لقاء/ زكي الذبحاني –
الدكتورة/ غادة شوقي الهبوب – مدير البرنامج الوطني للتحصين الموسع لـ الثورة
> حملة التحصين الوطنية ضد شل الأطفال تستهدف من منزلُ إلى منزل كافة الأطفال دون سن الخامسة اعتباراٍ من(30 يونيو-2 يوليو2013م).
> يجب رفع الحالة المناعية للأطفال دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال ممهما تكررت وتعددت جرعات اللقاح التي تلقوها سابقاٍ
تناقلت الصحافة ووسائل الإعلام منذ عدة أسابيع خبر اكتشاف حالات إصابة جديدة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال البري في الصومال ثم في كينيا.. ما قراءتك لهذا الحدث¿ وهل ستتأثر اليمن بهذه المشكلة¿
> من المؤكد أن سيناريو اللجوء إلى اليمن من الجوار الأفريقي مستمر وبالذات من قبل اللاجئين الصوماليين والمشكلة هنا تكمن في المتسللين إلى الأراضي اليمنية بطرق غير شرعية بمعزلُ عن الخضوع للفحوص وللتطعيمات اللازمة وغيرها من الإجراءات الاحترازية التي من شأنها منع دخول الفيروس إلى البلاد
في الوقت الذي تعاني فيه من ضعفُ جلي في التغطية بكامل لقاحات التطعيم الروتيني المعتاد بالمرافق الصحية للأطفال دون العام والنصف من العمر ففي عام 2012م بلغت نسبة المشمولين بهذه التطعيمات نسبة(82%) وهذا يعنى أن (18%)من الأطفال غير مطعمين.
الأمر الذي يثير مخاوف كبيرة من أن يلقي فيروس الشلل ثغرة بين الأطفال غير المحصنين للدخول مجدداٍ إلى بلادنا الحبيبة.
وإن لم يظهر الفيروس في الصومال وكينيا.. فإن مجرد ظهور حالات إصابة بفيروس شلل الأطفال بوتيرة مستمرة في بلدان تابعة للإقليم كأفغانستان وباكستان هو في حد ذاته يضع اليمن في مرمى تهديد لا يْستهان به فكيف بظهور المرض في الصومال وبين لاجئين صوماليين في كينيا¿
كما يظل من الضروري إقامة مزيدُ من حملات تطعيم ضد شلل الأطفال طالما أن التحصين الروتيني بكامل جرعاته لا يصل إلى نسبة التغطية المطلوبة ليشمل ما يزيد عن(95%) من الأطفال دون العام والنصف من العمر.
لقاح فموي فعال
> ما ردك على من يشكك في اللقاح المضاد لفيروس شلل الأطفال¿
> لقاح شلل الأطفال آمن للغاية مجرب منذ ما يقارب العشرين عاماٍ وتحديداٍ من بداية سبعينيات القرن الماضي كحال بلدان عربية وإسلامية وبلدانُ أخرى غير إسلامية كثيرة حول العالم.
كما إن الملايين من الأطفال باليمن أعطوا منذ ذلك التأريخ جرعات متعددة منه ضمن لقاحات التطعيم الروتيني المعتاد بالمرافق الصحية.
ومنذ العام 1996م نفذت حملات تطعيم وطنية توالت سنوياٍ حتى عامنا هذاº مستهدفة في اليمن بلا استثناء سائر الأطفال دون سن الخامسة.
ومن حولنا الكثير والكثير ممن تلقوا اللقاح آنذاك قد صاروا حالياٍ في ريعان الشباب وبكامل صحتهم ثم أن بعضهم من الجنسين قد تزوج وأنجب أطفالاٍ دونما مشكلة.
> ما الذي تنشده وزارة الصحة والبرنامج الوطني للتحصين الموسع من خلال حرصهما على تعدد جرعات اللقاح الفموي المضاد لفيروس الشلل التي يجب أن يحصل عليها الأطفال¿
> بفضل الله ثم بفضل تعدد لقاح التطعيم الفموي المضاد لفيروس الشلل تتحقق أعلى مستويات الحماية للطفولة في اليمنº بما يمنع عودة وظهور هذا الفيروس فهذا اللقاح مضمون الفاعلية بشهادة أكبر الكفاءات العلمية الطبية المتخصصة المحلية والعربية والإسلامية وبدليل أن اليمن منذ عام 2006م وإلى الآن لم تشهد أي حالات إصابة مؤكدة بالفيروس البري المسبب للإعاقة.
