صلى الله وآله وسلم هي مناسبة جليلة لكي نتحدث عن الرسول ومبعثه ومنهجه ورسالته وعن واقع الأمة أيضاً، ونظهر أيضاً الولاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واختتم صادق المعافا حديثه قائلا: من خلال هذا الاحتفال يكون طريقة أساسية لتوحيد الأمة الإسلامية والتذكير بالأسس الجامعة المهمة لتوحيد الأمة وما يبنيها.
العلامة عبدالفتاح إسماعيل الكسبي قال إن الاحتفال بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل مولده فهو ميثاق الله لرسله وأنبيائه أجمعين حين واثقهم.