المملكة تطلب ود إيران

 

 

اسكندر المريسي
طلب المملكة السعودية من إيران عبر العراق تحسين علاقاتها مع طهران يظهر قدرا عاليا من التكتيك السياسي على البعدين المنظور والمرحلي لأن إيران تحمل مشروع المقاومة في المنطقة العربية بينما مملكة آل سعود محسوبة على اليهود بكل ما تعني الكلمة من معنى ودلالة وفي إطار المشروع الصهيوني المناهض لمشاريع المقاومة ضد اليهود أكانت تلك المقاومة ممثلة بحركتي الجهاد وحماس في القدس أو حزب الله في لبنان خاصة والمملكة تصنف المقاومة بكل أطرافها وحركاتها على انها ضمن مسمى الإرهاب .
مما يعكس ان طلب الرياض ود إيران لما من شأنه تحسين علاقاتها مع طهران الطلب السعودي كما أفادت معلومات عن طريق العراق يظهر كما أشرنا ان المملكة لا تستطيع ان تخرج عن تعاليم اليهود وهي بذلك جزء لا يتجزأ من المشروع الصهيوني ليس في نجد والحجاز والمنطقة العربية فحسب وانما على مستوى العالم .
الأمر الذي يترتب عليه ان طلبها ليس إلا إرباكا للمقاومة المضادة لمشاريع قوى الهيمنة خصوصا ومملكة قرن الشيطان تواصل عدوانها على اليمن وتستجدي من العراق التوسط في تحسين علاقاتها مع طهران لينعكس سلبا كما أوضحنا على مستوى المقاومة التي ستفهم ذلك الطلب خلافا للحقيقة وهو ما تريد الرياض ان توجه من خلاله رسائل فحواها تنسيقا سعوديا إيرانيا واضحا في المنطقة وبالتالي تستهدف الرياض علاقة إيران بالمقاومة بشكل واضح من خلال طلبها المفخخ الذي يفتقد إلى الحقيقة كما يفتقد إلى ابسط وصل موضوعي يتمثل بتلك الحقيقة .
وقد كان الأحرى بالمملكة ان توقف تدخلاتها السافرة في العراق بدلا من ذر الرماد على العيون مطالبتها بالتوسط لكبح التوتر مع إيران كما كان الأحرى بتلك المملكة لعنة التاريخ والجغرافيا في جزيرة العرب ان تطلب من طهران التوسط لوقف عدوانها على اليمن ضمن حلول سلمية تنهي ذلك العدوان وتكون أطرافه في تلك الوساطة إيران والمملكة كشرط يلي ذلك اذا كانت صادقة إزاء ما تقول في تحسين علاقاتها مع طهران ما لم يظل ذلك الطلب مجرد تلاعب ينطوي على الأساليب الملتوية لتضليل الرأي العام العربي والإسلامي ولتحقيق تشكيك واضح بين المقاومة وإيران من خلال فهم ذلك الطلب اختراقا لمسار العلاقة القائمة بين طهران وحركات المقاومة .
فطلبها يؤكد رغبتها في فصل إيران عن علاقاتها بالمقاومة وليس كما زعمت وادعت بذلك لأن الحالة القائمة أو الرياض ضمن الترتيبات القديمة الجديدة التي تخدم المشروع الصهيوني خصوصا وهي تقف مع اليهود في خندق واحد ضمن مشروع تفكيك سوريا وكذلك في عدوانها على اليمن حيث تبذل مساعي لفصل الشمال عن الجنوب وإعادة الوطن الى ما كان عليه قبل الوحدة اليمنية .
مما يجعل من طلبها ليس إلا محاولة لتكريس حالة العدوان الذي تنفذ بأدوات مملكة آل سعود والمتعاونين معها ضد العرب والمسلمين منذ النشأة الشيطانية لمملكة قرن الشيطان في نجد والحجاز .

قد يعجبك ايضا