صباح الثورة ..
أحمد يحيى الديلمي
في مثل هذا اليوم السبتمبري والصباح المتألق اكتملت معالم ثورة شعبية نقية متحررة من أغلال الطائفية والمذهبية والانتماءات الضيقة وتحررت البلاد من الوصاية والتبعية المهينة عندما علت رايات الحق وخفقت القلوب المكلومة والنفوس المظلومة بالفرح والأمل ، الكل يتطلع إلى الغد الأفضل المشرق بالانتماء الصادق للوطن والتحرر من كل أنواع الظلم .
في ذلك الصباح الجميل عاد المشهد الكربلائي بقدسية إيمانه إلى الواجهة ، هذه الحقيقة تتجسد اليوم إذ يتزامن الاحتفاء بالذكرى الثالثة للثورة مع اقتراب إحياء مأساة كربلاء ، هذا التزامن لا شك أن له دلالاته الكبيرة التي تؤكد على التوافق بين الثورتين ، فكما كانت ثورة كربلاء ضرورة حتمية اقتضاها الخالق سبحانه وتعالى لتشكل صعقة كهربائية أعادت للإسلام رونقه وبهاءه وأعطت للظلمة والمفسدين درساً قوياً أوقفهم عن التمادي في الانحدار بمنهج العقيدة إلى مهاوي الضلال والزيف .
بالمقابل جاءت ثورة 21سبتمبر 2014م ضرورة حتمية لتعيد لثورة 26سبتمبر الرونق والبهاء وتضمد الجروح والشروخ العميقة في جسد الوطن ، بعد أن تغلبت إرادة الاستقطاب والهيمنة الخارجية واستفحل الظلم والجور واتسع الصمت المهين والمُخزي على تدخل آل سعود في كل صغيرة وكبيرة تخص الوطن ، وكانت المأساة أن هذا المتحكم في شؤون البلاد اضطر في وقت لاحق إلى أن يتنازل عن هذا المقام الرفيع ليتحول إلى مجرد وصيف للسفير الأمريكي الذي أصبح الحاكم بأمره ، وحول الدنبوع الرئيس المفترض بحسب تمثيلية الانتخابات المفبركة إلى دمية يترجم الخطط والبرامج التدميرية لليمن المعدة سلفاً ، أي أن ثورة 26سبتمبر فقدت قوة الإرادة ومستوى الفعل المستقل في الواقع الاجتماعي وخضعت للوصاية المقيتة للأعداء ، فجاءت ثورة 21 سبتمبر لتعيد لهذه الثورة شبابها وبعدها الوطني ومعها تصاعد رذاذ الأمل في طيات النفوس المكلومة ، وبدأت الثورة تجسد الإرادة الجماهيرية اليمنية بعد أن أعادت للروح ألقه وللشرايين الدماء التي نزفت منها ، وهنا يكمن التوافق بين ثورتي كربلاء و21سبتمبر.
ما ميز ثورة 21سبتمبر أنها انطلقت من قاعدة شعبية عريضة وحظيت بالتفاف جماهيري واسع ، ولا يزال ذلك الزخم يتعاظم اليوم أكثر من أي وقت مضى ويلعب دوراً هاماً في رفد جبهات القتال بالرجال والسلاح والمال ليشد أزر المجاهدين في جبهات الكرامة والتحدي والصمود ، وهذا هو العنوان الأبرز الذي يجب أن يتصدر الاحتفاء بثورتي سبتمبر الـ21 والـ26 لكي تكتمل مقومات النصر المبين إن شاء الله ، ويتمكن شعبنا اليمني العظيم من دحر الغزاة والمحتلين الجدد الذين جاءوا لتدنيس تراب اليمن بأقدامهم القذرة .
الرحمة لشهداء الثورة اليمنية بامتداداتها الزمانية والمكانية .. والنصر المؤزر للأبطال رجال الرجال المدافعين عن حياض الوطن اليمني العظيم .. والخزي والعار لكل المرجفين والخونة والمرتزقة والعملاء أصحاب الضمائر الناقصة ..
ومن نصر إلى نصر إن شاء الله .. ولتتجدد هذه الصباحات الجميلة التي تعيد للوطن اليمني عزته وكرامته ..