قائد الثورة: الأمم المتحدة دورها سلبي وشرعية للشعب اليمني لا للعملاء

شدد على توافق داخلي لحل القضية الجتوبية

المحتل الاماراتي ينهب كل شئ في الحنوب وعلاقته الوطيدة بإسرائيل تهدد الأمن القومي 

الثورة/

أكد قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي أن اليمن يعيش اليوم حال تصعيد لمواجهة التصعيد العسكري لتحالف العدوان السعودي الامريكي على اليمن، داعيا المكونات السياسية وسائر اطياف الشعب اليمني إلى العناية بدعم الجبهات ورفدها والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية.
وشدد السيد عبد الملك الحوثي في حوار اجرته معه صحيفة “26 سبتمبر” على ضرورة ان تتحلى القوى السياسية بالمسؤولية لإفشال مؤامرات الأعداء ولا سيما في محاولاتها لإثارة مشاكل تستهدف الجبهة الداخلية في إطار مساعيها الرامية إلى اضعاف الجبهة الداخلية بعدما فشلت في عدوانها العسكري.
واشاد السيد عبد الملك الحوثي بالدور الوطني الرائد للقبائل اليمنية الأصيلة وقال إن القبيلة اليمنية دعامة لمشروع اليمنيين في الدفاع عن سيادة البلد ومواجهة قوى العدوان والاحتلال مشيرا إلى أن القبيلة اليمنية في أوساط هذا الشعب مواقفها راسخة كرسوخ الجبال في الارض، لافتا إلى أن هناك عملاً كبيراً لإنجاز عملية دمج اللجان الشعبية بالجيش مع وجود بعض المعوقات.
وانتقد قائد الثورة موقف الامم المتحدة من ملف التسوية السياسية للأزمة اليمنية واصفا” دور المنظمة الدولية بأنه ” سلبي” مؤكدا أن ما يطرح من مبادرات ليست إلا استسلامية وليس حلولا عادلة” وقلل شأن الحديث الدولي عن الحكومة الشرعية وقال إن ” الشرعية للشعب اليمني، ولا شرعية للعملاء”.
وعبر قائد الثورة عن تهانيه للشعب اليمني بمناسبة حلول الذكرى الــ 54 لثورة الــ 14 من اكتوبر المجيدة التي قادها اليمنيون ضد الاحتلال البريطاني وفي هذا التوقيت بالذات نعتبرها فرصة مهمة جداً لاستنهاض شعبنا العزيز وفي المقدمة المحافظات الجنوبية للتحرك الجاد والإحساس بالمسؤولية ضد الاستعمار الجديد والاحتلال البغيض الذي هو احتلال لصالح أمريكا بأقنعة عربية تتقدم فيها الإمارات العربية المتحدة في الجنوب إلى جانب النظام السعودي.
وقال ” نحن نعتبر أن ما يجري اليوم على بلدنا وعلى بعض بلدان المنطقة لا يختلف عن ما فعلته بريطانيا إلا من حيث الأساليب.. أساليب الاستعمار.. اليوم اختلفت بعض الشيء وإلا فالمسألة واحدة هي مسألة احتلال وسلب للحرية ومصادرة للاستقلال والسعي لاستعباد شعوبنا في المنطقة ككل وشعبنا اليمني المسلم العزيز.
الجنوب في ظل الاحتلال الاماراتي
وأكد أن ما يجري اليوم في الجنوب تحت راية المحتل هناك لا يمثل كل أبناء الجنوب ولا يزال هناك الكثير من الإخوة المواطنين في الجنوب الأحرار ومستاءون جداً من الاحتلال القائم ولربما مشاكل الماضي ساهمت إلى حد كبير في التهيئة لهذا الاحتلال وفي تكبيل البعض هناك من التحرك ضد الاحتلال نتيجةً للإرث الماضي المشحون بالمشاكل والمعبأ بكثير من التعقيدات .
