ثورة من رحم الشعب

 

أفراح الحمزي
لا تسمي ثورة ما لم تتحقق أهدافها ولا ثورة بدون تغيير في جذور النظام.والثورة تموت متى سيطرت عليها قوي سياسية أو إقليمية أو خارجية وما حصل لكل ثوراتنا، السادس والعشرون من سبتمبر لم تحقق كامل أهدافها بل تم الهيمنة عليها من دول إقليمية وتلبيس اليمن بلباس الجمهورية وفرض قيود وهيمنة عنصرية من جارة السوء على اليمن..
وما كان يجري من تحت الستار انكشف الآن في ثورتنا المجيدة التي قامت وجاءت لتصحيح المسار على ثورة الحادي عشر من فبراير وكانت تلك الثورة في بدايتها وحتى جمعة الكرامة فكانت آخر شعلة أطفأتها أيادي العمالة للخارج ودول الخليج وتسليم الثورة لقوى مهيمنة ولغايات سلطوية كانت في نفس تلك الأيادي العميلة وتم استغلال الشباب وسرقة الثورة إقليميا ودولياً..
فما كان من ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر إلا تصحيح لكل الثورات فكانت مخرجاتها من كبد ورحم الشعب وتفاعل معها كل مكونات الشعب قبائل وقوي سياسية وبداية تحقيق أهدافها في تغيير جذور التسلط وطرد مكامن العمالة السابقة واجتثاث الفساد الذي كان متجسداً في كل المجالات وفي كل الأجهزة العسكرية والسياسية والإدارية وحتى الإقليمية وكذلك فضح الأيادي الخفية التي كانت تتلاعب في أجهزة الدولة وتساهم بخلق العناصر الإرهابية وإشعال الحروب المذهبية والطائفية بين فئات المجتمع اليمني وحتى خلق النزاع بين المكونات السياسية والفوضى وإخلال الأمن..
ثورتنا ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر جاءت بمقام السيف الذي ضرب كل أساطين الفساد وكل الأيادي الخفية وحتى كشفت كل أقنعة العمالة والخيانة المحلية في الداخل والخارج..
فثورة الواحد والعشرين كانت ومازالت أم الثورات وجاءت لتصحيح كل مسار الثورات اليمنية ووضع الضوء الأخضر لمن يحاول أن يعتدي على شريعة الشعب ونبذ كل تدخل إقليمي أو خارجي..
إن شأن القرار والمصير للشعب اليمني هو سياسة داخلية لا يجوز التدخل في شؤون الدولة.. ففي الثورة السابقة أي السادس والعشرون من سبتمبر سيطرت عليها القوى الإقليمية وطوعتها لمكونات سياسية وأسرة حاكمة وكما هو معروف على توالي أسرة بيت الأحمر في تداولهم في أجهزة الدولة و في اكبر وأعظم مؤسسات الدولة ناهيك عن تولي الحكم من نفس الأسرة بعد اغتيال الرئيس الأسبق لليمن الحمدي ومنها فرض هيمنة تلك الأسرة على أهم مفاصل الدولة تحت غطاء وحصانة إقليمية..
فالاستحواذ على مؤسسات الدولة والسلطة فيها وحتى أجهزة عسكرية وتحاصص وتقاسم اليمن بين تلك الأسرة ، ومن يخالف تلك العناصر يتم نفخ لأدوات أمريكا وصناعتها الإرهابية في اليمن بالضرب على الأزرار بأمر أسيادهم من الرياض والبيت الأبيض ومنها كانت نتائج ذلك زيادة الخلاف والصراع بين الأسرة قاموها انقلاب على ذلك اللباس الذي يدعى جمهورية بمسمى وليس بفعل وخير دليل ما جرى في الربيع العبري وظل اليمن ضمن وتحت البند السابع وتدخل أمريكا في انتهاك السيادة الوطنية بوجود طوائرهم بدون طيار وكذلك مناداة العمالة بهيكلة الجيش لفتح الأجواء لعملية الاستعمار والاستحلال الفعلي..
فلم تكن الحكومة ولها خيار غير الصمت وحتى قرار سيادتها لم تكن من شؤون الدولة نفسها بل من خلف الستار فكان الولاء الأكبر للرياض والبيت الأبيض وهي من تتحكم في قرارها وسيادتها وما حصل في ثورتنا العظيمة من كسر تلك القيود وفرض قرار الشعب ورفض الانتهاكات التي تحلق في أجواء وسماء اليمن بطائرات بدون طيار وبدأ الشعب حملته المليونية لرفض تواجد أمريكا في الأراضي اليمنية ورفض أي تدخل إقليمي أو دولي سياسي أو اقتصادي أو غيره من خارج الوطن ووضع الضوء الأحمر أمام أي تدخل ومن له خيار في اختيار من يحكم اليمن فهذا شأن الشعب وحده لا تدخل سعودي أو دولي ولا حتى قوى سياسية لها أي صلاحيتها في تلويح بورقة المبادرة بدون خيار الشعب ولن يكون تطبع لباس وقيود من جديد فكان تحقيق أول هدف لثورتنا وهي تغيير بنود الفساد ونبذ العمالة الخارجية والداخلية وترحيلهم إلى أسيادهم هناك في الرياض ومازالت بنود الثورة جارياً سريانها في تحقيق أهدافها بداية في تحرر من تلك الهيمنة وتحرر اليمن والوقوف في وجه العدوان ومن كانت لهم مصالح من استمرار اليمن في صراع وحروب ونزاع داخلي..
فاحتفالنا الثالث بثورة الواحد والعشرين من سبتمبر تعتبر في نضجها وفي تحقيق كامل أهدافها وهي التحرر من هيمنة إقليمية ودولة واستقلال اليمن في قراره السياسي فالشعب اليمني عرف في خلال هذه الثلاث سنوات ما كان عليه من استبداد وظلم وجور على مستوى العالم عامة وعلى مستوى اليمن خاصة فحان له الآن التحرر من أي تدخل خارجي إقليمي أو دولي ورفض الوصاية بأي شكل من الأشكال وبأي نوع كانت فاليمن لها سيادة وطنية ولها شعب ولها الحق في تقرير مصير شعبها بعيداً عن أي أيادٍ عابثة ولابد أن يرفرف علم اليمن عالياً بين الشعوب الحرة ويعلم العالم أن اليمن دولة ذات سيادة وطنية وشعب يستحق كل الاحترام والإجلال وما يقدموه من تضحيات أذهلت العالم بأجمع ووقوفهم أمام أعظم إمبراطورية الدمار ومقاومتهم وصمودهم وصبرهم لابد أن تتزين بها خطوط وأقلام وصفحات التاريخ وترسم لليمن الحرية والعزة بين العالم وما ينقشه دماء شعبه من رسم خارطة الطريق للمنطقة خير دليل على عزة وكرامة هذا الشعب الذي يأبى الظلم والاستبداد والهيمنة ويفتح ذراعية لكل سلم وسلام في المنطقة وببنود الاحترام المتبادل بين الدول..
فالأيام سوف تكشف للعالم حقيقة شعب الحكمة والأيمان ونيته في التعايش بسلام وقناعة انه شعب لا يرضى بأي هيمنة ولا عمالة ولا وصايا عاشت اليمن حرة أبية ودائما النصر لمن دفع ثمن الحرية دماء وتضحيات أوطانها وتمسك بكل القيم والأخلاق والكرامة والعزة.
​“ ثورة الـ 21 من سبتمبر هي أم الثورات للشعب اليمني الذي هب لينقذ نفسه “

قد يعجبك ايضا