احتفال بالروح الثورية المقارعة للغزو والاحتلال

أبناء ذمار لـ”ذمار”: العيد الـ54 لثورة 14 أكتوبر المجيدة
ذمار: ماجد السياغي

يحتفل شعبنا اليمني بالعيد الـ?? لثورة الـ?? من أكتوبر المجيدة التي انطلقت من جبال ردفان لتحرير جنوب الوطن من نير الاستعمار البريطاني ومثلت صورة من صور التلاحم  بين أفراد الشعب اليمني وحركته الوطنية المقاومة لكل أشكال الهيمنة وأكدت ثبات الموقف للحرية الأصلية لعزة وكرامة اليمنيين شماله وجنوبه. وما بين 14 أكتوبر 1963 و14 أكتوبر 2017م لم تتغير أهداف المستعمر وإنما تغيرت أدواته وأسلوب الإدارة، فها هو جنوب الوطن يرزح اليوم تحت وطأة المعتدي السعودي والمحتل الأمريكي والغازي الإماراتي .
فما هي دلالات هذه الذكرى في ظل استمرار الاستعمار الحديث لقوى الهيمنة الذي يمثل  العدوان الكوني على اليمن أحد أشكاله وتنفذه إيادٍ عربية ؟ هذا ما سيجيب عليه الاستطلاع التالي الذي أجرته “الثورة “بهذه المناسبة .. إلى التفاصيل:
عظمة نضال
البداية كانت مع وكيل محافظة ذمار محمد محمد عبدالرزاق حيث تحدث قائلاً:  إن الاحتفاء بثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة  في عيدها الـ ?? التي تفجرت من قمم جبال ردفان الشماء كامتداد لثورة 26 سبتمبر الأم، للوقوف أمام عظمة النضال الوطني الذي سطره الأحرار الأبطال بقيادة المناضل راجح لبوزة ضد القوى الاستعمارية في سبيل تحرير جنوب الوطن من الاستعمار البريطاني البغيض الذي جثم على تراب جزء غالٍ من الوطن وصدور أبنائه .
وأضاف : نحتفل بهذه الذكرى والوطن يتعرض لعدوان غاشم يدمر كل مقدرات وطن الثورة والجمهورية والوحدة اليمنية المباركة  وما يحدث اليوم  في المحافظات الجنوبية من احتلال إمارتي واعتداء سعودي بدعم وحماية أمريكية مباشرة إلا أحد فصول أطماع المستعمر القديم في السيطرة على خيرات البلاد ونهب ثرواتها.
وقال: غير أن كل ذلك لن يزيدنا إلا تماسكاً وإيماناً بوطننا ووحدتنا وسيستمر الكفاح والنضال في وجه المستعمر الجديد من كل أبناء الوطن شماله وجنوبه، لأن الوطن الذي يستهدف اليوم هو وطن الجميع والدفاع عنه  مسؤولية الجميع. وستظل ثورة الــ ?? من أكتوبر  نتاجاً طبيعياً لإرادة شعب ولن تذهب دماء الثوار التي سالت زكية وأرتوت بها التربة اليمنية بل سيستمر النضال حتى يتحقق النصر فكما احتفلنا بجلاء آخر مستعمر بريطاني سنتحفل بجلاء آخر غازي إماراتي .
تضحية وفداء
الأخ يحيى غيلان، مدير عام مكتب فرع مصلحة شؤون القبائل بمحافظة ذمار يقول: اليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى فإننا نحتفل احتراماً  لشهدائنا الأبرار الذين لم يبخلوا بتقديم أرواحهم ودمائهم الزكية  في مقارعة المستعمر حتى تم جلاء آخر جندي بريطاني في الـ30 من نوفمبر 1967م وتحقيق الاستقلال .
وكما كان تفتيت اليمن مطلباً استعمارياً قديماً للدول الاستعمارية تنفذه اليوم أياد عربية بالوكالة ولعل ما تقوم به اليوم الإمارات من احتلال وسيطرة على الثروات في المحافظات الجنوبية إلا احد أشكال الاستعمار القديم في وجه جديد أكثر قبحاً، مستغلة تداعيات العدوان والحصار ومخططاته الرامية إلى كبح كل تطور ورخاء ينشده اليمنيون.
ويتابع: كما سعت بريطانيا للسيطرة على الممرات المائية والمواقع الحيوية  تتولى الإمارات اليوم مهمة السيطرة  ذاتها وكما كان للمستعمر البريطاني قواعد عسكرية قامت الإمارات ببناء قواعد عسكرية  في جزيرة ميون وسقطرى والسيطرة على السواحل والموانى كميناء عدن لتهميشه والقضاء عليه أمام موانئ دبي .وكما سعى المستعمر على شراء ولاء السلاطين وتعيين مندوب سامي له في المناطق التي احتلها تقوم الإمارات في إطار تحالف العدوان ببناء جيش في عدن وحضرموت وشبوة وتعيين حاكم لها في المناطق التي تسيطر عليها ومثلما كان للمستعمر سجون ومعتقلات كذلك تفعل الإمارات تدير سجوناً ومعتقلات سرية يمارس فيها شتى صنوف التعذيب .
ويردف قائلاً : يتوجب على الجميع توحيد الصفوف ومواصلة النضال بكافة أشكاله ضد قوى الاستعمار والهيمنة الجديدة واستلهام أهداف ثورة الـ14 من أكتوبر وما سطره أبطالها من تضحية وفداء في سبيل التحرر من الظلم والاستعمار والهيمنة .
دحر الغزاة
الأخ عبدالفتاح علي البنوس، رئيس رابطة الصحفيين والإعلاميين بمحافظة ذمار يقول: العيد الـ54 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة لها الكثير من الدلالات والمعاني وخصوصا وهو يأتي في ظل استمرار العدوان والحصار السعودي والإماراتي والأمريكي الغاشم وفي ظل وقوع أجزاء كبيرة من المحافظات الجنوبية تحت الاحتلال الإماراتي والسعودي .
ويتابع: اليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى فإننا نحتفل بتلكم الروح الثورية، روح المقاومة الوطنية التي تقارع اليوم قوى الغزو والاحتلال والارتزاق من أجل استعادة السيادة الوطنية والحفاظ على الهوية والوحدة الوطنية وإسقاط كافة المشاريع الصغيرة التي تستهدف اليمن الأرض والإنسان والحضارة، هذه الروح التي تجدد اليوم وعدها ووعيدها للمحتلين والمرتزقة بأن لا مقام لهم على الأراضي اليمنية وأن وهج ثورة أكتوبر ما يزال متقدا ولن يطول الاحتلال وسيكون التحرير قريبا جدا بإذن الله.
ويضيف البنوس: إذا كان أحرار الجنوب من فجروا ثورة 14أكتوبر قد نجحوا بعزيمتهم ونضالهم ومقاومتهم الوطنية البطلة في صنع التحرير ودحر الغزاة ، فإن الجنوب ما يزال يحتضن الكثير من الأحرار الذين تربوا على ثقافة راجح لبوزة ورفاقه في النضال ولن يطول صمتهم على بائعي الوهم وتجار الحروب الذين يتاجرون بالجنوب وبأبناء الجنوب ويدفعون بهم للقتال بالنيابة عن المعتدي  السعودي والغازي الإماراتي في المخا وميدي وجبهات الحدود مع جارة السوء السعودية وستكون لهم كلمة قوية وردة فعل مزلزلة كما كانت لأجدادهم من المناضلين الشرفاء ولن يكون الجنوب إلا حرا ولن تكون أرضه إلا يمنية ولن يحصد المحتلون غير الذل والهزيمة والانكسار وكما رحل المحتل البريطاني سيرحل المحتلون الجدد وسيكتب التاريخ ذلك بأحرف من نور في سفر البطولة والنضال والتضحية والفداء ولن تكون اليمن إلا مقبرة للغزاة .
ثورة مستمرة
الأخ مطهر حسين الذيفاني، مدير عام مكتب جمارك ورقابة ذمار يقول: عندما نحتفل بالعيد الـ54 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة كمناسبة وطنية غالية على كل اليمنيين الأحرار، فإنما نتذكر المآثر العظيمة ونسترجع تلك التضحيات التي قدمها أبناء شعبنا في سبيل حرية الوطن واستقلاله من نير المستعمر الغاصب وظلمه وجوره وجبروته.
ويتابع : لقد كنا نتمنى أن تأتي احتفالات الوطن بهذه المناسبة  وهو يعيش مناخات الأمن والاستقرار والازدهار غير أن ما يُؤسف له أن تأتي مباهج أفراحنا هذا العام ووطننا يمر بعدوان كوني غاشم تقوده قوى الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وتنفذه إيادٍ عربية وذلك في سبيل إعادة الوطن إلى التشظي والتفتت كهدف استعماري قديم عاد اليوم بأدوات مختلفة فبعد أن تم تدمير مقدرات ومكتساب البلاد تحت ذرائع واهية تستمر السيطرة الممنهجة على خيرات وثروات جنوب الوطن، فبعد أن ظللت وسائل إعلام العدوان إخواننا في الجنوب لمساعدتهم في تحرير المناطق الجنوبية من إخوانهم الشماليين انكشف لهم اليوم  الأهداف غير المعلنة وخاصة من قبل السعودية والإمارات، إن المهمة ليست التحرير أو عودة الشرعية المزعومة ، وإنما الاستعمار والاحتلال وبسط السيطرة والنفوذ، ونهب ثروات جنوب الوطن من خلال اللعب بالأوراق المذهبية والمناطقية، لإبقائه ممزقاً ضعيفاً .
ويضيف: إن ما تمثله ثورة 14 أكتوبر من فخر واعتزاز وعظمة أبطال اليمن  الذين رفضوا المحتل  وثاروا عليه من أجل عزة وكرامة الوطن وطرده. سينتفض  الأحرار في الجنوب ضد المحتل والغازي  كما فعل أجدادهم  في ثورة 14 من أكتوبر ودحروا إمبراطورية وصفت بأنها لا تغيب عنها الشمس.
مستعمر بثوب جديد
يقول الأخ محمد علي العومري، مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة ذمار: ثورة الـ 14 من أكتوبر التي أشعل اليمانيون شراراتها المتأججة في عام 1963م  من أعالي جبال ردفان الشامخة في وجه الاستعمار البريطاني ، نحتفل بها اليوم  حتى تبقى حية في النفوس  ووجدان الأجيال اليمنية.
ويضيف: نحتفل بهذه المناسبة بعد مرور أكثر من عامين ونصف منذ انطلاق تحالف العدوان على اليمن الذي اتخذت منه الإمارات غطاءً لتنفيذ أطماع قوى الهيمنة الاستعمارية ، وبدت شهيتها مفتوحة لا للأعمال الإنسانية كما هي صورتها النمطية وإنما لاحتلال  جنوب الوطن فمن توسع ونفوذ  إلى احتلال عسكري  مسنود بقواعد عسكرية ومليشيات وسجون سرية ومعتقلات.
ويردف قائلاً : قام الغازي الامارتي  بعد أن لبس ثوب المستعمر بفعل كل ذلك وأكثر دون إذن الحكومة الشرعية  المزعومة بل قام بمنعها من العودة إلى عدن .
فكيف لها أن تبرر لإخواننا في الجنوب ما حصل ويحصل  من فشل في توفير الأمن واستمرار تراجع الخدمات الحكومية الأساسية وغياب نموذج جاذب للمناطق التي تسمى محرّرة إضافة إلى اشتداد الصراع بين الأطراف المحسوبة على دول تحالف العدوان  الذي تغذيه كل من السعودية والإمارات .
ويختتم بالقول: مع مرور الأيام وانفضاح الأهداف  في احتلال البلد واستغلال مرافقه الحيوية، والسيطرة على المواقع الاستراتيجية والحيوية لليمن سواحل وممرات وجزر، لم يعد لأبناء جنوب الوطن  الذين انكشفت لهم أطماع المحتل الجديد ويتواجد في فنائهم الخلفي إِلاَّ النضال  من اجل التحرير مثل ما ناضل الرعيل الأول وقدم كل غالٍ ونفيس من اجل يمن موحد يعيش أبناؤه تحت سماء الحرية والشموخ مرفوعي الهامات بين الأمم والشعوب.
الضمير بوصلة المرء
وفي الختام تؤكد الشواهد أن ما يتعرض له الوطن وأبناؤه اليوم ليس إلا امتداداً لذلك التآمر وإن تغيرت أشكاله فبعد  أن استطاع الثوار تحقيق المعجزات واعترف  المستعمر بالهزيمة رحل من جنوب الوطن بعد أن مكث 129 عاماً غير انه زرع الأشواك والعراقيل على هذه الأرض حتى لا تنام هادئة مطمئنة ليعود اليوم بحلة جديدة. وما احتفالنا بأعياد الثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر إلا للتأكيد على حضور الروح الثورية التي تقارع اليوم قوى الغزو والاحتلال بإرادة وعزيمة وطنية يبذل فيها الشعب اليمني تضحيات جسيمة في سبيل مواجهة هذا المشروع.
فالضمير بوصلة المرء وضمير الشعب قد قال كلمته: لن ترى الدنيا على ارضي وصيا.

قد يعجبك ايضا