ماشي معي خزنة مقفل عليها عند العجوز
حسـين محمد ناصر
حسـين محمد ناصر –
كان الرئيس الشهيد سالم ربيع علي سالمين من الزعماء القلائل المميزين الذين يمتلكون كاريزما قوية امتلك من خلالها شعبية واسعة لم يمتلكها أي رئيس يمني قبله كان مهيبا ومؤثرا تنبع هيبته وتأثيره من سلوك ثوري وأخلاق رفيعة وحب كبير للشعب واهتمام خاص بفقرائه الذين عاشوا فترة حكمه بأمن واستقرار ومشاركة حقيقية في التحولات التي شهدها الجنوب.
كان سالمين يجعل من تطوير حياة الناس البسطاء أول وأبرز مهامه الرئاسية والوطنية ولذلك تجده حريصا على الالتصاق بهم في القرى والأودية والجبال كثير التنقل في الأرياف ووصل بزيارته إلى أماكن لم يزرها أحد من قبله ولا بعده!!
في لقاءاته بالجماهير كان يخاطبها بكلمات نابعة من القلب يحرضها على حماية المنجزات ومحاربة الفاسدين مسئولين أو موظفين عاديين ويشرح لها مهام المرحلة وما يواجه القيادة من محاولات تستهدف تشويه الإجراءات المتخذة الهادفة تحسين معيشة المواطن ويحذرها من مؤامرات القوى المناهضة لتجربة الجنوب. وسأورد هنا بعضا من فقرات وردت في خطاب له وسيلاحظ معي القارئ والمهتم بساطة وشعبية الكلمات المستخدمة في تلك الخطابات وهي خطابات مرتجلة تعمق من علاقة القائد بشعبه.
قال: أنتم سمعتم من الإذاعة أن هناك تخريبا الذي يسمونه التخريب الاقتصادي والمالي عندنا كان ناس في الإدارية وهؤلاء الناس أعطيناهم كل ثقتنا وقمنا سلمناهم مسئوليات ولقيناهم ظهورنا وظهر الثورة هؤلاء أخذوا يطعنون بسكاكين حادة في ظهر الثورة أخذوا يستلمون الرشوة ويبهذلون بالأعمال لإرباك العمل يقومون يكثرون بالمواعيد اللي عرفتموها في عهد الاستعمار “تعال بكرة.. تعال بعده!!” وهذه نسميها (المطمطة) في المواعيد وعرقلة العمل وعدم مخارجة الناس بسرعة وتعذيبهم وهذا يسميه الفاهمون المتعلمون (البيروقراطية) نحن نريد عمل بسرعة اليوم هذا أنجز عملك في اليوم هذا عندك قضية حلها اليوم نريد أن نقضي على هذا الأسلوب الذي ضيع علينا كثيرا من الوقت وضيع كثيرا من الإنتاج وطبعا هؤلاء الناس يريدون منك أن تأتي لهم إلى البيت من شأن تقدم له زايد ناقص هؤلاء الناس لا زال بعضهم داخل صفوفنا ونحن نقول لهم يا جماعة يا إخوة يا رفاق حاولوا تحلو قضايا المواطنين أنتم تعيشون بماهيات الواحد يأخذ زيادة على ألف شلن (1300) ريال وهناك كثير من المواطنين في الريف لا زال واحد يحطب وآخر يسود (يصنع فحما) وهذا فلاح يطلع في السنة جونيتين حب وبعض السنين تكون أرضه جدب ما تنزل السيول فارحموا هؤلاء الناس التعاب وأن نتعامل معهم بإخلاص وهم هذا الكلام الذي نقوله ما يفهموا عنه أي حاجة لأن الواحد منهم يخرج من المكتب المكيف ويروح للبيت ويفكر وهو في المكتب من فين الليلة هذه بايشتري بعشرين شلن قات¿ من شأن يخزن هو وجماعته وأصحابه¿
كان واحد يشغل منصبا كبيرا في وزارة الداخلية وفي الأخير نقلناه إلى إدارة الهجرة وهذه عبارة عن أمان زي أمان البندق حقك تقدر تخلي البلاد هذه مليانة بالأجانب وتقدر تفضيها مرة واحدة من الأجانب وممكن تخلي أبناء البلاد يشتغلوا وممكن تخلي الشوارع مليانة بالبطالة هذا الإنسان راح وارتشى وراح يجيب طوابير من الأجانب يخليهم يشتغلوا وأبناء البلد يتسكعون في الشوارع.
وفي واحد تركناه يشتغل في الخزينة وهذه الخزينة كل فلوسنا داخلها حتى اللي في البنوك نوديها آخر النهار إلى عندهم ونسلمها له فقام هذا الإنسان وراح يسرق من هذه الفلوس وسرق مئات الآلاف من الشلنات وشوفوا الفلوس اللي سرقها كان بالإمكان نخزق (نحفر) هذه المديرية آبار ارتوازية زي المنخل بالفلوس اللي سرقها هؤلاء الناس مخربون في الداخل ونحن أعطيناكم كل الحرية وكامل الصلاحيات في أنكم تنتقدوا أي إنسان يسرق أو أي إنسان يرتشي وأي إنسان يتلاعب بأموال الدولة وأي إنسان يأكل أكثر منكم بطريقة تشعرون أنها غير شرعية.. تمسكوة أما إذا كان عنده كفاءة الإنسان يجب أن يأكل أكثر منكم إذا كان متعلما وإذا كان دكتورا له حق يأكل أكثر مننا من شأن يخدم المجتمع ومن شأن يقدم لنا خدمات.. نريدكم أن تبنوا هذه الدولة لكن ليس بالكلام نبنيها أومن خلال الكلام بالإذاعة ونقول حكومة العمال لا يمكن أن نبنيها إلا من خلال الإنتاج ولا يمكن نبنيها إلا من خلال العمل.
إن القوى التي تحمل ضدنا السلاح وتقاتلنا هي أيضا سوف تتخذ أساليب داخل صفوفنا وسوف تعمل من أجل التخريب الاقتصادي وتدس لنا واحدا يبعثر العمال وبدل ما نصرف في هذا الجسر (300) أو (400) ألف شلن بانصراف فيه ضعف وربما أكثر وهذا من