
لقاء/محمد دماج –
قال الدكتور حسين محمد جغمان أستاذ مساعد الاقتصاد الإعلامي بكلية الإعلام جامعة صنعاء إن الإعلام بمختلف وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة يعمل على خلق الأزمات والتشنج والتطرف لخدمة مصالح حزبية وشخصية وفئوية بعيدة عن المصالح العليا للوطن.
وأشار في حوار لـ(دنيا الإعلام) إلى أهمية أن يعمل الإعلام على خلق رؤية وطنية موحدة تحشد جماهير الشعب نحو مصالحها الوطنية الوحدوية والتنموية والاجتماعية والتعليمية وبما يخدم تحسين الأوضاع المعيشية للناس مستعرضاٍ أهمية تطوير التشريعات الإعلامية والدور الذي تلعبه الفضائيات وغير ذلك من القضايا نناقشها في سياق إجابته من خلال السطور التالية:
❊ في البداية .. كيف تشخص واقع الإعلام القائم¿
- للأسف وضع الإعلام أصبح لا يسر ويعمل بشكل فوضوي غير منظم وغير واضح المعالم وكل يغني على ليلاه وساهم في خلق الكثير من الأزمات في البلد اتسم بالتشنج والتطرف وكل وسيلة إعلامية تكذب الأخرى حتى تاه الشعب .. فالإعلام الآن يسعى إلى تحقيق مآرب شخصية خاصة ويركز أكثر على الصراع السياسي والمناكفات والمصالح الحزبية وكل واحد يراقب الآخر لأهداف شخصية أو فئوية أو حزبية.
التوافق السياسي
❊ وما هو تفسيرك لذلك¿
- الأسباب عديدة ولكن أهمها التوافق السياسي الحقيقي بين الأحزاب السياسية حتى ينعكس في وسائل الإعلام إلى جانب أننا نلاحظ قصوراٍ في أداء الحكومة في مختلف الجوانب أهمها أننا لا نجد مواكبة كاملة لأداء القيادة السياسية التي تعمل بكل جهودها لتوحيد الرؤى والأهداف وتنفيذ المبادرة الخليجية والحفاظ على وحدة الوطن إلى جانب أننا لا نلمس محاولة تفعيل موارد الدولة الاقتصادية في مجالات الأسماك والجمارك والضرائب ومكافحة الفساد وغيرها من الموارد بما في ذلك النفط والغاز حتى لا نصبح عالة على المساعدات الاقتصادية الأجنبية إضافة إلى عدم حسم مشكلة الكهرباء وأنابيب النفط وفوق ذلك لم تحدد أهداف واضحة لدور الإعلام التنويري.
وطني محايد
❊ تقصد أن الإعلام كان انعكاساٍ لكل ذلك¿
- نعم .. إلى جانب غياب الأهداف الواضحة التي يجب أن يعمل في ظلها الإعلام الذي يعبر عن ما يعتمل بالمجتمع من ظواهر فساد وفوضى ولو كان يعمل وفق وظيفته الصحيحة وبأهداف وطنية لكان سلط الضوء على قضايا هامة اقتصادية وسياسية واجتماعية وغيرها ينور الحكومة ويهديها إلى أماكن الضعف والخلل .. نحن ندعو إلى إعلام وطني محايد هدفه المصالح العليا للبلاد يسلط الضوء على القضايا التي تخدم كل فئات المجتمع والتي من شأنها أيضاٍ حشد الناس في اتجاه تنمية البلد ووحدته وتنمية موارده إضافة إلى القضايا الوطنية فمثلاٍ هناك قضية المسرحين سواء كانوا مدنيين أو عسكريين وسائل الإعلام لم تعط هذه القضية حقها وأهميتها في حلحلة قضايا أخرى مهمة والمساهمة في الخروج من الأزمة.
تشريعات عفا عنها الزمن
❊ لا زالت وسائل الإعلام تعمل وفق قانون صدر قبل حوالي ٣٢ سنة .. ما رأيك¿
- نعم .. وفق قانون صدر بداية التسعينات وحصلت بعد تطورات مذهلة في مجال الفضاء والقنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية والمواقع الالكترونية وتقنيات جديدة متعددة وما ترتب عليها من تطورات يفترض أن تكون هناك مواكبة لهذه التطورات في إيجاد قانون ولوائح وتشريعات واضحة وميثاق شرف يضع الخطوط العريضة للعمل الإعلامي ويحمي الصحفي لأنه يتكلم عن قضايا وطنية .. فعلى سبيل المثال قبل فترة نشرت إحدى الصحف معلومات حول قضية أمنية نقلها مصدر موثوق للصحيفة فحصل أنه تم القبض على قيادة الصحيفة بطريقة وأسلوب غير حضاري وتم إيقاف الصحيفة دون التحري عن مصادر المعلومات فالتشريعات مهمة للدولة والمسؤول والصحفي وتطوير العمل الإعلامي الرسمي والحزبي والأهلي.
الفضائيات
❊ كان المؤمل من الفضائيات تطوير العمل الإعلامي وتعمل على تميزه .. ماذا تقول حول ذلك¿
- فعلاٍ كان الأمل أن ينطلق العمل الإعلامي إلى الأمام وأن الفضاء سيخلق تنافسا غير مسبوق في ما يتعلق بالإبداع وخلق فرص مهنية للشباب وتنوير المجتمع وحشد الجهود في اتجاه بناء الإنسان وإسعاده لا لإشغاله .. وفوجئنا أن هذا الكم الهائل من القنوات لم يضف جديدا للعمل الإعلامي بل أضر به وركزت القنوات على مصالح حزبية أو فئوية مثلها مثل الصحف تعبر عن أصحابها وأهدافهم وليس مصالح الشعوب وتخلق بلبلة أكثر من الانسجام.