في حدث ليس بالبعيد عن التوجهات السياسية الحالية لدولة الإمارات، أقدم رئيس الاتحاد الإماراتي للجودو” محمد بن ثعلوب الدرعي” على تقديم اعتذار لنظيره الإسرائيلي لعدم سماح أبوظبي برفع العلم الإسرائيلي، خلال استضافتها للبطولة التي فاز بها المنتخب الإسرائيلي، وكذلك عن عدم مصافحة لاعب إماراتي لنظيره الإسرائيلي بعد انتهاء المباراة بينهما.
وبينما يقدم المسؤول الإماراتي اعتذاره، رفض زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين، حضور حفل عشاء رسمي يقيمه اللوبي الصهيوني في بريطانيا للاحتفال بالذكرى المئوية لإعلان بلفور في لندن الشهر المقبل.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية قولها بأن كوربين قرر عدم المشاركة في الاحتفال الذي سيحضره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتطرقت الصحيفة البريطانية إلى مواقف كوربين الداعمة للفلسطينيين وحقوقهم.
وتأسفت “إسرائيل” عبر رئيس مجلس الجالية اليهودية “جوناثان غولدشتاين” عن عدم حضور كوربين الاحتفال، وأضاف غولدشتاين “أعتقد أنه في حال حضر كوربين الاحتفال، فإن الجالية اليهودية ستقدر وتثمن هذا الحضور، لأن حضوره لهذا الحدث سيكون بمثابة اعتراف بحق إسرائيل في الوجود”.
وأيضا لم يحضر كوربين حفل استقبال لمجموعة أصدقاء “إسرائيل” في حزب العمال خلال مؤتمر الحزب الشهر الماضي بسبب التزامات “متضاربة”، وإلى ذلك أكد كوربين في أكثر من مناسبة مواصلة دعمه لمقاطعة “إسرائيل”، لاسيما فيما يتعلق بالأسلحة وبضائع المستوطنات.
رفع العلم الإسرائيلي
وبالعودة إلى اعتذار الإمارات لـ “إسرائيل”، كتب الصحفي العراقي ومراسل قناة “الحرة”الأمريكية “زياد بنجامين” في تغريدات له عبر “تويتر”: “رئيس اتحاد الجودو الإماراتي محمد بن ثعلوب سالم الدرعي يعتذر لنظيره الإسرائيلي لعدم سماح أبوظبي برفع الرموز الإسرائيلية خلال بطولة دولية”.
وقال في تغريدة أخرى: “الدرعي وعارف عوانة أيضا اعتذروا لأحد اللاعبين الإسرائيليين بعد رفض نظيره الإماراتي مصافحته بعد انتهاء النزال بينهما وفق الإعلام الإسرائيلي”.
ووفقا لصحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، فقد تعهدت دولة الإمارات برفع العلم الإسرائيلي العام المقبل، خلال مباريات الجودو العالمية المقامة على أراضيها، وذكرت أن التعهد جاء في ختام اجتماع جرى السبت بحضور مدير اتحاد الجودو الإسرائيلي “موشي فونتي”، ورئيس اتحاد الجودو الإماراتي محمد الدرية، بالإضافة لمدير عام اتحاد الجودو المحلي ناصر التميمي.
وأضافت الصحيفة أن ممثل الإمارات في اللقاء وعد برفع العلم الإسرائيلي العام المقبل 2018م وذلك بهدف إرضاء المنتخب الإسرائيلي الذي يشارك في المباريات هناك منذ أكثر من عام.
من جانبها كتبت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريرا حول نفس الموضوع، قالت فيه إن “اللاعب حصد الميدالية الذهبية في منافسات 66 كيلوجراما، لكن عند تسليم الميداليات وقف أسفل علم اللجنة الدولية للعبة الجودو وليس علم بلاده”، وأشارت إلى أن “اللجنة المنظمة أرجعت ذلك لأسباب أمنية”.
بدوره، نشر الاتحاد الدولي لرياضة الجودو على صفحته في تويتر صورة تجمع رئيس اتحاد الجودو الإماراتي محمد بن ثعلوب سالم الدرعي وهو يعتذر لنظيره الإسرائيلي لعدم سماح الإمارات برفع الرموز الإسرائيلية خلال البطولة الدولية.
وفي السابق وجهت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغف انتقادات للإمارات بسبب عدم رفع العلم الإسرائيلي في البطولة، وقالت عن فوز لاعب الجودو الإسرائيلي تال فليكر ببطولة “غراند سلام أبو ظبي للجودو” لعام 2017م، وفوز اللاعبة الإسرائيلية جيلي كوهين بالميدالية البرونزية في بطولة الجودو لفئة وزن تحت 52، بأنها بمثابة إصبع في عين أبو ظبي.
التطبيع مع إسرائيل
وخلال الشهر الماضي، كشفت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” من خلال وثائق نقلتها عن موقع “ويكيليكس” أن تنسيقا اقتصاديا ودبلوماسيا وأمنيا وعسكريا يجري بشكل متسارع بين الإمارات و”إسرائيل”.
وكشفت الوثائق الدور الكبير الذي يقوم به سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة “يوسف العتيبة” في الدفع بالتطبيع بين بلاده و”إسرائيل” في اتجاه مراحل غير مسبوقة، مشيرة إلى أن أبوظبي لم تتحول إلى مرتع للمصالح الأمنية والاقتصادية الإسرائيلية فحسب، بل أصبحت قاطرة تحاول جذب العالم العربي إلى السير في ركاب المنظور الإسرائيلي للمنطقة وقضاياها، وفي صدارتها القضية الفلسطينية.
وتقول الوثائق إنه في عام 2010م استقبلت الإمارات فريق الجودو الإسرائيلي بالتزامن مع اغتيال القيادي في حركة “حماس”الفلسطينية “محمود المبحوح” في دبي بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، حيث لم يعد مستغربا حينها منع رفع العلم الفلسطيني في الإمارات.
ولكن لابد من الإشارة إلى أن هذه المحاولات الساعية للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي لاتمثل الشعوب العربية، حيث أظهر أحدث استطلاع للرأي العام العربي ان غالبية المشاركين فيه في ثماني بلدان عربية يعتقدون ان القضية الفلسطينية لا تزال تحظى بأهمية قصوى لدى الشعوب العربية حيث تصل النسبة العامة الى 88%.