ولفت إلى أن التوصيف الواقعي للحالة في الجنوب هي حالة احتلال وشعبنا في الجنوب يعاني الأمرّين من هذا الاحتلال في انعدام الأمن والتدهور الاقتصادي وأضرار هذا الاحتلال واضحة والممارسات من قبل الضباط الإماراتيين والسعوديين كمسؤولين أساسيين ومتحكمين بالوضع واضحة هناك سواءً بالمطارات أو الموانئ أو المباني الحكومية أو الشأن العام هناك. والذي يتحكم بالوضع هم الأجانب، وان البعض ممن تعاونوا مع الأجنبي ليسوا سوى جنود في صف هذا الأجنبي مسلوبين من الإرادة والقرار.. هم فقط يتلقون الأوامر ويتحركون وفقها، بل إن البعض منهم حتى ممن لهم صفات ومسميات.
وقال إن” المحتل الاماراتي يتحكم بكل شيء في الجنوب وينهب الثروات بما فيها نهب الحجارة من محافظة ارخبيل سقطرى، مجددا التأكيد على أن الحل للقضية الجنوبية يجب أن يكون ضمن توافق في البلد بين المكونات الرئيسية لهذا البلد، ونحن قلنا في مرحلة ماضية يجب أن يكون حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً لا يكون فوق العدل, لا تحت العدل, فليس من الصحيح طرح خيارات لا صلة لها بجوهر المشكلة وتقدم كمعالجات وحلول ولا يناسب أيضاً أن تكون هناك مساع لظلم الإخوة في الجنوب وانتقاص من حقوقهم والإصرار لتجاهل جروح الماضي التي حلت بهم.
وتحدث قائد الثورة عن الدور التخريبي الذي يقوده النظامان السعودي والاماراتي في المنطقة العربية خدمة لأميركا واسرائيل وقال إن النظامين السعودي والإماراتي يلعبان دورا تخريبيا لتنفيذ مؤامرة تقسيم المنطقة العربية مشيرا إلى أن تركيز قوى العدوان الهمجي على الساحل اليمني كان نتاجا للتركيز الأمريكي والاسرائيلي.
وأشار قائد الثورة إلى أن المؤامرات لتقسيم المنطقة العربية مؤامرات أمريكية وإسرائيلية ولكنها في الوقت نفسه تستفيد من عاملين رئيسيين، العامل الأول يعود إلى طبيعة الدور الذي تلعبه بعض القوى الإقليمية وعلى رأسها النظام السعودي والنظام الإماراتي وهذا الدور الذي قبل فيه كل من النظام السعودي والإماراتي أن يلعب فيه الحالة التخريبية، وان يجعل من نفسه أداة لتنفيذ هذه المؤامرة وتمويل متطلباتها مادياً، والعامل الثاني هو وجود خونة في بعض الشعوب ووجود البعض من قاصري الوعي وغير المدركين لخطورة هذه المؤامرات وطبيعة هذه المؤامرات وما يترتب على هذه المؤامرات أتى أولئك سواءً الأمريكيين أو أدواتهم ممثلة بالأنظمة الإقليمية التي تتحرك معه أو العملاء في البلدان نفسها لاستغلال بعض المشاكل السياسية التي بالإمكان حلها بالتأكيد فيما لو لم يتدخلوا هم لتعقيدها .
واضاف ” لو توفرت إرادة محلية لدى الفرقاء والأطراف السياسية لكان بالإمكان أن تحل وبدلاً من التوجه نحو خيارات خاطئة بكل ما تعنيه الكلمة كخيارات الانفصال. اليوم نحن بحاجة في بلدان المنطقة بشكل عام وفي بلدنا كذلك إلى الوعي بخطورة هذه المؤامرات وأن حالة التقسيم والانفصال لن يترتب عليها استقرار الشعب وإنما هي عملية تمهيدية تؤسس لمرحلة جديدة من الصراعات التي يخطط لها تحت عناوين كثيرة فالمسؤولية كبيرة على الجميع لإفشال هذه المؤامرات والوقوف بوجهها”.
واكد قائد الثورة بالقول: إن كلا من النظام السعودي والإماراتي لم يأت إلى الجنوب حسب قولهم لتحرير الجنوب ولاستقلال الجنوبيين وانفصالهم عن بلدهم اليمن وإنما له أهداف أخرى هي احتلال الأرض واستعمار البشر واستغلالهم والتحكم بهم ثم من ضمن هذا الاستغلال الذهاب بهم ليكونوا وقوداً لحروبه العدوانية هنا أو هناك ولو لم يأتوا بهم إلى الحدود لذهبوا بهم إلى مناطق أخرى من المحتمل أن يذهبوا بهم وبغيرهم ممن ينضمون إلى صفهم ويستجيبون لهم إلى محارق في مناطق أخرى، مشيرا إلى أن النظام الإماراتي يرتبط بعلاقة وطيدة مع اسرائيل منذ زمن مبكر محذرا من ان هذه العلاقة تمثل تهديدا للأمن القومي العربي والإقليمي.
