انتصارات عظيمة .. وصخب مخزٍ !!

 

 

أحمد يحيى الديلمي
كيف تتحول الأحلام إلى واقع ويتحول السكون إلى صخب الفعل، والقلة إلى كثر، والانكسار إلى انتصار .
إنهم رجال الرجال، أصحاب الوجوه الممصوصة والأجساد النحيلة، الذين يكاد بعضهم أن يتساوى في الوزن والطول مع البندقية التي يحملها .
يرتجف القلم في يدي وتتساقط الكلمات رغبة في الهروب من الورق، كلما هممت بالكتابة عن الأبطال المجاهدين المدافعين عن حياض الوطن، فأنا وقلمي وكلماتي وأوراقي لا نساوي شيئاً أمام البطولات العظيمة لأولئك الأبطال، ولا أرغب أن أقع داخل سور الإحساس بالذنب تجاههم و الشمس بحرارتها القوية تحرق أجسامهم، ويقتاتون بما يسد الرمق، لخوض ملاحم نادرة وتلقين الأعداء أعظم الدروس في الشجاعة والبسالة والتحدي .. إنها شهادة حية على ضعفنا وإدانة حية لكل من لا يزال يشكك في عدالة القضية، وأن المجاهدين يدافعون عن قضية عادلة ولديهم وعي كامل بطبيعة المخاطر التي تحيط بالوطن والأمة والعقيدة . بعد تحالف معظم دول العالم ضد اليمن وأبنائه الطيبين، الذين لم يقترفوا ذنباً يستحقون عليه كل هذا التكالب سوى التطلع إلى الظفر بالحرية والاحتفاظ بسيادة واستقلال الوطن، لكننا نُواجه بكل هذا الحشد وهو ما يؤكد انهيار المنظومات الإنسانية، وسقوط مدونة الأخلاق والمبادئ تحت أقدام سلطان المال وجبروت القوة .
برابرة العصر أسقطوا كل شيء ورفعوا شعار لا صوت يعلو فوق صوت القوة، فلم يجد الشباب أمامهم سوى خيارٌ واحد وهو التوحد تحت راية العقيدة والولاء الصادق للوطن، إرادة التحدي جعلتهم أكثر ديناميكية في الرد والردع، وقوة الإيمان بالخالق سبحانه وتعالى والانتماء الصادق للوطن أسقطت رهانات المعتدين على تفوق القوة وكثرة العدد .
الملاحم الأسطورية والانتصارات الخارقة التي يحققها أبناء اليمن الشرفاء قلبت الموازين وغيرت استراتيجيات تحالف الأعداء، المسألة محيرة !! الانتصارات أذهلت المعتدين ولم تحرك ساكناً لدى من يدعون الانتماء إلى الوطن !!؟
من السذاجة المفرطة وانعدام الأمانة ومصداقية الانتماء والولاء للوطن وجود أشخاص مندسين يحاولون التقليل من شأن الصمود العظيم عبر بث الدعايات وترويج أخبار مضلله تتنافى مع قيم وأخلاق المواطنة وما تفرضه من مسؤوليات ومهام تحتل فيها مهمة الدفاع عن حياض الوطن وحريته واستقلاله موقع الصدارة، فترتقي إلى مقام الواجب المقدس وتقتضي توحيد الإرادة ورص الصفوف بالذات عند وجود غزاة يدنسون بأقدامهم الأرض وينتهكون الأعراض ويمتهنون الكرامة، يمارسون أعمالا قذرة ويقترفون جرائم بشعة ضد أبناء الوطن، كما يحدث الآن في المعتقلات والسجون السرية التي أنشأتها قوات الاحتلال في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية، مع ذلك لا يزال البعض من أبناء هذا الوطن سادرين في الغي يمعنون في خدمة الغزاة والمعتدين المحتلين باتجاهين :
الأول : مصدره المرتزقة والعملاء من يتقاضون أموالاً مدنسة من المعتدين المنطوين تحت ما يسمى الخلايا النائمة ومحاولاتها البائسة إحداث القلاقل واقتراف الجرائم بقصد تفجير الوضع من الداخل .
الثاني : وهو الأهم يجسده شلة من السذج ممن يعانون اختلالات ذهنية حالت بينهم وبين فهم حجم المؤامرة التي تستهدف الوطن بكل أبنائه ومكوناته السياسية والاجتماعية، و تستهدف بنيته التحتية وتراثه وحضارته، بهدف سحق البلاد واستباحة كل شيء فيها، مع ذلك يمعنون في استهداف الصمود ويحاولون تثبيط الهمم، عبر ترويج دعايات مغرضة وأخبار ملفقة تجافي الحقيقة.
والبعض يسعى إلى تهويل التداعيات السلبية الناتجة عن العدوان، ويتباكى على المسكوب من اللبن بإرادات مهزوزة وذهنيات خاوية تبرئ المجرم وتمعن في جلد الضحية، غير مدركين أن هذه الأعمال جرائم يعاقب عليها القانون، فهل يعي هؤلاء السذج خطورة ما يقدمون عليه ؟! ويدركو أن أعمالهم هذه لن تؤثر على رجال الرجال وأن الشعب بقواه الوطنية الشريفة من جمعتهم إرادة واحدة عنوانها التحدي والصمود في وجه العدوان، قادرون على إسقاط كل المؤامرات مهما عظم شأنها، وهذا هو حال المناضلين الشرفاء من التحموا مع الوطن بصدق وإخلاص .. والله من وراء القصد ..

 

 

قد يعجبك ايضا