مملكة الشر تتآكل..

أحمد يحيى الديلمي

من يقرأ بشكل واعٍ الأحداث والتحولات القسرية التي تتابعت في مملكة الشر “السعودية” من بداية الأسبوع الحالي ، لا شك أنه سيصل إلى نتيجة واحدة مفادها أن هذه المملكة الموغلة في التآمر على العقيدة والأمة وصلت إلى مرحلة النهاية ، وأن النظام بدأ يتآكل من داخله بفعل الغباء المركب لدى أمراء آل سعود المغلف بنزعة الجاهلية وعصبية القبيلة ، وهي الصفات التي استطاع مؤسس الدولة توطينها في الواقع عبر دمجها بأحكام العقيدة وتحويل رجال الدين إلى سياط قمع ومعاول هدم يتصدون لأي حركة إصلاحية أو أي شخص يرتفع صوته بالنقد ولو في أدنى مستوياته ، ثم ما لبثت الفكرة أن تحولت إلى ثقافة مرعية في زمن الطفرة النفطية وما أحدثته من تخمة مالية كبيرة جعلت الأمراء أبناء المؤسس يوظفون المال لدعم نفس الفكرة وتصديرها إلى بقية الدول الإسلامية .
هذا الأمر اختلف كلياً مع أمراء الجيل الثالث بالذات من تخرجوا من أرقى الجامعات الأوروبية والأمريكية ، وصدموا بشكل غير طبيعي نتيجة الفارق الجوهري بين البيئة التي وفدوا منها والبيئة التي انتقلوا إليها في أمريكا وأوروبا وبين المعارف التي حملوها والثقافة الجديدة التي بات عليهم أن يستوعبوها .
هذه الهوة العميقة بين الأمس واليوم سهلت على المخابرات الأمريكية مهمة استقطاب بعض الأمراء إلى منزلق التبعية المطلقة وتحويل لحظة الدهشة والانبهار بثقافة الغرب إلى مدخل للاستلاب والاستعداد المطلق لعمل أي شيء مقابل الدخول في عالم هذا الغرب المتحضر بما في ذلك الإسهام في تقويض نظام البلد وهدم كيان الأسرة من داخله .
على ما يبدو هذه المهمة أسندت إلى الغلام محمد بن سلمان فالأحداث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الرجل أتقن الدور بالفعل ، و جعل هذه المملكة الهلامية تتآكل من داخلها .
ما يكشف عن الدور الأمريكي الخفي في ما يجري بالذات حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت عدداً كبيراً من الأمراء والوزراء والمسؤولين وعلماء الدين كلهم من الوزن الثقيل.. في هذا الجانب تؤكد المعلومات أن الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز كان قد أعد لتغيير النظام ولكن ثقته المطلقة بالجانب الأمريكي وتبعيته غير المعقولة جعلته يركن إلى السفير الأمريكي في الرياض ويضعه في صورة كل ما سيحدث ، فما كان من هذا السفير إلا أن بادر إلى نقل المعلومة إلى الغلام محمد بن سلمان وأجهض التحرك المرتقب ، أي أن ما حدث كان مجرد خطوة استباقيه لإحباط انقلاب وشيك الحدوث ، وهذه الفرضية دعمتها الطريقة و الأسلوب الذي رافق حركة الاعتقالات ، إذ أن الهيئة المعنية التي أمرت بالاعتقالات تم الإعلان عنها بعد العملية مباشرةً للتغطية ، وهذا هو ما يؤكد فرضية وجود الانقلاب وبالتالي يفتح المجال أمام الكثير من الأحداث التي ستُعجل بلحظة سقوط هذه المملكة إن شاء الله .

* بركان الميمون
ما أثلج صدور اليمنيين أن رد الفعل السعودي على صاروخ بركان جاء سريعاً واتسم بالهستيريا والعنف فكشف عن طبيعة الوجع الذي أحدثه هذا الصاروخ الميمون ، وهذا ما بات راسخاً في أذهان كل اليمنيين الشرفاء بأن طبيعة رد الفعل تحدد مستوى الوجع وتوضح الحقيقة بعيداً عن البيانات المفبركة والأخبار الملفقة .. النصر للمجاهدين الأبطال .. والمجد والعزة والكرامة للوطن ..

قد يعجبك ايضا