تعزيز الشراكة وأداء الحكومة
وتحدث قائد الثورة عن الشراكة بين انصار الله وحزب المؤتمر وقال: إن من المهم جداً أن يكون هناك سعي مستمر لتعزيز حالة الشراكة وحل أي مشاكل تعترضها أو تشوبها من الطبيعي أن تنشأ بعض المشاكل أو التباينات في بعض وجهات النظر أو غير ذلك ولكن يجب أن تعالج على نحو لا يؤثر على هذه الشراكة وعلى وحدة الصف وأن يراعي الجميع مصلحة هذا البلد قبل أي مصالح أخرى وقبل أي اعتبارات أخرى.
وعن مستوى اداء حكومة الانقاذ الوطني في ظل ظروف العدوان والحصار وما انتجه من تعقيدات اكد قائد الثورة أن عمل حكومة الانقاذ الوطني بحاجة إلى اهتمام أكثر بمستوى التحديات وحساسية الظروف القائمة وبحاجة إلى دعم أكبر من المكونات السياسية وفي مقدمتها المكونات الرئيسية وبحاجة إلى حضور شعبي من خلال حكماء اليمن لتقييم أداء الحكومة وتصويب كذلك أدائها ومعالجة بعض المشاكل وفي نفس الوقت إعانتها إلى ما تحتاج إليه من إعانة وتصويبها فيما تحتاج فيه إلى تصويب. نحن نعتبر الحالة الراهنة بحاجة إلى تضافر الجهود من كل أبناء الشعب اليمني, الحكومة عليها مسؤولية كبيرة ويجب أن يكون إلى جانبها الشعب بمختلف مكوناته وفئاته وان يكون هناك في الحالة الراهنة تعاون من الجميع وتكاتف من الجميع وتضافر جهود الجميع فيما تفرضه المسؤولية وتتطلبها المرحلة في مواجهة العدوان وفي الحفاظ على مؤسسات الدولة وتفعيلها بشكل صحيح وسليم وفي معالجة الكثير من المشاكل التي تعود إلى مخلفات المراحل الماضية.
مخططات العدوان في جبهات الساحل
وتحدث السيد عبد الملك عن خططات العدوان في الجبهات الساحلية وقال: إن تركيز قوى العدوان على الساحل هو تركيز أمريكي وإسرائيلي قبل أي طرف إقليمي والحسابات لدى الأمريكي والإسرائيلي تجاه السواحل والجزر حسابات خاصة وحساسة وبالنسبة لهم المسألة مسألة استراتيجية، أمريكا تعتبر نفسها نشأت على استراتيجية قوة البحار والتآمر كبير جدا على الساحل لاعتبارات في مقدمتها هذه الاعتبارات ولما يمثله الساحل من أهمية على المستوى الاقتصادي. وطبيعة الاستعمار على مدى أكثر من 400 عام كان يركز على السواحل اليمنية كانت مستهدفة في كل مراحل التاريخ من قوى الاستعمار كافة لأهداف كثيرة ولأنها في نظرهم سهلة للاحتلال.
واعتبر السيد عبد الملك الحوثي صمود أهالينا وأشقائنا في منطقة تهامة وفي المناطق الساحلية سيمثل أهم عامل لفشل قوى العدوان، مؤكدا على الاستمرار في تطوير القدرات البحرية .. واضاف ” شاهدنا فيما قد مضى ضربات نوعية ومهمة لبارجات قوى العدوان في البحر الأحمر وفي محاذاة السواحل اليمنية ومحاذاة المياه الإقليمية اليمنية وأملنا إن شاء الله الاستمرار في تطوير القوات البحرية لتكون قوى دفاعية تدافع عن المياه الإقليمية اليمنية وعن الساحل”.
