والإنصاف مطلوب للرموز الوطنية والولاية “معجزة” بالواقع

 

سلبيات النظام الملكي والنظام الجمهوري المعتدل …

جميل أنعم العبسي
كل الأنظمة الملكية العربية هي ماركة إنجليزية فكانت تابعة للغرب، عدا النظام الملكي الإمامي في اليمن صناعة وطنية يمنية بامتياز بالكفاح المسلح، واليمن مقبرة للغزاة الأتراك وقيام المملكة المتوكلية اليمنية كأول دولة وطنية عربية مستقلة 1918م.. وبنو سعود وشركة أرامكو يعتدون على اليمن فكانت معاهدة الطائف وحسن الجوار 1934م.
والشهيد ناصر السعيد في كتابه تاريخ آل سعود صفحة 854 يقول: (من حسنات النظام الإمامي، ما من أحد من العملاء في اليمن كان في عهد الأئمة يتجرأ علانية وبكل قلة حياء على الاتصال بالسعودية، كما هي الحال الآن في عهد الانحلال الذي بدأ يأخذ شكل المفاخرة بين العملاء بدءاً من إمام المسجد والمؤذن والقاضي والجاسوس والشرطي ورئيس القبيلة ورئيس الوزراء والوزراء أجمعين وقائد الجيش ورئيس “الجملكية” أي رئيس الجمهورية الملكية اليمنية)) .
واليوم.. ماذا أحدثك عن صنعاء يا إبن السعيد فكل ما ذكرته أصبح في الرياض بل وبـ 500 ألف ريال سعودي قيمة رأس من رؤوس نواب الشعب في عهد النظام الجمهوري المعتدل الاتحادي، وتلك هي الحكاية من النهاية إلى البداية، والتي تحكي وتقول بدون الوصاية السعودية كان النظام الملكي وطني باستثناء اختراقات أمريكا لأبناء الإمام يحيى “عبد الله والحسن، وحفيده محمد البدر” واختراق بريطانيا والإخوان للنظام في 1948م هذا أولاً.
وثانياً وبالوصاية السعودية تم إختراق الجمهورية الثورية السبتمبرية فكان النظام الجمهوري المعتدل بالمشايخ من65م حتى 2014م وباستثناء فترات قليلة أهمها فترة المقدم الحمدي.
وبالمبادرة الخليجية تحولت الجمهورية المعتدلة إلى النظام الجمهوري الإتحادي والعاصمة الرياض “2014م – 2017م” وكان العدوان وبوصاية دويلة الإمارات على جمهوريات الإعتلال والجنوب العربي.
ومن سلبيات الملكية كان.. نظام الضرائب والواجبات الجائر والزكاة خاصة في تعز وإب، وإنغلاق اليمن عن الخارج واختراعاته، ومعظم الوظائف العليا والقضاء بلون واحد ومناطق محددة، وخارجياً إبتعد النظام عن قضايا العرب والمسلمين، ومندوب الإمام في الجامعة العربية والأمم المتحدة صامت.
وقامت الجمهورية الثورية التي اعتدلت واعتدلت واصبحت تابعة بل وكفَّرت جزء من شعبها واصدرت شهادة حسن السيرة والسلوك للوظيفة العامة والسفر للخارج، وبدلاً من أمر الإمام أصبح القرار الجمهوري أقوى من قانون الخدمة المدنية، وبدلاً من “العكفة” أصبح الحزب الحاكم والوظائف العليا والدنيا من نصيب لون واحد بالمنطقة والحزب والمصالح وبالوصاية السعودية.
والنار تحت الرماد وبمخطط صهيوني سعودي لتمزيق النفوس اليمنية الوطنية لكي تتقبل وتفضل الخارج على الداخل عندما تدق ساعة الصفر بعدوان مارس 2015م، الذي اعتبره البعض من أبناء جلدتنا للأسف الشديد بأنه خلاص لهم من هيمنة سلطة صنعاء سواء كانت ملكية إمامية أو جمهورية معتدلة، وبعرض استعماري بالأقاليم الموعودة لدستور هادي، أقاليم متحررة من صنعاء المركز.. وابتلع المخدوعين الطعم ولم يصحوا المغفلين حتى الآن على الأقل بل أن هناك مخدوعين جدد على طريق الطعم الإماراتي الأمريكي.
ومع تجلي الأوضاع بالجيوش المناطقية والقواعد العسكرية والكيانات المناطقية الطائفية المتناحرة .. كان ولا يزال المتفائلون يرونها فرصة ذهبية لتصويب أخطاء الماضي من أجل الحاضر والمستقبل بالرغم من الحملة الإعلامية على المجاهدين، حملة ممولة من الخارج ولا يستطيع البعض التحكم والسيطرة عليها، وبقانون الطوارئ والنيابة والمحاكم سيتم السيطرة على حملة التشهير والتحريض وشق الصف من أجل إنقاذ تحالف العدوان المترنح انهم كتيبة من كتائب العدو بالداخل.
والنظام الملكي الإمامي لن يعود لليمن، وكذلك النظام الجمهوري المعتدل ومثله النظام الجمهوري الاتحادي الذي استدعى العدوان قبل إقرار دستور الفنادق شعبياً.
