قيادات حكيمة وقواعد مأزومة

 

عبدالفتاح البنوس
بات من المؤكد بأن صلابة ومتانة وديمومة التحالف بين المؤتمر وأنصار الله ، عبارة عن محصلة لحكمة ورجاحة عقل قيادة أنصار الله والمؤتمر ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي والزعيم علي عبدالله صالح ، فكلاهما يمثلان صمام الأمان وعامل الصمود والثبات لهذا التحالف الوطني ، الذي يسعى بعض الحمقى للنيل منه وتفكيكه من أجل مصالح رخيصة وتحت ذرائع ومبررات واهية ، لا ترتقي إلى المستوى الذي يهولونه ويسخرون كل جهودهم وطاقاتهم من أجله ، وما بين الفينة والأخرى نقرأ بعض الكتابات والمنشورات لإعلاميين ونشطاء من الطرفين ينفخ أصحابها أبواق الفتنة بين المكونين ، ودائما ما تكون مواضيع وقضايا سطحية هي شرارة تلكم الخلافات والتباينات ، وهناك شخصيات متفرغة لمثل هذه التناولات التي للأسف يتم الاحتفاء بها من قبل وسائل إعلام العدوان ومرتزقته .
ظننا بأن اللقاء الذي ضم قيادة أنصار الله والمؤتمر ، سيكون بمثابة رسالة ردع (للمبعسسين) من الطرفين الذين تركوا مقارعة العدوان وذهبوا لتبادل الإتهامات والشتائم والتجريح والإساءة والتخوين والتأزيم ، ولكن للأسف خاب ظننا ، فلا يزال هنالك الكثير من المبعسسين الذين يواصلون نفث السموم و تأزيم الأوضاع والتحريض العلني على إنفراط عقد تحالف المؤتمر والأنصار ، وخصوصا من الأطراف المحسوبة على المؤتمر ، ممن يرون بأن الشراكة والتحالف الوطني يقتصر على تقاسم الوزارات والمناصب فقط ، حيث يعمد هؤلاء على مهاجمة أنصار الله واتهامهم بالإستحواذ على الدولة وتحكمهم في سلطة القرار ، ويحاولون تحمليهم مسؤولية عدم صرف المرتبات وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية وارتفاع سعر صرف الدولار ، بوصفهم سلطة الأمر الواقع كما يحلو لهم تسميتهم ، وعندما يتم توقيف أو تغيير أي شخصية في الدولة على خلفية فساد أو ما شابه يسارعون إلى إعلان النفير العام في وسائل التواصل الاجتماعي ، ولا أعلم لماذا مادام سلطة الأمر الواقع هي من اتخذت هذا القرار ، وهي السلطة التي يحملونها أسباب كافة الأزمات والأحداث في البلاد ؟! وكأنهم يريدون أنصار الله مكون خاص بالقتال وتقديم قوافل الشهداء والجرحى فقط ،؟!
محاربة الفساد مطلب شعبي ووطني ، ومن يقف خلف أي فاسد من أي مكون فهو مثله وفي صفه ، وإذا كانت هنالك تباينات أو خلافات ، فهناك قيادة منوط بها حلها ، وينبغي على القواعد والأنصار الصمت وعدم التهويل والتأزيم فالوضع لا يحتمل المناكفات والسجالات والتراشقات العقيمة والمأزومة ، ومن السخف أن تظهر مثل هذه السخافات بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان ، وينبغي أن تتخذ قيادة المؤتمر وأنصار الله إجراءات حازمة ضد كل من يسير في هذا الدرب ، لا مصلحة لأحد غير العدوان ومرتزقته من وراء المهاترات والمناكفات التي يفتعلها ويسعرها بعض الأعضاء والأنصار ، صحيح القيادة على توافق وتناغم تام ، ولكن لا يعني ذلك السكوت على الحماقات والترهات والخزعبلات وعدم كبح جماح أصحابها من أي طرف كانوا .
بالمختصر المفيد نريد أن نشاهد الحكمة التي تتحلى بها قيادة المؤتمر وأنصار الله ، متجسدة في قواعد وأعضاء وأنصار الطرفين ، البلاد في خضم مؤامرات متلاحقة تستدعي من الجميع التحلي بالحكمة ، وتغليب المصلحة الوطنية ، والإبتعاد عن ممارسة كافة أشكال الكيد السياسي ونفث سموم الحقد المناطقي والطائفي والمذهبي والسلالي ، ما فينا كيمنيين يكفينا وزيادة ، ومن يدعي حرصه على اليمن واليمنيين ، عليه أن يتفرغ لمواجهة العدوان وتعزيز روح الصمود والثبات ووحدة الصف ، لا نريد عاهات في أوساطنا ، ولا نريد حملات تضامن مع فاسدين وعملاء وخونة ، ولا نريد إقصاء للكوادر النزيهة من هذا الطرف أو ذاك ، لا نريد إضرابات ولا تحريضات على تعطيل الدراسة وتأزيم أوضاع الشعب ، نريد حكمة تجسد على الأرض ، نريد انضباطية وطنية يلتزم بها الجميع ، ومن شذ وتمرد يخضع للمساءلة القانونية ويحال للمحاكمة ، فالمسألة ليست عبارة عن فوضى و(هوشلية ) ، يكفي (جنان ) و(خفة عقل ) و( سيخفة) فالوضع لا يحتمل كل ذلك .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا