ثورة الفنادق … وأدعياء الجمهورية
عبدالفتاح البنوس
مخجل حال من يتبجحون وهم يقبعون في فنادق الرياض وشقق القاهرة وأبوظبي وأنقرة وعمان والدوحة باسم الثورة السبتمبرية المجيدة وباسم الثوار الأحرار ، وبكل قلة حياء ووقاحة يحتفلون بالذكرى الـ 55لثورة الـ26من سبتمبر التي تآمر عليها أسيادهم آل سعود ، من فنادق الرياض وشاليهات العمالة والارتزاق وعلى متن المدرعات السعودية والإماراتية وتحت رايتهما يتشدقون بثورة سبتمبر ويتغنون بها ، الثورة السبتمبرية التي كان الهدف الأول من أهدافها هو التحرر من الاستبداد والاستعمار ، وهم اليوم من جلبوا الغزاة والمحتلين وتحالفوا معهم ضد وطنهم وشعبهم ، فعن أي ثورة يتحدثون ؟! وأي شعلة يشعلون ؟! لقد وصل بهم السخف إلى حد الاستخفاف بالعقول اليمنية ، فيظهر الخائن عبدالعزيز جباري في تعز وهو يشعل شعلة الخيانة والعمالة والإرتزاق ، مصدقا نفسه ومن معه من الخونة بأنهم يحتفون بذكرى الـ 26من سبتمبر ؟!
الدنبوع يلقي كلمة ، وعلي محسن يلقي كلمة ، وحميد الأحمر يدلي بتصريح ، وتوكل تغرد على حسابها في التويتر بالمناسبة ، وبن دغر يكذب على نفسه بذات المناسبة ، وهكذا حال بقية ثوار الفنادق والشاليهات ، ومعهم فضائيات العمالة والارتزاق وكأنهم (ثوار من صدق) وكل ذلك ليقال بأنهم الشرعية وبأنهم الدولة والحكومة اليمنية ، وهو أمر يثير العجب والاستغراب ، فكيف يحتفل المرتزقة بعيد الثورة السبتمبرية من داخل فنادق آل سعود الذي عملوا على إجهاض الثورة وسعوا لإفشالها والقضاء عليها ووأدها في مهدها ، وقدموا كافة أشكال الدعم والإسناد من أجل ذلك ؟! هؤلاء هم أعداء الثورة وهم من أساءوا إليها ، وشوهوا صورتها ، وحولوها إلى مطية لخدمتهم ورعاية مصالحهم وتنمية ثرواتهم وتعزيز نفوذهم ، هم من أساءوا للنظام الجمهوري وأعادوا اليمن إلى النظام الجمهوملكي ، فإذا كانت ثورة 48قد أطاحت بالإمام يحيى وثورة 62قد أطاحت بالإمام أحمد ، فإن كل واحد من أولئك العملاء قد نصب نفسه ملكا وإماما ، تقاسموا الدولة ، ونهبوا خيراتها وثرواتها ، وعاثوا في البلاد الفساد ، وظهر منهم صنوف الاستبداد والاستغلال والفساد والقهر والتسلط والهيمنة ، ورغم كل ذلك لم يكتفوا بما نهبوا ، ولم يشبعوا مما أكلوا وشربوا ، ولم يقتنعوا بما استثمروا وعمروا ، ولم يحافظوا على النعمة التي كانوا فيها ، حالهم كحال بني إسرائيل.
فأظهروا للشعب العداء ، وللوطن الخيانة ، فكان الشعب ممثلا بالثوار الأحرار لهم بالمرصاد وأجبروهم على جر أذيال الخزي والمهانة فهرب الكثير منهم في ملابس نسائية ، بعد أن أدركوا بأن ساعة الحساب قد أزفت ، هربوا إلى الرياض وجلبوا الغزاة والمحتلين وشرعنوا للعدوان ودافعوا عن المذابح والمجازر التي ترتكب في حق أبناء شعبهم ،. واليوم وبكل وقاحة يتحدثون عن الثورة والجمهورية ، بل وينصبون أنفسهم حراسا أمناء عليهما !! هل رأيتم أوقح وأقبح من هؤلاء ؟! بالتأكيد ستكون الإجابة لا ، فهؤلاء وأمثالهم نزع الله من وجوههم الحياء ، يظنون بأن دجلهم وكذبهم سيلقى رواجا له في أوساط الشعب اليمني الذي عرفهم على حقيقتهم وبات أكثر دراية بما يقومون به من جرائم وما يمارسون من حيل وما يروجون من أباطيل وأكاذيب.
بالمختصر المفيد، ثوار الفنادق ، أعداء الثورة و الجمهورية ، خدام البلاط الملكي والأميري السعودي والإماراتي ، هم أعداء اليمن واليمنيين وإن رفعوا العلم اليمني ، وهتفوا بالنشيد الوطني ، وأشعلوا الشعلة السبتمبرية ، وغنوا بأناشيد فنان الثورة والجمهورية أيوب طارش العبسي ، فأعمالهم خير شاهد على زيف كل مظاهر إدعاء الوطنية ، فهم خونة عملاء مرتزقة ، وكيف لمرتزق عميل أن يكون وطنيا وثوريا في نفس الوقت ؟! إنها مغالطة مفضوحة ومكشوفة ومهما كذبوا وزيفوا ودلسوا وتمظهروا بالوطنية فإن ذلك لن يغير من قناعات الشعب تجاههم بأنهم للعمالة والخيانة والارتزاق عنوان ، وأنهم والحقارة والوضاعة والسقوط صنوان.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.