والنظام الجمهوري العادل معادي لأمريكا والصهيونية ويكفل المواطنة المتساوية ومحاكمة الخونه والفساد ولا يكفر، شعبه نظام جمهوري لا يختزل بمنطقة أو طائفة أو حزب أو فرد أو أبناء أو أسرة أو جماعة ولا يرتبط بالخارج، نظام ينصف كل الرموز الوطنية من عام 1917 – 2017م.
ومن يتحدث بلسان النظام الجمهوري، ومن يتكلم بلسان النظام الملكي، من خلال المتارس والخنادق والفنادق بالقدح والذم للوصول إلى لغة البنادق وخدمة العدوان، عليكم التحدث والتكلم عن إيجابيات رموز النظامين وانصافهم .. والتحدث عن السلبيات وتجاوزها.
وبعد وحدة مايو 90م، تم إعادة السلاطين إلى اليمن وهم خونة اليمن وانتظموا مع جماعة التكفير.. وهناك من يدعو لمصالحة وطنية مع قتلة الأطفال وشهداء الأعراس وصالات العزاء والنظام الملكي لم يفعل كما فعل السلاطين وشرعية هادي.
وعجباً لخطاب القدح والذم بحق المجاهدين أكثر من خطاب الذم بحق العدوان وبعد ذلك يقولون “نحن ضد العدوان بالسياسة” .
والبعض يتوجس من حديث الولاية، ويكثر الضجيج بأن النظام الملكي الكهنوتي عائد والنظام الجمهوري في خبر كان.. وبالواقع والحقيقة والتاريخ فان ولاية الإمام علي عليه السلام وشيعته لا تحتاج إلى سلطة سياسية سواء كانت جمهورية أو ملكية أو خلافة أو إمارة أو دولة.. إلخ، لكي تمارس دورها في توضيح وتدريس أمور الدين ونصرة المظلوم.. وبني هاشم والسادة والأشراف وآل البيت والشيعة وعلى مر الزمان والعصور وفي كل البلاد العربية والإسلامية وسواء كانوا في الحكم أو خارجه مارسوا الولاية بتعليم أصول الدين والقرآن والفقه والإفتاء بالميراث وغيره، وكانوا أئمة المساجد والجوامع وكل الشعوب الإسلامية تتوجه نحو السادة والأشراف وآل البيت والهاشميين، في المحن والمصائب والنكبات، ولا تتوجه إلى السلطة، ونال أولياء الله الصالحون محبة وتقدير الشعوب أحياء وأموات بزيارة الأضرحة ولم ينازعهم أحد في تلك الولاية المعجزة من الحكام والسلاطين والأحزاب وغيرهم حتى ظهرت الوهابية والإخوان وبني سعود أدعياء الإسلام والذين انتهوا في هذا العصر إلى ولاية البيت الأبيض والكنيست الصهيوني وبشكل فاضح وعاهر.
وتلك هي معجزة الولاية التي تتصدى لقوى الاستكبار العالمي ولا تحتاج إلى شرعية بل إيمان وعقيدة بالله ورسوله والمؤمنين.. وها هم المجاهدون بالقرآن والعترة والشعب والقبائل والأحرار من الجيش يتصدون لأعتى عدوان عرفه اليمن وبدون شرعية الداخل والخارج، والانتصار حليفهم بعون ومشيئة الله القوى العزيز.
ولو كان هناك نظام وطني يمني أو عربي قومي أو إسلامي قرآني في الميدان يتصدى للعدوان السعودي وغيره لكان الأمر مختلف، ولكن تم تطويع الجميع فخلت الساحة والميدان من الرجال وظهر فراغ مخيف ليسهل للعدو مهمته الصهيونية الإمبريالية.. فتقدم أهل الولاية ومعهم الشرفاء وملؤا الفراغ، والرجال الرجال إلى ميادين العزة والكرامة والمجد والشموخ والخلود يسطرون أروع الملاحم.
وبعد 900 تسع مائة يوم من العدوان، انضم من إنضم للعدو، وقعد من قعد في البيوت كالخوالف بالطرف الثالث والمحايد والاعتدال والوسطية والسلام، واخيراً وليس بالأخير ظهرت شعارات النظام الجمهوري في خطر، وبني سعود وخوالف البيوت هم من سيستردون النظام الجمهوري كما استردوا شرعية هادي، وكما سقط هادي سيسقط الخوالف، وكما سقطت شرعية الفنادق في شارع الهرم ستسقط شرعية البيوت في فنادق أبو ظبي والشارقة بعد توالي سقوط أوراق الخريف الصفراء التي قذف بها العدو إلى الميدان ولم يوفرها بل أحرقها ومن حيث لا يدري ولا يعلم الخوالف، لتبدو ساحات وميادين الانتصار القادم إن شاء الله تعالى خالية من كل الألوان المتذبذبة وليظهر أهل النصر والانتصار سادة في الميدان وفي طليعتهم أصحاب الولاية، وتلك هي معجزة بحد ذاتها …. شاء من شاء … وأبى من أبى…. وإن الله لا يهدي القوم الظالمين .

 

قد يعجبك ايضا