قراءة في المشهد السياسي قبيل قيام ثورة 21 سبتمبر

> كيف تم تجاور القضايا الشائكة والانتصار للثورة؟

استطلاع/ أحمد حسن أحمد
ما ان تنفست ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الصعداء حتى تكالبت عليها كل قوى الشر والعدوان لمحاولة إخماد زخمها الثوري والشعبي وكبت نورها الذي اضاء لليمنيين طريق رفض الهيمنة والوصاية الخارجية واستخدموا أبشع الوسائل لمحاربتها ابتداء بالعدوان العسكري الغاشم الذي ضم تحالف دول بأكملها وانتهاءً بتشويه هذا الثورة بكل الطرق القذرة وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على حجم الخسارة التي تكبدوها بخروج اليمن من تحت أيديهم لما كانوا يحملونه من مشاريع استعمارية لاحتلالها ونهب ثرواتها.
سياسيون يتحدثون لـ “الثورة عن ابرز الأحداث السياسية التي سبقت ورافقت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ,,,
البداية كانت مع الشيخ / مبارك المشن – عضو المجلس السياسي الأعلى الذي تحدث عن ابرز المراحل السياسية التي رافقت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر حيث قال : ” في 21 سبتمبر خرج الشعب في ثورة عارمة تجتاح الطغاة والظالمين والفاسدين ورفع الشعب شعارات ومطالب واضحة أبرزها إسقاط الجرعة التي زادت من أوجاع المواطنين وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي شاركت فيه كل القوى والأطراف السياسية، وفي اليوم التالي، وقع الفرقاء السياسيون في اليمن، على اتفاق السلم والشراكة، وهو اتفاق تم برعاية الأمم المتحدة في دار الرئاسة اليمنية في 22 سبتمبر 2014م، والذي قام على أساس نتائج “الحوار الوطني ونص الاتفاق على أن يجري الرئيس الفار عبدربه هادي منصور محادثات سعيا وراء تشكيل حكومة كفاءات تضم جميع ألوان الطيف السياسي اليمني في غضون شهر من توقيع الاتفاق بالإضافة إلى تعيين مستشارين للرئاسة من أنصار الله والحراك الجنوبي مع استمرار حكومة محمد سالم التي استقالت ثم كُلفت بتصريف الأعمال في البلاد وكان أنصار الله على مدار فترة وجودهم في صنعاء الى جانب الشعب الثائر يدعمون شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وكان وجودهم في صنعاء ما هو إلا للمطالبة بتنفيذ نتائج اتفاق السلم والشراكة الذي وقعوا عليه وعندما قام هادي بتحريك تنظيم القاعدة ودواعش الإصلاح لمواجهة أبناء هذا الشعب الثائر تحت مبرر انقلاب الحوثيين على السلطة اضطرت المكونات السياسية وعلى رأسها أنصار الله الى عزل هادي وتشكيل لجان شعبية وثورية لمواجهة هذه التحديات وممارسة الضغط السياسي لتنفيذ بنود الاتفاق وبعدها تمكن هادي من الفرار الى محافظة عدن وكان الهدف الرئيسي للثوار في هذه المرحلة التواجد في صنعاء للدفاع عن البلاد ضد هيمنة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى التصدي لبعض القبائل التي يرى محللون أنها داعمة للإخوان وبالفعل أخضعت الثورة تلك القبائل، ما اضطر تلك القبائل إلى تغيير ولائها والتحالف مع أنصار الله والتخلي عن التحالف مع اللواء على محسن الأحمر وجنوده وكانت هناك قبل فرار هادي جلسات ثلاثية تعقد بشكل يومي بين هادي ومدير مكتبه احمد بن مبارك ومستشاره صالح الصماد مما يؤكد ان لا نية مبيتة بالانقلاب كما يزعم المرتزقة والعملاء وفي السادس من فبراير أصدرت الثورة إعلانا دستوريا نص على عزل الرئيس هادي، وتعطيل الدستور، وتشكيل المجلس الثوري، أو الرئاسي ولجأ الرئيس هادي إلى عدن جنوبي البلاد وأكد شرعيته وأحقيته في الحكم من مسقط رأسه في الجنوب وفور وصول هادي الى عدن قام باستخدام ورقة المتطرفين السنة في تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة داعش وتنفيذ هجمات إرهابية أعلن التنظيم مسؤوليته عنها على مسجدين في صنعاء في 20 مارس ، ما أسفر عن استشهاد 142 شخصا يومها دعا قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي الى التعبئة العامة والتوجه الى عدن لمحاربة هذا الإرهاب الذي يستهدف كل اليمنيين ويبقى الحدث السياسي الأبرز ما قبل ثورة 21 سبتمبر يوم ان اليمن كانت مجرد ملحق أو حديقة خلفية لبعض الدول الإقليمية التي توفر هي الأخرى الأرضية المناسبة للتدخلات الأمريكية في الشؤون اليمنية ..
