براءة أطفال اليمن تفرح بالعيد وتهزم بارود العدوان

 

> فرحهم بالعيد مستمر رغم عشوائية الغارات التي يشنها طيران العدوان على القرى والمدن
مأساة أطفالنا مغيبة والمال السعودي يحجب أنظار العام

> ناشطون حقوقيون:
الأمم المتحدة تغطي على جرائم العدوان بحق الطفولة

تحقيق/ أسماء البزاز

العيد فرحة لا تضاهيها فرحة ، ينتظره المسلمون كمحطة فرائحية بعيدة عن متاعب الحياة وهمومها بما يحمله ويحتويه من طقوس دينية واجتماعية تلونها الرحمة والسلام ، والفرح والذي له وقع خاص خصوصا على أطفالنا ، غير أن أطفال اليمن يعيشون واقعا مؤلما نتيجة استمرار آلة القتل لطيران العدوان السعودي الأمريكي التي تغتال كل يوم فرحتهم وطفولتهم والتي كانت آخرها جريمة عطان والتي سار معظم ضحاياها من الأطفال. .ولاتزال حالة الطفلة بثينة الناجية الوحيدة من اسرتها جرسا قويا يدق ليذهن كل صوت حر ليقول : لا للعدوان.
الأطفال وأجواء العيد..هو محور هذا الاستطلاع العيدي..نتابع:

 

الطفلة بثينة الصغيرة ، الناجية الوحيدة من جريمة استهداف العدوان لمنطقة فج عطان بصنعاء ، استشهدت أسرتها بالكامل ولم تبق إلا هي تكابد قسوة فراق اهلها وجراح الغارة التي دمرت كل شيء حولها .. جاء العيد إليها فرفضت أن تعيش ابتسامة كاذبة وهي تندب فقدان أهلها وذويها مذ كانت معهم تستلهم وتعيش فرحة العيد..
لا تبكي يا صغيرتي فدموعك تمزق قلبي فلم أعد أدري هل أعزيك، أم أعزي موت الضمير والإنسانية، أم أعزي العروبة التي ضاعت!!
عالم منافق غلبت فيه المصالح على الإنسانية..فكل تعابير وجهها حيرة وتساؤلات
أين أمي ؟!
وأين أبي وإخوتي؟!
وأين بيتنا؟!
ولماذا أنا منهكة ومتعبة ؟!
حيرة لم يتحملها عقلها الصغير كما هو حال آلامها وجراحها التي لم يتحملها جسدها الصغير !
صغيرتي بثينة ولأنك من بلد الإيمان والحكمة فلا بواك عليك!
عيناك يا صغيرتي تحكي قصة طفولة موءودة، طفولة سُلبت منها الحرية، سُلب منها كل شيء !
بثينة عين الإنسانية التي غابت عن هذا العالم الصامت المتخاذل المجنون.. أيها العالم المنافق المأجور ليس لك أن تنام أو تستريح وقد حرمت بثينة من أمها وأبيها وإخوتها، وهدم بيتها، وسرقت أحلامها، فتبت أيديكم وألف تبت..
أطفالنا غير أطفال العالم اليوم الذين يعيشون فرحة العيد بأدق أدق تفاصيلها .
أطفالنا جراح العالم فليس لهم أدنى حقوق كباقي أطفال العالم..
بثينة الصغيرة تختصر حكاية يمن جريح دامٍ.. فيا أيها العرب هل تعرفون بأنه لا قيمة لكم ولا لعروبتكم التي ضاعت وماتت فصمتكم المطبق دليل موت ضمائركم، حتى وإن صحت ضمائركم من غيبوبتها فهي لن تفعل شيئاً غير أن تشجب، فتباً لكم ولعروبتكم الميتة، وتبا لهذا العالم المنافق المأجور.

شلت حركتها:

الطفلة أمل سعيد من محافظة تعز أصيبت بشظية في عمودها الفقري جعلتها مقعدة في الفراش غير ان هذه الإعاقة على حد قولها لم تعقها عن مشاركة أقرانها فرحة العيد ، فارتدت الجديد وتزينت بأبهى حلة واعتلت كرسيها المتحرك مصطحبة إخوتها الصغار لمعايدة الأهل والأقارب ، صحيح أن أمل لم تعد تقوى على الحركة واللعب والسباق كما كانت تحب ، ولكنها تملك قلبا كبيرا يحب الحياة ويكره اليأس والاستسلام، واثقة بالشفاء وان تعود المياه إلى مجاريها ليعيش أطفالنا الحياة الكريمة التي يحلمون بها .

