مملكة الارهاب “13”

 

عبدالله الأحمدي

في المأثورات قالوا ان الله لا يجمع بين عسرين.
في اليمن ضخ عدوان آل سعود على رؤوس الفقراء اعسارا، فقد دمروا كل ما بناه اليمنيون منذ القدم، وحتى اليوم، وقتلوا النفس التي حرم الله، تارة بالصواريخ والقنابل المحرمة، وأخرى بالتجويع والحصار، ونهايتها بنشر الأمراض الفتاكة عبر الأسلحة الجرثومية..
لم يقف عدوان آل سعود عند هذا الحد، بل وصلت المؤامرة الى مصادرة اللقمة من افواه الأطفال، والعجزة ، وذل بقطع رواتب الموظفين اليمنيين في كثير من المحافظات اليمنية.
كان قطع الرواتب اوسخ المؤامرات الحقيرة، التي لم يحدث مثلها في التاريخ.
هذه حرب بلا قيم، ولا اخلاق، يشنها علينا اناس منحطون، لا يعرفون معنى للإنسانية، والدين والأخوة، اناس أوغلوا في الاجرام، حتى قوانين الحرب، وواجبات دولة الاحتلال، تجاه مواطني الأرض المحتلة، لم يلتزموا بها.
احتلال بدوي غاشم، يتكىء على الحقد التاريخي الذي يكنه تجاه فقراء اليمن.
احتلال متخلف، وفاشية دينية، اطلقت قطعانها ، لممارسة كل أساليب الحقارة والفوضى، وصل فيه الأمر الى قتل وإحراق النساء، وسحل الأسرى وبيع الآخرين منهم.
على موائد أسرة آل سعود يتلذذون برؤية الدم المسفوك، واللحم المحروق لجثث الأطفال والنساء، والشيوخ الابرياء، سمي ما يجري في اليمن، فاشية، نازية، أي تسمية أخرى، فكلها تنطبق على محرقة الموت والدمار والجوع والأمراض.
آل سعود لم يبقوا على أي ذرة اخوة، أو دين، أو انسانية. انهم يخوضون حرب إبادة ضد فقراء، جندوا لها الكثير من الجيوش، والمرتزقة، والأسلحة المحرمة.
يقال ان مخزون الجيش السعودي نفد من القنابل والصواريخ في حرب اليمن، وان المجرم محمد بن سلمان قد استعاض عن ذلك بصفقة ترامب التي بلغت أكثر من 500 مليار دولار.
الحرب مازالت تحصد فقراء اليمن، ومازال آل سعود يمارسون هوايتهم في ذبح اليمنيين، تحت بصر ونظر العالم الذي باع ضميره للمال السعودي.
قال احد المراجع في تاريخ العلاقات اليمنية السعودية، بأنه تم العثور على وثيقة، كمستند ان الامام أرسل لآل سعود صفقة من الحبوب تقدر بثلاثمأة الف قدح كدين عليهم، عندما كانوا يأكلون الجلود، ويصطادون الحيوانات الزاحفة، ومنها الظب ويقتلون الحجاج، من اجل حفنة طحين. طبعا هذه الصفقة المديونية ترجع الى ما قبل ثورة 1962 م وعندما كان النفط يباع موازيا لأسعار الماء للشركات الغربية. يقال ان هذه المديونية وغيرها لم تسدد، حتى اليوم.
حينها كان سعر الريال اليمني بأربعة ريالات سعودي.وكانت مصر هي من تكسو الكعبة المشرفة، والهالك عبد العزيز يأخذ مرتبا من البريطانيين.
انظروا كيف تآمر آل سعود على الاقتصاد اليمني، ادخلوا اليمن في حروب، لا تبقي ولا تذر، ومنعوا اليمنيين من بناء بلادهم واستخراج ثرواتهم.
من يزور محافظة الجوف سيجد آثار التنقيب على النفط الذي جرى في ثمانينيات القرن الماضي. وقامت أسرة آل سعود اليهودية بالتآمر على تلك العملية لمنع استخراج النفط، تارة بالإيعاز لطابورها الخامس من شيوخ الارتزاق بالاعتداء على الشركات العاملة، وتارة برشوة تلك الشركات، لترك عملية التنقيب.
العدوان الذي يشنع تحالف آل سعود على فقراء اليمن مرتبط الى حد كبير بالمسألة الاقتصادية، فالسعودية لا تريد دولة قوية في اليمن، فهي على مدى تاريخ علاقاتها باليمن مرتبطة بأفراد من المشايخ، تشجعهم على التمرد والخروج على الدولة.
تمتلك اليمن بحسب الخبراء، اكبر حقل نفطي في العالم، يمتد من مارب الى الجوف، وآل سعود عيونهم على هذا الحقل، وقد سنوات نشرت صحيفة الشارع ان نظام آل سعود يقوم بالحفر في هذا الحقل، بشكل أفقي، ويقوم باستخراج البترول، من هذا الحقل بهذه الطريقة.
العدوان يركز على مارب والجوف، بل ان مارب أصبحت قاعدة عسكرية سعودية، والكثير من مشايخ مارب يحملون الجنسية السعودية، والدخول الى المملكة لمواطني مارب والجوف، يتم بالتصاريح، وبدون جوازات، ومعظم مواطني هاتين المحافظتين، يتسلمون مرتبات شهرية من اللجنة الخاصة التابعة لوزارة الدفاع السعودية، التي تتولى التآمر على اليمن.
العدوان اليوم يركز على ضرب المنشآت الاقتصادية، ومحاصرة السكان، من اجل افقار الناس، وتحويلهم الى متسولين لدى آل سعود.
المسألة الاقتصادية هي الأهم، انظروا كيف يشترون العملة الوطنية، ويقومون بإحراقها، من اجل إيجاد أزمة في السيولة النقدية. حرب التجويع لا تقل أهمية عن حرب القتل والدمار.

 

قد يعجبك ايضا