والذي اتضح لاحقا ان الأمريكان كانوا يبحثون عن حضور عسكري وامني وسياسي في اليمن أقوى من ذي قبل وهذا لا يتأتى من دون مفهوم الفوضى الخلاقة التي وفرها لهم صراع النظام المنقسم على نفسه فصار السفير الأمريكي هو الحاكم الحقيقي في صنعاء وطائرات أمريكا تجوب سماء اليمن طولا وعرضا تقتل من تشاء متى تشاء بمزاعم ملاحقة القاعدة وشرعت في إنشاء قواعد عسكرية في بعض المحافظات الجنوبية كما حولت منطقة شيراتون التي تتواجد فيها السفارة الأمريكية بصنعاء الى ما يشبه القاعدة العسكرية واستقدمت المزيد من جنود المارينز بمزاعم حماية السفارة ..
في ظل نظام المبادرة الخليجية وحكومة الوفاق أو ما يسمى بسلطة التقاسم والمحاصصة والتي استمرت زهاء ثلاثة أعوام (تشكلت في نهاية 2011م واستمرت حتى 21 من سبتمبر 2014م ) تدهورت كل مجالات الحياة في اليمن وبدت الأمور كأنها (تركبت بهذه الطريقة ) من أجل الذهاب نحو الأسوأ وليس العكس وبدت اليمن وكأنها تتجه نحو السيناريو الليبي أو الصومالي .
الاغتيالات كانت تطال في ظل حكومة المبادرة الخليجية بشكل شبه يومي الكفاءات والشخصيات الوطنية لاسيما في المجال العسكري والأمني .
زيادة الأسعار وتراجع مستوى الحياة المعيشية للغالبية من المواطنين والعودة الى سياسة إقرار الجرع السعرية المفروضة من قبل البنك الدولي بنسب مرتفعة وجائرة بل وقاتلة للقطاعات الفقيرة ومتوسطة الدخل يترافق ذلك مع اختلاق وافتعال المزيد من الأزمات المعيشية والاقتصادية والخدماتية مثل غياب وضرب الكهرباء واعدام أو إخفاء المشتقات النفطية في سياق سياسة عقابية مدروسة هدفها كسر إرادة الرفض للفساد والتي تمثلت في المسيرات الثورية السلمية التي استمرت في عدد من المحافظات منذ العام 2011م حتى انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014م .
في ظل حكومة المحاصصة والمبادرة الخليجية تزايد حجم الفساد الذي أصبح مؤسسيا يلتهم كل مقدرات البلد .
تقاسم المناصب بدءا بالوظائف الكبيرة نزولا الى المستوى الأدنى بين الشركاء الفاسدين وتغييب الشعب وهمومه بشكل كامل .
توسع تنظيم القاعدة حتى أصبح يسيطر على بعض المحافظات وكان العجز الحكومي أو التظاهر بالعجز هو سيد الموقف.
فتح السيادة اليمنية لكل اشكال التدخلات الخارجية حتى أصبح اليمني غريبا في وطنه مقابل الحرية التامة لأجهزة المخابرات العابرة للحدود لتعمل وترتكب في اليمن بحق المواطنين اليمنيين ما تشاء ومتى تشاء .
وختاما تم برعاية قوى النفوذ وحكومة المبادرة الخليجية الالتفاف على مؤتمر الحوار الوطني وتجميد مقررات التي نصت على إقامة حكومة شراكة وطنية ومعالجة قضيتي الجنوب وصعدة.
