شهدت العاصمة الأمريكية الأسبوع الماضي جلسة محادثات جمعت بعض قادة الجيوش العربية وأعضاءً من حلف “الناتو” وبعض المسؤولين الإسرائيليين وخلال تلك الجلسة تم مناقشة آخر المستجدات المتعلقة بالملفات الأمنية وأيضا تلك التي تخص قضية الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط..
ويرى محللون أنه إذا كان الهدف من عقد تلك المحادثات، هو مناقشة والسعي إلى إرساء الأمن ومكافحة الإرهاب في المنطقة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه ، من هي البلدان ومن هم الأشخاص الذين قاموا بدعم وتأسيس الإرهاب في المنطقة؟ اليوم، يعرف الجميع في مشارق الأرض ومغاربها، المسلمين وغير المسلمين، بأن هذه الدول الغربية وبعض حلفائها في المنطقة، هم الذين أسسوا وخلقوا تلك الجماعات الإرهابية وقدموا لها الكثير من الدعم المالي ومازال إلى هذه اللحظة يقدمون الكثير من الدعم لتلك الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط. وحتى الخبراء والمسؤولين الغربيين، بمن فيهم “هيلاري كلينتون”، يقرون ويعترفون بأنهم هم من أنشأوا وأسسوا تنظيم داعش الإرهابي. وتجدر الإشارة هنا بأنه تم نشر الكثير من التقارير والوثائق في وسائل الإعلام المختلفة، والتي أكدت وبشكل قاطع بأن تلك التنظيمات الإرهابية تلقت الكثير من الدعم المالي والعسكري من بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. وهنا يتضح لنا بأن محادثاتهم تلك تهدف إلى مناقشة أشياء أخرى، فهم لم ولن يسعوا إلى إرساء الأمن في منطقة الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب.
مراقبون أيضا يرون أن الغرض من الاجتماعات التي دامت أربعة أيام مواجهة الإرادة العامة للشعوب في المنطقة والقضاء على المقاومة التي تسعى إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية المتواجدة في المنطقة. وفي هذا الصدد، هناك جبهتان، الأولى تمثل بعض أنظمة الهيمنة الغربية وحلفائها الإقليميين من بعض الدول العربية. والجبهة الأخُرى تمثل الشعوب والمقاومة في منطقة الشرق الأوسط.. إن شعوب المنطقة المسلمة ترغب بالتحرر من السيطرة الغربية ومن حكوماتهم الفاسدة الموالية لتلك القوى الغربية ولهذا السبب، قامت تلك الشعوب بتأييد وتقديم الكثير من الدعم لتلك المقاومة التي رأوا فيها الأمل لتحقيق بعض مطالبهم. ونظرا لهذا، سعى أعضاء ذلك الاجتماع إلى عقد جلسات محادثة في مركز “نظام الهيمنة” الأمريكي، لكي يتوصلوا إلى حلول من شأنها أن تكسر إرادة شعوبهم وتقضي على المقاومة في المنطقة ومناقشة بعض الترتيبات التي يرغب “نظام الهيمنة” الأمريكي في خلقها وإيجادها في منطقة الشرق الأوسط.
وهنا يتضح لنا بأن الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة وبشكل خاص “السعودية”، يحاولون تشكيل تحالف عربي “ناتو عربي” للوقوف امام إيران الإسلامية والمقاومة التي تقوم بمحاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة ولكن الأزمة القطرية أثرت بشدة على تلك الخطة وخلقت فجوة كبيرة بين البلدان العربية وهذا أدى بدوره إلى فشل تلك المحاولات. الجدير بالذكر هنا بأن قادة الجيوش العربية والمسؤولين الأمريكيين سيحاولون مرة أخرى في هذا الاجتماع، مناقشة وتشكيل ذلك التحالف العربي. وفي سياق متصل، نرى بأن الولايات المتحدة سمحت لرئيس أركان جيش النظام الصهيوني بالمشاركة في هذا الاجتماع، لكي تستمر عملية تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.
وبالنظر إلى الذين شاركوا في هذا الاجتماع يمكن المناقشة من عدة جهات. فمن جهة نرى بأنه للمرة الأولى يجلس رئيس الجيش الإسرائيلي مع نظرائه العرب على طاولة حوار واحدة. ومن جهة اُخرى، نرى بأن قادة الجيوش العربية الذين كانوا يعادون إسرائيل في الماضي، اصبحوا اليوم أصدقاء، بل انهم قاموا بعقد جلسات محادثة مع هذا العدو الغاصب، لعمل خطط ومشاريع تضر الإسلام والمسلمين. وبعبارة أخرى، يجلس القادة العسكريون العرب جنبا إلى جنب مع هذا العدو الغاصب، الذي قاتلوه منذ عام 1948، والذين كانوا يطلقون الهتافات والشعارات بفخر، بأنهم سيحررون الأراضي المحتلة في فلسطين. الجدير بالذكر هنا، أن هنالك جيوشاً في بعض الدول العربية لا تخدم الإسلام ولا شعوبها ولا حلمها العربي بالتوحد والقضاء على إسرائيل، فهم لا يكنون أي احترام لا للدين ولا لشعوبهم ولا للقومية العربية، بل انهم يقومون بخدمة الحكام الديكتاتوريين في بلدانهم، للمحافظة على سلطتهم وعرشهم وحكومتهم.
Next Post
قد يعجبك ايضا