انصارالله حركة واسعة لكل اليمنيين والهاشمية الضيقة حركة كل الانتهازيين
من وحي انطباعات زيارة جبهة نجران ووحي خطاب السيد عبدالملك الحوثي (6)..
عبدالفتاح حيدرة
عرفنا حركة انصارالله وتعرفنا على انصارالله من خلال الكرامة في وعيهم والشرف في أخلاقهم والاستقلالية في مشروعهم، عرفناهم كحركة وطنية تحمل الهوية اليمنية ذات السيادة والاستقلال الوطني التام، عرفناهم ثواراً وأحراراً وكرماء ومتفهمين ومتقاربين ويمنيين..
اليوم هناك من يريدنا أن نعرف انصارالله والحوثيين بصورة أخرى وبشكل آخر ولهؤلاء نقول وبالفم المليان..
نحن لم نتعرف على انصارالله على أنهم جماعة منعزلة أو شلة محدودة أو سلطة هاشمية، ولم نتعرف عليهم على أنهم قوة سياسية وعسكرية ودينية ضيقة، ولم نتعرف عليهم على أنهم فاسدون ومنبطحون ومتآمرون وخائنو عهد وذمة، إلا من خلال تمثيلكم انتم لهم ومن خلال توغلكم انتم فيهم ومن خلال تصرفاتكم انتم وليس لانصارالله والحوثيين أي دخل بكم لا من قريب ولا من بعيد، وهناك أيضا من يستاء من نقدنا لهؤلاء النفر لأنهم يعتقدون مـُسلمين أنهم أولياء الله وان نسبهم الهاشمي أو قربهم العائلي أو نشاطهم السياسي أو تحركهم الثقافي والإعلامي والعسكري يغفر لهم كل الزلات والأخطاء والفساد وإنهم يعملون كل ذلك لحكمة أو لتخطيط لصالح الحركة ورجال الحركة..
نقول لهؤلاء المُـسلمين لهذا المنطق وهذا التفكير إن نقدنا هو نقد المحب، خوفا على انصارالله وليس خوفا منهم ..
يا أنصارالله انتم تعلمون وأنا اعلم والله يعلم ان الله قد اختاركم لخدمة سنن تغييره في الكون، وعندما يمكنكم الله في الأرض لأداء هذه المهمة فإنكم أصبحتم مسؤولين عن خدمة الله، وخدمة الله هنا مقرونة اقتراناً مباشراً بخدمة الناس وخدمة الناس مرتبطة ارتباطاً كلياً بحسن الأخلاق، وبالتالي تصبح منزلتكم عند الله هي منزلتكم عند الناس..
وانتم تعلمون وأنا اعلم والله يعلم ان أول مهمة لكم هي أن تجدوا الوسائل ليتعلم الناس أن يقولوا الحق ويقفوا مع الحق ، وليتعلم الناس قول الحق ويقفوا مع الحق يجب اولا أن يتعلموا سماعه ويشاركوا في الوقوف معه ، وليتعلم الناس سماع الحق والوقوف مع الحق يجب أن تمنحوهم الثقة ليؤمنوا به، وليؤمن الناس بالحق والعمل مع الحق يجب عليكم أولا أن تلتزموا بأخلاقيات وقيم ومشروع مهمتكم في نشر الوعي حوله..
أصدقائي انصارالله من يحبني ومن يكرهني أنا لست منكم، وهذا صحيح ولا يعيبني ذلك في شيء ولا يرفعكم عني في شيء وهذه مشيئة الله، وليست مشيئتي أنا ، ولكنني معكم في قول الحق والاستماع إليه والإيمان به والعمل به، أزعم أن الله قد هيأني وغيري للاستماع لكم ومنحني الطمأنينة للإيمان بوعيكم..
ليس للأمر هنا أي علاقة بالبحث عن وظيفة او منصب أو جاه أو مال، فإن كان الله قد خصكم بالوعي لقول الحق والوقوف مع الحق، فمن حقي الذي منحه الله لي أيضا أن أطالبكم بتعليمي كيفية الاستماع إليه والإيمان به، وليس هناك من وسيلة للاستماع للحق والعمل مع الحق أكثر من وعي المقاتلين في الجبهات ونقله للناس، ليكون كل اليمنيين مقاتلين وداعمين ومساندين للجبهات نصرة للحق وأهله..
أصدقائي في انصارالله فقط احمدوا الله على نعمة الوعي والقيم الذي منحكم الله اياها واشكروا الله على عدم ابتلائكم بما ابتلى به غيركم من قصور في الوعي والقيم والكرامة و الإيمان بهذا الوعي اللازم لتنجح سنن الله في تغيير الكون..
فإن جحدتم بنعم الله وتعاليتم وتقززتم ونفرتم من ابتلاء الله لنا بقصور ايماننا بوعيكم فسيبدل الله أناسا غيركم وسيحاسبنا على نية الامتثال للاستماع للحق ومساندته والسعي لقوله والبحث عن وعي يمكننا من الإيمان به..
أتمنى من الله أن يبعث من يوصل رسالتي هذه لقيادات انصار الله الثقافية وإذا أمكن للسيد عبدالملك الحوثي، لأنه لو كان هناك ثقافيون حقا في الحركة لما كنت محتاجا لكتابة هذه المقالة..