كل تلك السياسات التآمرية المدروسة والمنظمة انفجرت في وجه نظام المبادرة الخليجية والسفراء الأجانب في الرابع من شهر أغسطس 2014م حين دعا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أبناء الشعب اليمني الى الخروج الثوري الواسع في مختلف المحافظات لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هي إسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني .
وبنجاح ثورة 21 سبتمبر وسقوط قوى النفوذ التي كانت مسيطرة على المشهد السياسي والميداني تحقق لليمن وشعب اليمن المنجزات التالية :
أولا إسقاط مشروع التفتيت والتدمير والتمزيق أو ما يسمى بالفوضى الخلاقة التي للأسف جاءت محمولة على ثورة الشباب التي اندلعت في 11 فبراير 2011م واتضح لاحقا ان الخارج عبر ركوبه موجة هذه الثورة كان عازماً على تقسيم اليمن الى عدة أجزاء بوسائل عديدة أبرزها :
تغذية الكراهية واستحضار الورقة المذهبية والطائفية والحديث عن سنة وشعية في محاولة لنقل المشهد العراقي الى اليمن.
اعتماد الستة أقاليم بشكل غير شرعي ومحاولة الصاقها بالحوار الوطني وهي معروفة انها مقترح أمريكي سعودي سيتطور لاحقا بعد افتعال فتن وحروب ومشاكل الى دويلات بأسس جهوية ومذهبية تضمن استمرارية الصراع وتغذيته.
هيكلة الجيش والتي كانت تعني اضعافه بطريقتين الأولى عبر استبعاد كل العناصر الوطنية واستبدالهم بعناصر طائفية وعنصرية أو قريبة من السفارات بالإضافة الى بروز عامل الاستهداف المنظم للجيش من قبل ما يسمى تنظيم القاعدة بطريقة مريبة فهم منها الشارع اليمني انها منظمة ومدروسة هدفها تدمير معنويات الجيش وتصفيته وافقاده الثقة في نفسه وبالتالي ثقة الشعب فيه بمقابل إفساح المجال أمام القاعدة وتضخيمها وإظهار قوتها وبشاعتها تمهيدا بكل تأكيد لإفساح المجال أمامها للقيام بذات الدور الذي تمارسه في سوريا والعراق وليبيا .
أيضا أمريكا كانت تنظر لليمن من زاوية أخرى تنظر إليه كبلد ذي كثافة سكانية يمكن تحويله عبر الاستثمار المدروس في الفقر والجهل وتحويل اليمن الى خزان بشري لإنتاج واستيراد وتصدير العناصر المتطرفة فعمد الخارج الى الضغط على نظام صنعاء لإنزال أقسى جرعة سعرية عرفتها اليمن كان من شأنها ان تحول غالبية اليمنيين الى ما تحت خط الفقر ” .
ثورة خالدة
وبدوره تحدث لـ” الثورة” الأستاذ / أحمد جريب – محافظ محافظة لحج – رئيس المجلس المحلي – عن المتغيرات السياسية التي سبقت ثورة 21 سبتمبر قائلا:
“يطل علينا للعام الثالث على التوالي شهر سبتمبر الأغر حاملاً بين جنباته مناسبة عزيزة عظيم هي ثورة الـ 21 من سبتمبر فثورة الـ 21 من سبتمبر ضد الظلم والطغيان ضد الفساد والمحسوبية والعمالة والارتزاق والارتهان للخارج خرجنا كشعب الى الشوارع نقول لا للفساد ولا للظلم ولا لشرعنة الإرهاب ولا للخنوع والذل والهوان والصغار أمام الخارج ..
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الخالدة حري بنا ونحن نحيي ذكراها الثالثة أن نستلهم منها معاني الوفاء والتضحية للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن ولكي ينعم أبناؤه بالحرية والاستقلال عن التبعية لقوى الاستكبار والظلم والطغيان الإقليمي والدولي وللتخلص من رموز الانبطاح والعمالة والارتزاق الذين لفظهم الشعب دون رجعة.