كما يخضع لرقابة مشددة أثناء تصنيعه ولإشراف وسلسة تبريد ملائمة تحفظه تحت درجة حرارة مناسبةº بدءٍ من المصنع ومروراٍ بنقله من بلد المنشأ إلى اليمن ثم وصوله إلى الثلاجات المركزية للبرنامج الوطني للتحصين الموسع بوزارة الصحة وإلى الفروع بالمحافظات وانتهاءٍ بوصوله إلى مختلف المرافق الصحية في مختلف أنحاء الجمهورية وبذلك لا يتلف على الإطلاق.
صلاحية اللقاح
> ماذا لو تلف اللقاح ولم يعد صالحاٍ للاستخدام¿
> من الممكن أن يتلف لقاح شلل الأطفال لدى العامل الصحي عندما لا يجد التبريد الملائم ويسهل معرفة ذلك بسهولةº بمجرد النظر إلى مؤشر الصلاحية- وهذا ما يحرص عليه دوماٍ عامل التطعيم قبل أن يشرع في تحصين الأطفال ليتأكد من صلاحية اللقاح.
ومؤشر الصلاحية هذا يأتي على هيئة مربع فاتح اللون موجود على عبوة اللقاح وبتحوله إلى اللون الداكن يتأكد – قطعاٍ- أن اللقاح تالف لا يصلح للاستخدام كقطرة ماء لا تنفع ولا تضر.
بالتالي من السهل اكتشاف صلاحية جرعة التحصين من قبل أي مواطن بمجرد نظره إلى المربع الموجود على عبوة اللقاح.
وأؤكد على أهمية هذا اللقاح لكن فاعليته لتحد تماماٍ من الإصابة بفيروس الشلل تستدعي أن ينال عموم الأطفال دون سن الخامسة جرعات متعددة منه أثناء حملات التطعيم بمعية حصول جميع من هم دون العام والنصف من العمر على كامل لقاحات التحصين الروتيني بالمرافق الصحية والتي تتضمن جرعات متعددة من اللقاح المضاد لفيروس الشلل.
ترصد وبائي محكم
> الوصول إلى منظومة ترصد وبائي محكم ضروري لمنع ظهور وسريان فيروس شلل الأطفال.. كيف تقيمون هذه المنظومة¿ وأين يكمن دورها من أجل الحفاظ على خلو اليمن من فيروس الشلل¿
> وزارة الصحة وجميع مكاتب الصحة بالمحافظات وشركائنا من المنظمات تعمل على خطة محكمة تتضمن إجراءات احترازية لمنع دخول الفيروس عن طريق تطعيم كل لاجئ يصل إلى اليمن وتطعيم كل قاطني المخيمات وأماكن تجمع اللاجئين وأماكن استراحتهم مع تطعيم كافة مخالطيهم.
وهذا قابله تفعيل دور الترصد لرصد أي حالات شلل أطفال مْشتبهة من خلال أخذ عينات براز منها وفحصها بالمختبر المركزي ثم بإرسال عينات إلى المختبر المرجعي لمنظمة الصحة العالمية من أجل تأكيد بما لا يقطع الشك من أن العينات سلبية أو إيجابية.
وبالتالي برنامجا التحصين الموسع والترصد الوبائي وكلاٍ يكمل الآخر حيث يعتبر نظام الترصد تقييم لعمل وأداء برنامج التحصين وهما في تنسيق دائم ويتم التواصل معاٍ باستمرار لإبلاغنا عن أي حالات شلل مشتبهة ووضعها التطعيمي وكذلك لإبلاغنا عن وجود أي منطقة يوجد بها أطفال غير مطعمين أو منطقة فيها ضعف في التحصين الروتيني.
والتنسيق هذا ليس على المستوى المركزيº بل أيضا على مستوى المحافظات والمديريات.
حملة التحصين ..آمال واعدة
> ما الذي يمكن توقعه طالما اهتمامكم ينصب بالتطعيم ضد شلل الأطفال أكثر من أي مرضُ آخر¿ وما موقع حملة التحصين الوطنية الحالية من هذه التوقعات¿
> نأمل من حملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال ضمن موعدها المحدد اعتباراٍ من(30 يونيو-2 يوليو2013م) أن تشمل بالتطعيم سائر الأطفال الذين لم يتجاوزوا سن الخامسة من العمر من منزلُ إلى منزل في جميع محافظات الجمهورية.