تكاتف:
الطفل اليتيم محمد العقبي ، استشهد والده في جبهة نهم مدافعا عن الأرض والعرض ، تاركا خلفه طفلين يتيمين عن حنانه وعطائه ، إلا ان رجال الرجال ، رجال الخير والعطاء والإحسان تقديرا للواجب الوطني العظيم الذي يقدمه الشهداء ووفاء مع أسرهم وأبنائهم فقد بادروا بتقديم كسوة العيد واحتياجاته لهؤلاء الأطفال الأيتام.
الهيئة النسائية التابعة لأنصار الله ، شكلت عدداً من الفرق في مختلف مناطق العاصمة لحصر أعداد أبناء الشهداء ونسائهم وضحايا الحرب والتكفل بكسوتهم وتوزيع جعالة العيد في مبادرة إنسانية جيدة للتكاتف والتكافل الإنساني لإدخال الفرح والسرور للأطفال الذين حرموا من ذلك خاصة في ظل هذه الظروف المزرية.
واقع ظالم:
رئيس جمعية رعاية الطفولة والشباب عبدالله الحميري أوضح أن الواقع ظالم حاليا على الجميع، وبصورة مضاعفة على أطفالنا، ففي الوقت الذي يجب ان يعيشون هذا العيد حياة كريمة محاطة بكل سُبل العيش العصرية المواكبة لتطورات ومتغيرات العالم ككل يتراجع استحقاق أطفالنا من هذا الحق الذي سلبته المؤامرة الأممية ضمن خططها الإقليمية والاستراتيجية، وما تخزنه ذاكرته من صور ذهنية مغلوطة عن الآخر المختلف عنه أو عن محيطه، فالعنف يحيط بالطفل اليمني من كل حدب وصوب وبكل أنواعه ..عنف جسدي وعنف لفظي وعنف نفسي.
وأضاف: لقد انتهكت حقوق أطفالنا من قبل منظمات السلام والحقوق بحجة حمايته، وانتهكت طفولتهم بتآمر الرأي العام على أرضه وانتهكت حقوقه بضوضاء الصراعات التي لا شأن له فيها فالطفل اليمني هو وقود الحرب ودرعها البشري الذي يتباكى عليه الجميع دون حمايته ..
قضايا:
أما سبأ القوسي -ناشطة حقوقية فقد أوضحت ان الأطفال في اليمن للأسف هم أكثر فئات المجتمع عرضة للانتهاكات المختلفة التي تتعدد مصادرها الداخلية والخارجية. ومن اهم الأسباب الداخلية الجهل والثأرات وبعض العادات والتقاليد غير الإيجابية بالإضافة للفقر وانشغال الدولة ومنظمات المجتمع المدني في مواجهة قضايا تبدو في هذه المرحلة ذات أولوية أكبر وأكثر في سلم الأولويات مقارنة بقضية تخليص أطفال اليمن مما يعانونه من انتهاكات وفقدان لكثير من الحقوق فمازال الطفل يعمل ويكدح ومازال الطفل يحرم من حقه في التعليم الصحيح والتطبيب الكامل ويحرم من كثير من أسباب الابتسامة والمرح والتأهيل النفسي اللائق والأحلام المشروعة حتى في أن يلعبوا ويعيشوا بأمن وطمأنينة وسلام خاصة في ظل تزايد الأسباب الخارجية في هذا الجانب والتي يأتي على رأسها العدوان السعوامريكي على اليمن.
وتابعت القوسي : منذ أكثر من عامين ونيف والطفل اليمني يتعرض لأشد أنواع التنكيل والانتهاكات والعنف والقتل والتدمير الذي لم يستثن من تهديداته أحدا من الأطفال ليشعر بأنه آمن أو أنه قد لا يكون في يوم من الأيام عرضة للقصف والإعاقة والقتل الذي تعرض له كثير من أطفال اليمن خلال فترة العدوان القاسية.
ومضت تقول : ان اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد الأطفال لن يعني لنا ولا لأطفالنا شيئا ذا بال ما لم يجعل مسألة إنقاذ أطفال اليمن من تهديدات تحالف العدوان أولا أولوية قصوى في أولويات المنظمات والدول المعنية به.. نأمل هذا ونقوله ونحن ندرك انه ليس في النار للضمآن ماء لأن من ينتهكون حقوق أطفال اليمن يحتمون بأموالهم و مخططاتهم التآمرية تحت عباءة منظمة الأمم المتحدة وما يتبعها ويتعاون معها من منظمات تعنى بحقوق الطفل وإلا لما تجرأوا أن يستمروا في انتهاكاتهم المتكررة بشكل يكاد يكون يوميا ضد الأبرياء من أطفال اليمن .

قد يعجبك ايضا