مر ثلاثة أعوام منذ أن طوى الشعب آخر أوراق المفسدين والمتنفذين والمرتزقة وعملاء الداخل وجنرالات الحرب ومشائخ الدفع المسبق للعدوان السعودي مر ثلاثة أعوام منذ أن قرر الشعب ان يعيش بكرامة ويعيش بعزة ويعيش مثل بقية شعوب العالم بعيدا عن الإذلال والتبعية لمرتزقة الداخل ووحوش الخارج، الآن وبعد العام الثالث مرّا على اليمن بكل أحداثها ومآسيها بفعل مرتزقة الداخل وأعداء الخارج ليس لنا إلا أن نتذكر أهداف ثورة الـ21 من سبتمبر المستمرة ونتذكر التضحيات والأحلام التي انطلق الشعب من اجل تحقيقها ومن هذه النقطة على الجميع أن ينطلق نحو فضاءات التسامح وان ينسوا جراحهم وان يتحدوا ضد العدو الخارجي وبعدها يتجهوا نحو بناء الوطن وتزامناً مع حلول الذكرى الثالثة لهذه الثورة المباركة نقول لآل سعود ودواعشهم ومرتزقتهم:
إننا اخترنا طريقنا لنعيش أحراراً كراما ولن تثنينا طائراتكم عن المضي قدما نحو تحرير كامل اليمن أرضا وإنسانا من تحت عباءة العمالة التابعة لكم وسنطهرها من فكركم المريض ليعود اليمن سعيداً كما كان قبل أن يعرفكم الوجود بآلاف السنين ورغم الصعوبات والتحديات الماثلة أمامنا إلا أن الوطن ومعه أبناءه الشرفاء ماضون في استلهام الانتصارات من ثورته المباركة في كل المنعطفات التاريخية التي مرت بها وهي أخطار حقيقية لا تقل عما تعيشه اليمن في وقتنا الراهن وكلها ستبوء بالفشل كما باءت كل المحاولات السابقة ” فالثورة مستمرة” والوطن باقٍ وكل المشاريع الهدامة هي إلى زوال ونحن نحتفل بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً أوجه رسالة لجميع الفرقاء بأن عليهم الانتصار لوطنهم ولشعبهم وترك خلافاتهم جانباً وان يعرفوا أن الشقيق وقت الضيق بينما العدو ليس له أخلاق ولا دين ولا حياة مهما طال الزمن أو قصر وأقول لكل الشعب اليمني وبكل فئاته وطوائفه مبارك عليكم ثورتكم المجيدة متمنيا لبلدي وأبناء وطني مزيدا من الأمن والسلام والكرامة والعزة، وختاماً ونحن نعيش هذه المناسبات المجيدة يطيب لي باسمي شخصياً وباسم كافة أبناء محافظة لحج الشامخة المناضلة أن نرفع اسمى آيات التهاني والتبريكات الى قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي والى كافة الشرفاء في شعبنا اليمني العظيم متمنين ليمننا الانتصار والشموخ.. وكل عام والجميع في عزة وخير “.
وضع سياسي ممتلئ بالفساد
الدكتور / أمين الغيش – – أستاذ النظم السياسية المساعد جامعة صنعاء – كلية الشريعة والقانون هو الآخر تحدث قائلا :
” لو استشعرنا للمراحل السياسية التي مرت بها الثورة لابد ان نرجع قليلا الى الوراء، فثورة 11 فبراير هي محطة أساسية لثورة 21 سبتمبر وجاءت بعدها تتابعا حكومة المبادرة ومؤتمر الحوار الوطني ففي حكومة المبادرة كان هناك فساد شديد ومهول ويمكن القول اننا لاول مرة في تاريخ اليمن نكون امام حكومة فاسدة من الرأس الى أخمص القدم وبالأرقام ليس للتجني على احد ففي نهاية العام 2011م كانت موازنة الحكومة السابقة برئاسة مجور 7 مليارات دولار في السنة اما حكومة باسندوة التي يطلق عليها حكومة المبادرة فكانت ميزانتيها اربعة عشر مليار دولار وكان الوضع بالنسبة للمواطن اليمني لم يتغير وقد وعد القائمون على تلك الحكومة ان ترتفع المرتبات الى ثلاثمائة الف ريال ولكن للأسف هدد الفار هادي بأن الحكومة غير قادرة على دفع المرتبات أضف الى