48 عاماً على إحراق ’الأقصى .. ونيران التهويد يُذكيها الانبطاح الرسمي العربي

 

 

 

تأتي الذكرى الـ(48) لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك على أيدي الأسترالي المتصهين “مايكل دينس روهن”، لتعيد توجيه الأنظار باتجاه قِبلة المسلمين الأولى التي تحيط بها الأخطار من كل جانب.
وفي هذا السياق، دعت “الهيئة العلمية الإسلامية” في القدس المحتلة جميع المسلمين القادرين إلى شد الرحال نحو المسجد لنصرته، ودعم صمود أهله.
وشدّدت الهيئة على أنّ” “الأقصى البالغة مساحته (144) دونماً، بما يحويه من: المصلى القبلي، وقبة الصخرة المشرفة، والمصاطب، واللواوين، والمرافق الأخرى كلها خالصة للمسلمين، وليس لأية جهة علاقة به.
وأضافت: “إنّ هذا المسجد المبارك هو منحة ربانية لنا وحدنا، ولن نقبل بأي حال من الأحوال المساس به أو الانتقاص منه”.
آثار حريق الأقصى عام 1969م
من جانبها، لفتت حركة “الجهاد الإسلامي” إلى أنّ” هذا الحريق لم يُخمد، حيث لا يكاد يمر يومٌ دون اعتداء صهيوني على المسرى الشريف، أو على المرابطين فيه”.
وأكّدت الحركة أنه “ورغم كل المؤامرات والمخططات التي تستهدف النيل من صمود أهلنا المقدسيين-، إلا أن هناك ثقة صلبة بإصرارهم على الصمود في مواجهة سياسات القمع والتنكيل التي تنتهجها سلطات الاحتلال لإبعادهم عن المدينة”.
وقالت ” إنّ الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته ونسيجه يقف داعماً ومسانداً لصمود المقدسيين ومرابطاً في أكناف بيت المقدس، وإنّ معركة الأقصى الأخيرة أثبتت قدرة شعبنا على المواجهة وبرهنت على بسالته، وعدم قبول التفريط بذرة من تراب القدس وفلسطين، وإنّ هذا النموذج البطولي والوحدوي سيتكرّر وبشكل أوسع في كل مواجهاتنا القادمة مع الاحتلال”.
وحذرت الحركة من هرولة بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع مع الكيان الغاصب، مؤكدة أنّ هذه الهرولة هي خذلان لشعبنا، وطعنة لنضالاته، فضلاً عن أنها تشجيع للعدو في إرهابه.
أما مقرر “لجنة القدس في المجلس التشريعي” خميس النجار، فدعا الجامعة العربية ومنظمة “التعاون الإسلامي” إلى القيام بواجبهم تجاه نصرة القدس، والأقصى، وبقية المقدسات.
وطالب النجار بضرورة تنفيذ وتفعيل القرارات التي اتُخذت لصالح المدينة السليبة، كما طالب بتقديم الدعم المالي المطلوب للمشاريع الخاصة بتعزيز صمود أهلنا هناك الذين يتعرضون لحرب تهجير شاملة.
محاولات إخماد النيران التي شبت في المسجد
من ناحيته، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فوزي برهوم ” إن صمود المرابطين في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس وإصرارهم يُشكل سوراً عالياً في وجه مخططات حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، وإن ملحمة معركة البوابات البطولية التي حققها المرابطون المقدسيون بإسناد من أبناء الشعب الفلسطيني في أراضي الـ48 والضفة وغزة، وفي الشتات معززين بموقف الشعوب العربية والإسلامية المساندة وأحرار العالم المتضامنة تُشكل رسالة واضحة أن الوحدة الوطنية على أساس حماية الحقوق والثوابت”.
وأضاف “هذه الذكرى حية في ضمير الأمة، وحاضرة أمام الأجيال المتعاقبة، وهي جزء من آلام الشعب الفلسطيني الذي لا ينسى ولا يفتر، وإذا كان اليوم يوم الإعداد فإن الغد هو يوم الملحمة والتحرير بإذن الله عز وجل”.
ويُجمع الفلسطينيون على ضرورة أخذ زمام المبادرة من جديد عبر تفعيل المقاومة بكل أشكالها، للحفاظ على بقاء جذوة “انتفاضة القدس” مشتعلة في وجه العدو الغاشم لإنقاذ “الأقصى” من أطماع سوائب المستوطنين الذين تدعمهم أعلى المستويات في “إسرائيل”.
الذكرى الـ48 لحرق المسجد الأقصى