وعلى الآباء والأمهات – بالضرورة- أن يواصلوا مشوارهم الطيب في تحصين أطفالهم فلذات أكبادهم منعاٍ لعودة فيروس شلل الأطفال إلى اليمن من جديد ولأجل كبح عبثية المرض وسطوته التي تقود في النهايةº إما إلى إعاقة دائمة أو إلى موت محقق فالأمر جد خطير على غير المحصنين ضد المرض وحتى الذين لم يحصلوا على الجرعات الكافية من اللقاح سواءٍ عبر التطعيم الروتيني بالمرافق الصحية أو خلال حملات التحصين فهي تقلل فرص تجنب الإصابة بفاعلية إذا ما عاد الفيروس إلى البلاد لا قدر الله.
وأؤكد بأن إعطاء لقاح فيروس الشلل في حملات التطعيم يعتبر لسد النقص في التحصين الروتيني المعتاد طالما لا يحرص البعض على استكمال أطفاله لجميع الجرعات.
وكما ذكرت يجب أن لا تقل نسبة الأطفال دون العام والنصف الحاصلين على كامل لقاحاته وجرعاته عن(95%) فما تكرار التحصين عبر الحملات إلا للحفاظ على مناعة مرتفعة دائماٍ لجميع الأطفال دون سن الخامسة لتكون قادرة على التصدي ومنع دخول فيروس الشلل إلى هذا البلد الطيب مهما ساءت الظروف والأحوال في البلدان المجاورة التي ظهر فيها المرض.
حالة الـتأهب للتطعيم
> حالة التأهب والجاهزية لتنفيذ حملة التحصين الوطنية..كيف تبدو على الواقع¿
> تم توفير اللقاح اللازم لتنفيذ هذه الحملة وجميع الأدبيات والأدوات بما في ذلك أقلام تعليم الأصابع والسجلات والطباشير التي تعلم بها المنازل من قبل فرق التطعيم المتنقلة من منزلُ إلى منزل وكان هناك حرص على تخطيط دقيق ومفصل للحملة في جميع المحافظات المستهدفة وعلى التدريب بالمعايير المطلوبة لجميع العاملين الصحيين.
وثمة إشراف مكثف ومباشر على تنفيذ حملة التحصين الاحترازية من مختلف المستويات .. مركزياٍ وعلى مستوى المحافظات والمديريات..
وبالتالي تنفيذ هذه الحملة من خلال جولتها الثانية يشمل من(30 يونيو-2 يوليو2013م) جميع محافظات الجمهورية مستهدفةٍ تطعيم(4,736,690) طفلَ وطفلة دون سن الخامسة.
بينما عدد الكوادر الصحية العاملة فيها إجمالاٍ في حدود (40,424)عاملاٍ صحياٍ بينهم (2,650)عاملاٍ ثابتاٍ و(37,774)عاملاٍ متنقلاٍ.
أما عدد المشرفين على التحصين فيصل إلى (4,836) مشرفاٍ وتقلهم مع العاملين بالتطعيم(5,169)سيارة.
وثمة مشرفين على الحملة بالمحافظات وعددهم(88) مشرفاٍ صحياٍ وهناك(666) مشرفاٍ صحياٍ على مستوى المديريات و(22) مراقبين من المجالس المحلية على مستوى المحافظات و(666)مراقباٍ من المجالس المحلية على مستوى المديريات.
كما يواكب حملة التحصين أعمال توعوية عبر مختلف وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ويشارك فيها عبر الميدان (22)مشرفاٍ على التوعية الإعلامية من مدراء التثقيف الصحي بالمحافظات بمعية عددُ من المشرفين المركزيين من المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني وكذلك (333) مثقفاٍ صحياٍ ميدانياٍ يجولون للتوعية في كافة المديريات عبر سيارات خصصت للتوعية الميدانية ويشارك- أيضاٍ- عبر خطبة الجمعة (333) من خطباء المساجدº بواقع(10)خطباء في كل مديرية على حدة وبما يضمن وصول رسالة الحملة إلى المجتمع بمكوناته المختلفة وللآباء والأمهات في مختلف أنحاء البلاد.
اعتباراٍ من تأريخ (30يونيو- 2يوليو 2013م) يقرع العاملين الصحيين أبواب المنازل في جميع المحافظات الجمهورية خلال حملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال فالتأهب مطلوب من جميع الآباء والأمهات لتحصين أطفالهم دون سن الخامسة بلا استثناء ودون أدنى تقاعس حتى لا يصادروا حقاٍ أساسياٍ لأطفالهم في الحصول على حصانة جسدية منيعة ضد فيروس بربري مِرِد على إحداث أشكالُ مروعة من الإعاقة الجسدية.