ذلك الفساد الآخر المتمثل بالجرعة وبيع الغاز الذي وصل في حكومة المبادرة الى واحد وعشرين ملياراً وثمانمائة مليون دولار خلال ثلاث سنوات ولكن سعر الغاز لم ينخفض ليكتشف الناس ان هذه الحكومة هي جزء من النظام السابق ولم تتحصل الحكومة حينها إلا على مبلغ مليارين وسبعمائة مليون دولار وكانت الحكومة تعمل لصالح الشركات النفطية الفرنسية ذلك الفساد كان من ابرز المقدمات الأساسية لثورة 21 سبتمبر وخلاصة القول ان الثورة والحمد لله حققت انجازات مثلها مثل ثورة 26 سبتمبر و14 اكتوبر و30 نوفمبر و22 مايو ويكفي هذه الثورة القضاء على الوصاية الخارجية على اليمن فالسفارات الأمريكية والفرنسية والسعودية والبريطانية هي من كانت تحكم اليمن وخصوصا حكومة المبادرة فكان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر يسمي السفير الأمريكي شيخ مشائخ اليمن لكثرة تدخله في الشؤون الداخلية اليمنية وكان يفتتح المشاريع ويحضر اجتماعات لا علاقة له بها وبفضل الثورة تم القضاء على هذه المعضلة فلم يكن امام السعودية ومن خلفها أمريكا إلا ان تتدخل مباشرة بعدّها وعتادها وشن عدوان همجي على اليمن استمر ثلاثة أعوام لكن اليمنيين اثبتوا قوتهم في الصمود والتحدي ومواجهة العدوان بالمثل “.
حوار وشراكة ثم تنصل
اما الخبير والمحلل السياسي المعروف / نبيل الجنيد- مركز الدراسات الاقليمية فقال:
” سبقت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة مراحل ومنعطفات سياسية هامة وحساسة كانت كفيلة بتغيير المسار السياسي في اليمن والمنطقة بشكل عام ولعل بدايتها هي ثورة 11 فبراير التي كسرت حاجز الخوف والصمت وعرف الشعب طريق الخروج الى الشارع وتغيير الباطل والقدرة الى التحكم في مصيره ومستقبله وكان ابرز المكاسب السياسية لهذه الثورة هو مؤتمر الحوار الوطني الذي جمع كل الأطراف والقوى والمكونات السياسية على طاولة حوار واحدة ثم مناقشة كل القضايا العالقة والمظلومية التي تعرضت لها كل من محافظة صعدة والجنوب وكان الاتفاق على حل هذه القضايا الشائكة كفيلاً بالخروج بالبلاد من هذا المأزق وإرساء مبدأ التعايش السلمي في كل ربوع الوطن ولكن للأسف قامت بعض الإطراف المأجورة التي لا تتمنى لليمن الخير وللمواطنين الأمان بالتنصل عن تنفيذ مخرجات الحوار وما هم موكلون به وقاموا بعرقلة تنفيذ هذه المخرجات مرة تلو أخرى وذلك لمصالح ضيقة وانانية كانت تفرض عليهم مشروع الوصاية الخارجية وتكرر هذا التنصل أيضا عند اتفاق السلم والشراكة الذي جمع أيضا كل القوى السياسية وعرض عليهم كيفية الخروج بالبلاد الى بر الأمان وهنا كان للثورة دور في إدارة شؤون البلاد وتحمل المسؤولية الوطنية والدينية التي تخلى عنها كثير من السياسيين المرتهنين للخارج فكان لزاما تشكيل اللجان الثورية والشعبية للحفاظ على البلاد وإدارة شؤونه والدفاع عنه وبسط القبضة الأمنية على أراضيه ثم عاد المتنصلون الى انتقاد هذه الإدارة واتخذوا هذا الأمر مبررا لانضمامهم فيما بعد الى العدوان وارتمائهم في أحضانه كاشفين عن الوجه الحقيقي لعمالتهم وارتزاقهم الرخيص الذي مارسوه ولا يزالون يمارسونه بكل بجاحة وهاهي اليوم ثورة الشعب، ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر قد قطعت الطريق على هؤلاء وحرمتهم من تنفيذ مخطط أسيادهم لفرض الوصاية على هذه البلاد ونهب ثرواتها “

قد يعجبك ايضا