وحيال مخططات العدوان وتصعيده العسكري والاقتصادي دعا قائد الثورة الشعب اليمني إلى مواصلة مشواره للتصدي لهذا العدوان وان يركز على كل عوامل القوة وان يحول التحدي إلى فرص كما فعلت كل الشعوب التي نهضت في خضم الأحداث والصراعات وفي مواجهة التحديات فتحولت إلى دول قوية وكبيرة ومتحضرة وحاضرة في الساحة العالمية بقوة وهذا ما يجب أن يتحرك فيه الجميع سواء في موقع المسؤولية في الدولة أو من الواقع الشعبي ومن المهم جداً أن يكون في طليعة من يتحرك في هذا الاتجاه المثقفون وطلاب الجامعات والأكاديميون وكل من يمكنهم الإسهام في هذا بشكل أو بآخر فهذه مسؤولية لكل فيها دوره ولكل دور فيها قيمته.
دعم القضية الفلسطينية
وإذ جدد السيد عبد الملك الحوثي دعم اليمن للقضية الفلسطينية ونضالات شعبها ضد العدو الصهيوني المغتصب فقد حمل على مواقف الأنظمة الوراثية في السعودية وقال “من يقدمون أنفسهم حملة لراية الإسلام ولا ينصرون قضية فلسطين هم مجرد أدعياء، مشيدا بالموقف الايراني الداعم للقضية الفلسطينية وهو موقف يفترض أن تشكر عليه إيران لا أن تُعادى”.
وفي الشأن السعودي اكد قائد الثورة أن الانقسامات الحاصلة اليوم في السعودية ستكبر كون النظام استبدادي يسعى لفرض نفوذه على حساب بقية شركائه، مؤكدا أن السعودية لن تكون بمنأى عن التقسيم ولكن يراد لها أن تستكمل دورها ليأتي عليها الدور في نهاية المطاف.
وحول الحراك السياسي والشعبي المناهض لنظام آل سعود أكد قائد الثورة ” نحن حاضرون لمساندة القوى الحرة في السعودية لمناهضة السياسة الخاطئة التي يتبناها النظام السعودي”.
واشاد السيد عبد الملك الحوثي بالصمود الاسطوري لليمنيين في مواجهة العدوان السعودي الاماراتي الاميركي الغاشم وتمسكه بالحفاظ على سيادة البلد واستقلاله لافتا إلى أن الحضور الشعبي الواسع في ذكرى ثورة الــ 21 من سبتمبر بميدان السبعين بصنعاء كان معبرا عن تجذر الحالة الثورية ومبدأ التحرر لدى شعبنا اليمني.
وتحدث قائد الثورة عن عوامل انتشار التنظيمات الإرهابية وما ادت اليه من تدخل للقوى الخارجية في اليمن وقال: إن تهاوي وسقوط الأدوات المحلية وعلى رأسها القاعدة وبعض الأدوات النظيرة لها كان واحدا من العوامل التي دفعت القوى الخارجية إلى التدخل المباشر إلى رعاة القاعدة وأخوات القاعدة للتدخل المباشر ونحن نقول إن من أهم العوامل التي ساعدت على انتشار الظاهرة التكفيرية والمد التكفيري في بلدنا هو إتاحة الفرصة لنشر الفكر التكفيري سواء في ما كان في الفترة الماضية من خلال تمكينهم للانتشار في الساحة اليمنية بحماية سياسية وعسكرية وأمنية أو بتمكينهم في ما مضى من وزارة الأوقاف والإرشاد والخطاب الديني، أو في وسائل الإعلام أو في المناهج التربوية وفي الجامعات مما ساعدهم على نشر الفكر التكفيري والاستقطاب لصالحه من أبناء الشعب اليمني الذي لم يكن في واقعه أي وجود لهذه القوى على هذا النحو الذي شهده البلد مؤخرا بحماية سياسية ودعم داخلي من السلطة وخارجي من قوى الخارج ساعد على نشره، فنحن نرى أن تدخل القوى الخارجية يمثل أيضاً شاهدا من الشواهد على أنهم رعاة للقاعدة ولذلك نجد أن المناطق التي أصبحت تحت احتلالهم وسيطرتهم بشكل مباشر عادت فيها القاعدة من جديد ونمت وترعرعت ونمت داعش وترعرعت، وتنمو أيضاً القوى الشبيهة للقاعدة وداعش من التكفيريين.. تحولت إلى بيئة خصبة لنمو كل التشكيلات التكفيرية التي تبنت التكفير.

قد يعجبك ايضا