دمت يا سبتمبر التحرير

عبدالفتاح البنوس
في مثل هذا اليوم من سبتمبر من العام 2014م كان الثوار الأحرار يعيدون الوهج لثورة الـ26من سبتمبر ، بثورة جديدة ، جاءت مجسدة لتطلعات ومطالب أبناء الشعب اليمني الذين خرجوا للمطالبة بإسقاط الجرعة ومحاربة الفساد وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، هذه المطالب التي رفعها الثوار لم تكن من أجل الاستغلال السياسي ولا من باب المكايدة وتصفية الحسابات ، بل كانت مجسدة لرغبات وتطلعات الشارع اليمني ، حيث نجح الثوار في إسقاط إمبراطورية النهب والفساد والاستغلال التي استغلت نفوذها في السلطة ، لتنصب من نفسها الوصية على اليمن واليمنيين بزعامة جنرال الحروب الخائن علي محسن الأحمر ومعه مافيا الاستغلال والتسلط التابعة لأولاد الأحمر ، ذلكم الإخطبوط الذي أحكم قبضته على كافة موارد البلاد وجعل من المال العام فيدا لهم وتحولوا إلى أصحاب رؤوس أموال ، وباتوا يمتلكون المشاريع الاستثمارية في الكثير من البلدان الشقيقة والصديقة علاوة على استثماراتهم الداخلية والتي قال حميد الأحمر بأنه جمعها من صندقة صغيرة .
ثراء فاحش ، وممتلكات لا حصر لها ولا عدد ، في كل المحافظات لهم نصيب الأسد من الأراضي والاستثمارات ، حتى بات علي محسن يعرف بملك التباب والأراضي ، تقاسموا الثروات ونهبوا وعاثوا في الوطن الفساد ، دون أن يكون لهم أي رادع يوقفهم عند حدهم ، كرسوا الطبقية وفرضوا الفوارق ، وحازوا على كل الامتيازات التي قامت ثورة الـ26من سبتمبر للقضاء عليها ، طحنتنا الأزمات الواحدة تلو الأخرى وكانوا هم المستفيد من أوجاعنا والرابح من أزماتنا ، وتحولت الجمهورية في عهدهم إلى جمهو ملكية ، وصار علي محسن حاكم مذبح هو الآمر الناهي ، صار له نصيب في التعيينات والحقائب الوزارية والسفراء والقادة العسكريين وكذلك أولاد الأحمر ضاربين بالنظام والقانون عرض الحائط ، وزاد كبرهم وغرورهم وتسلطهم وفسادهم عقب أحداث الربيع العبري عقب نشوتهم التي أعقبت توقيع الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح على تسليم السلطة للدنبوع هادي وما أعقب ذلك من مسرحية هزلية تحت مسمى انتخابات رئاسية كان الدنبوع المرشح الوحيد فيها وكنت أنا الحقير إلى كاتب السطور من ضحك عليه وصدق بأن انتخاب الدنبوع سيجنب البلاد الويلات والمصائب والحروب وإذا بانتخابه يغدو أكبر المصائب والنكبات التي أوصلت البلاد إلى هذه الحالة .
تسلط قوى الفساد والاستغلال أوصلهم إلى الحد الذي كانوا يفكروا فيه بالذهاب خلف مقترح حل حزب المؤتمر والذي قيل بأن توكل كرمان وحميد الأحمر كانا من تقدما به ، كل ذلك تبخر في الهواء صبيحة 21سبتمبر 2014م عندما تمكن الثوار من دحر علي محسن وأولاد الأحمر ، لتبدأ مرحلة إعادة الحقوق المنهوبة والمغتصبة لأهلها ، من كان يصدق بأن هناك قوة في الداخل اليمني قادرة على إزاحة علي محسن من منصبه فقط ، فما بالكم بإسقاط مملكته وإنهاء سنوات تسلطه على رقاب وثروات اليمنيين ؟! فشاءت إرادة الله أن يشرد علي محسن وأولاد الأحمر على يد الثوار الأحرار ، ليذوقوا ما أذاقوا به الكثير من البسطاء والمستضعفين الذي نهبوا ممتلكاتهم وشردوهم من بيوتهم .
بالمختصر المفيد، اليوم ونحن نحتفل بهذه الثورة المباركة ، نجدد التأكيد على إستمراية الوهج الثوري السبتمبري حتى تتحقق كامل أهداف ثورة الـ 26من سبتمبر ويلمسها كل مواطن على أرض الواقع ، وعلى الجميع بأن يعوا ويدركوا بأن الثورات والحركات التحررية ملك للشعب اليمني قاطبة وليست ملكا للأحزاب أو الجماعات والأفراد ، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن من سعوا وما يزالون للنيل من ثورة 21سبتمبر والإساءة إليها وتحميلها تبعات الأزمات والنكبات التي خلفها العدوان على بلادنا ، ويحاولون جر أنصارها للهجوم على ثورة 26سبتمبر ، لم ولن يفلحوا ولن يحصدوا غير الفشل ووجع القلب ، فالشعب الذي أسقط مؤامرات ومخططات 18دولة بإذن الله وتأييده ، قادر على إحباط ما دونها من مؤامرات ومخططات بعون اللهوتوفيقه وسيظل الوهج السبتمبري في أوج ألقه وفي قمة عنفوانه ، وسيظل شهر سبتمبر ، ملهم الثوار وقاهر الطغاة والمستبدين والمستكبرين من يومنا هذا إلى يوم الدين .
الخلود والرحمة للشهداء ، الشفاء للجرحى ، الحرية للأسرى ،
النصر لليمن واليمنيين ودمت يا سبتمبر التحرير .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله

 

قد يعجبك ايضا