وقد صادف أمس الاثنين الذكرى الـ48 لحرق المسجد الأقصى الذي حدث في 21 اغسطس 1969م.
وفي هذا اليوم قام يهودي متطرف ومجرم بإسم “مايكل دينس روهن” بحرق الجزء الشرقي من المسجد الأقصى وخلال ذلك اشتعلت أجزاء مختلفة بالنار من ضمنها المنبر التاريخي المعروف بـ”منبر صلاح الدين”. كانت النيران أيضا بالقرب من القبة التاريخية للمسجد، والتي كانت فضية نقية.
ومن الآثار التاريخية للمسجد الأقصى والتي تضررت في هذا الحريق يمكن أن نذكر “مسجد عمر” الذي يحتوي على سقف ملون وجسور خشبية. وتزامن احتراق هذا المسجد مع يوم وصول الخليفة عمر بن الخطاب إلى مدينة القدس وفتح هذه المدينة. وبالإضافة إلى ذلك، دُمّر محراب زكريا في جوار مسجد عمر، وايضا مقام أربعين على مقربة من مذبح زكريا، كذلك 3 ممرات من مجموعه 7 ممرات تمتد من الجنوب إلى الشمال، ودعامات وحلي في هذا المكان، وسقط جزء من السقف أيضا إثر الحرائق وتضررت ابواب ونوافذ المسجد وتسببت بخسائر كبيرة.
ونقلا عن تقرير لمركز المعلومات الفلسطيني، أصيبت أيضا أجزاء من القبة الداخلية والجدران الجنوبية بأضرار، وتم تدمير 48 نافذة وكتل جبسية، واُحرقت العديد من المشاهد والمصاحف.
وتمكن الفلسطينيون من انقاذ المسجد الأقصى ومنع توسع دائرة الحريق وإيقاف حرق أجزاء أخرى من المسجد، وسارعت سيارات الإطفاء والإغاثة بالتوجه من الخليل وبيت لحم وأجزاء أخرى من الضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام 1948م صوب القدس لإطفاء النار. وحاول الكيان الصهيوني بكل شكل من الأشكال منعهم من دخول القدس، وقطع المياه في المناطق المجاورة للمسجد الأقصى في ذلك اليوم.
وقد رافقت الحرائق في المسجد الأقصى ردود فعل هائلة من قبل البلدان الإسلامية والعربية، وفي اليوم التالي، اقام الآلاف من المسلمين صلاة الجمعة في الباحات الخارجية للمسجد الأقصى، ونُظّمت مظاهرات في القدس، وكان من آثار وعواقب حرق المسجد الأقصى عقد القمة الإسلامية الأولى في الرباط، وإنشاء منظمة التعاون الإسلامي، وانضمت الى عضويتها جميع البلدان الاسلامية.
واستمرارا لردود الأفعال على جريمة الاحتلال الصهيوني هذه، أصدر مجلس الأمن القرار 271 في 15 سبتمبر 1969م، ادان فيه هذا الإجراء الصهيوني، ودعا إلى إلغاء جميع التدابير والإجراءات التي اتخذها هذا الكيان بهدف تغيير الوضع في القدس. وجرى التشديد على ضرورة اتزام الكيان الغاصب باتفاقيات جنيف والقوانين والمعايير الدولية.
وزعم الكيان الصهيوني إنه بعد اعتقال هذا المجرم الذي له اصول أسترالية وجاء إلى فلسطين باسم سائح، بأن لديه مشكلة نفسية، وبالتالي نظرا الى مزاعمهم رجع هذه الشخص بدون اي عقوبات الى بلده استراليا بعد ان قضى فترة قصيرة في مستشفى للمجانين قرب عكا.
وكانت لجنة البناء والترميم التابعة للمسجد الأقصى والعائدة لوزارة الأوقاف الأردنية اعلنت عن تحملها لمسؤولية القضاء على اثار الحريق في المسجد الأقصى وإعادة إعماره وترميمه، وقام الفريق الفني للجنة الذي بدأ عمله في أوائل عام 1970م بإعادة بناء منبر صلاح الدين الأيوبي مرة أخرى.
الکیان الاسرائیلی قبل وبعد الحريق المسجد الأقصى حاول بأي شكل من الأشكال تهويد القدس، وخاصة المسجد الأقصى، قبلة المسلمين وثالث حرم شريف في العالم، واراد ان یثبت بقوة أن القدس ملك لليهود، مع ان جميع دول العالم تعلم بوضوح أن القدس للمسلمين، وليس لها علاقة باليهود، وأكدت المنظمات والوكالات الدولية بشكل متكرر وبإصدار قرارات عديدة حول هذه القضية وفي آخر قرار اصدرت اليونسكو قرارا وأكدت بصلابة أن القدس والمسجد الأقصى ملك للمسلمين وليس هناك صلة بين هذا المكان مع اليهود والقدس في الحقيقة مدينة محتلة.

قد يعجبك ايضا