فصول الانقلاب الناعم يقترب من الحلقة الأخيرة:
تقترب فصول الانقلاب الناعم في السعودية من الحلقة الأخير. مصادر عدّة تشير إلى أن الموعد الأقرب لحفل التنصيب هو اليوم الوطني في 23 سبتمبر الجاري.
“محمد بن سلمان” ملكاً على حياة أبيه عبارة باتت تتردّد أصداؤها في الأبواق الإعلاميّة السعوديّة غير الرسمية، بانتظار أوامر ملكية مفاجئة تفضي إلى تغيير المشهد السياسي، قرارات ستذكّرنا بعزل بن نايف، وقبله الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود.
المرحلة المقبلة هي الأدق في تاريخ المملكة منذ التأسيس في ثلاثينيات القرن الماضي حيث ستنتقل المملكة إلى أحفاد عبد العزيز، وبالتالي دخول البلاد في مرحلة المؤسس الثاني، العبارة التي ستلقى أصداءها قريباً، ما يعني التأسيس للمملكة العربيّة السلمانيّة باطناً وإن بقي الأمر على حاله، أي المملكة العربيّة السعوديّة.
كثيرة هي الخطوات التي تشير إلى تغيير لـ”خريطة” الأسرة بالسعودية، بدءاً مما أعلنته ركة Eurasia Group الأمريكية أن الملك السعودي، سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قد يتخلى عن السلطة لصالح ابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود خلال الأسابيع القليلة المقبلة من أجل “منع الخلاف بين أفراد الأسرة الحاكمة”، مروراً بما كشفه المغرد السعودي الشهير “مجتهد” حول مفاجأة من العيار الثقيل حول ولاية العهد السعودي:” ابن سلمان أكمل الترتيبات لتنازل والده له ومفاجأة في ولاية العهد الإعلان يفترض اليوم أو غدا”، وليس انتهاءً بإغلاق البورصة السعودية تداولاتها أمس الأول على ارتفاع وسط شائعات بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ربما يتولى عرش المملكة قريبا.
إشارات أُخرى تعزّز هذا الكلام تتمثّل في محاولات أمريكية لخلط الأوراق على الأمراء الرافضين لتعيين بن سلمان حيث قال البيت الأبيض، إن العاهل السعودي، الملك سلمان، يعتزم زيارة الولايات المتحدة الأميركية، مطلع العام المقبل، رغم أنّ كافّة التقارير تؤكد أنه لن ينهي العام الجاري على هرم الحكم السعودي.
وبين إعلان رويترز الجديد الذي يأتي استكمالاً لما نقلته رويترز في يوليو الماضي عن شاهد بالقصر الملكي السعودي “أن الملك سلمان سجل الماضي بياناً يعلن فيه التنازل عن العرش لابنه وولي العهد محمد بن سلمان، ورجّحت أن يُعلن البيان في سبتمبر الحالي”، وتغريدات مجتهد التي تضمّنت اختيار محمد بن سلمان ولياً للعهد كوريث من الجيل الرابع، أي من أبناء أحفاد عبدالعزيز آل سعود، تبقى مسألة تعيين بن سلمان برسم الوقت، لا أكثر.
ومن الإشارات الأخرى هي الحملة التي روّجت لـ”بن سلمان” كـ”وجه السعد” بعد تأهل المنتخب السعودي إلى مونديال 2018م، حيث ركّزت عدسات الكاميرات ولي العهد السعودي، الذي حضر لأول مرة مباراة لمنتخب بلاده، وهو يرفع علامة النصر، في مدرجات استاد “الجوهرة المشعة.
وبعيداً عن نشر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم رسالة على موقعه الرسمي، أنه فتح تحقيق في التقارير التي وردت حول ارتكاب مخالفات للتعليمات في منافسات الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018م، بعد إجراء مباراة السعودية مع اليابان وبعد ساعات من مواجهة منتخب أستراليا ضد ضيفه التايلندي بهدفين مقابل هدف واحد، التي جرت ضمن منافسات المجموعة الثانية أيضا، وبالرغم أن نتيجة المباراتين كانت متعلقة ببعضهم، بعيداً عن هذا، تلت المباراة حملة ترويجية لبن سلمان على مواقع التواصل الاجتماعي سعت لربط نجاح السعوديّة بالوصول إلى المونديال بالأمير الشاب وقد جاء في تغريدة “مركز الملك سلمان للشباب” على “تويتر”: “أنا شاب، و70 % من مواطنينا شباب.. والسماء حد طموحاتنا!، #محمد_بن_سلمان مبروك للوطن وشبابه تأهل #المنتخب_السعودي”، الأمر الذي اعتبره مراقبون تجاهلا تاما للعاهل السعودي الملك “سلمان بن عبدالعزيز” وتمهيدا للأنباء المتداولة بشأن مبايعة نجله ملكا.
الإشارات كثيرة جدّاً، والمسألة باتت في خواتيمها لاسيّما في ظل نجاحه بتفادي سيناريو متعب-عبدالله، عبر تسجيل خطاب التنازل من أبيه قبل التعرّض لأي عارض صحّي. بعدها ستنهال رسائل التهنئة والتبريك للملك الشاب الأصغر في تاريخ المملكة، وستروّج الآلة الإعلاميّة السعوديّة للملك الجديد بصورة غير مسبوقة، ولا نستبعد مكافآت مالية للشعب بغية استرضائه، كل ذلك في سبيل مواجهة الأصوات المعترضة من الأسرة الحاكمة. أي للمرّة الأولى سيحاول الأمير السعودي استراضاء شريحة شعبية واسعة في مواجهة شريحة واسعة من عائلة آل سعود تريد الانقلاب على الانقلاب.
اليوم نعيش في مخاض ولادة جديدة، وأما موعد الولادة القيصرية ففي حين يتحدّث البعض عن أسابيع والبعض الآخر عن ساعات، تشير بعض المعلومات إلى أن حفل التنصيب سيكون في اليوم الوطني لتوحيد المملكة في 23 سبتمبر. ففي هذا التاريخ من عام 1932م حوّل الملك عبدالعزيز اسم الدولة من “مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها” إلى المملكة العربية السعودي، فهل سنكون على أعتاب المملكة العربية السلمانيّة في 23 سبتمبر 2017م؟.
“الوقت”