د.محمد النظاري
ما زالت اتحاداتنا الرياضية تدير أعمالها بنفس طريقة ستينيات القرن الماضي، وما زالت تعتقد بأن التزوير – ولم أجد كلمة أخف منها – صعب اكتشافه، ولهذا فهي مصرة على الاستمرار في هذه المخالفة .
اتحاد الكرة دائما ينال نصيب الأسد من الانتقادات، لكون الأضواء مسلطة عليه، ولكونه أكثر الاتحادات مشاركة خاصة في منتخبات الفئات العمرية، وتسليط دائرة الضوء عليه هنا ليس تقصدا له بل لحوادث شهيرة وقع فيها.
لماذا يقع اتحاد القدم في الخطأ بتزوير أعمار اللاعبين ؟ الإجابة وبكل سهولة : لكونه لا يملك دوري فئات عمرية، وعند أي مشاركة من هذا النوع يتم تجميع اللاعبين على حسب الوزن على ما يبدو !!، وكأن المسألة ما خف وزنه وسهل حمله !!.
يعتقد القائمون على اتحاد القدم بأن مقومات اللاعب اليمني والمتمثلة في الوزن وهزل البنية وصغر القامة، هي التي ستجعل اختياراتهم تنطلي على الاتحادات القارية والدولية.
العالم تطور وأصبحت تلك الاتحادات تستخدم احدث الوسائل العلمية المخبرية سواء في الكشف على المنشطات أو تحديد أعمار اللاعبين، وهو ما يجعل حيلة اتحادنا مكشوفة حتى للأعمى !!.
منتخبنا للناشئين لم يغادر صنعاء بعد، ومع هذا تم اكتشاف مخالفة الأعمار، وهذه المشكلة تضاف للاختيار المتأخر للمدرب والجهاز الفني والإداري… وبالتالي عدم قدرته على اختيار اللاعبين المناسبين.
اذكر تماما بأنه حتى أعمار حكام كرة القدم كان يتلاعب بها، ويتم تنقيص عدة سنوات محاباة لهذا أو ذاك، ومن الطرائف بأن اتحاد الكرة قام بمراسلة الاتحاد الدولي بأحد الحكام بعمره الحقيقي لترشيحه للدولية، وعندما عاد الرفض لكبر سن الحكم، تم تغيير جوازه وتنقيص عمره ومراسلة الفيفا من جديد، رد الفيفا كان صاعقا، حيث كشف لاتحادنا بأنه لا يستطيع خداعه.
يفترض بنا إما أن نبني قاعدة ناشئين للاعبين والحكام، ونعدها إعداداً جيداً، أو نعتذر عن المشاركة، كونها اشرف لنا من أن نفضح أنفسنا باستمرار أننا نتلاعب في التسنين.
المرافق الأمنية مثل الصحة والأحوال المدنية والجوازات، كلها للأسف شريكة في هذا الأمر، كونها هي من تصدر وثائق متناقضة لنفس الأشخاص، مع ان قاعدة البيانات تؤكد أعمارهم السابقة.
على الجهات المختصة في الدولة إحالة أي اتحاد يتلاعب بالسن للتحقيق، فالأمر تزوير في مستندات رسمية، ومنح من لا يستحق ما كان يستحقه غيره من صغار السن الحقيقيين الذين لا توجد لديهم واسطات.