محمد زبارة انتهت ذخيرة بندقيته فاستخدام الخنجر وظل يقاتل العدو حتى لقي الله شهيداً
أمين الجرموزي التحق بقافلة الشهداء بعد أن جاهد بقلمه وكاميرته وروحه الطاهرة في أكثر من جبهة
رشاد الحوثي تعرضه لأكثر من إصابة في عدة جبهات لم تمنعه من العودة مجددا للجهاد حتى استشهد
محمد الحملي وجدوا في جيبه بعد استشهاده بطاقته وصورة الشعار وأربعين ريال وهو كان المشرف على منطقة نجران
استطلاع / أسماء البزاز
لله درهم من عظماء صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وهبوا أنفسهم الزكية ودماءهم الطاهرة لله وفي سبيله لا يرجون من الناس جزاء ولا شكورا، إنما يبتغون طريق العزة والكرامة والشهادة ، فحققوا انتصارات وبطولات سيسجلها التاريخ بحروف من ذهب ، فهنيئا لهم هذا الدرب، وطوبى لهم جنان السماوات. .. نتحدث عن شهداء مواجهة العدوان السعودي الأمريكي.. وبين السطور قصص للشهداء يرويها ذويهم ..نتابع:
أمين قاسم يحيى هاشم الجرموزي الشهيد الإعلامي، شهيد الحقيقة والكلمة الصادقة والقلم المجاهد ، أمين الصحفي البارز في صحيفة الثورة الرسمية مذ كان القلم والكاميرا سلاحه ، وافاه وسام الشهادة صباح يوم الجمعة الموافق الرابع والعشرين من شهر فبراير للعام 2017م في منطقة عتمة محافظة ذمار ، استشهد وهو يوثق مجريات الأحداث والمواجهات العسكرية في جبهات العزة والكرامة بعتمة، يجاهد بكاميرته لنقل انتصارات الجيش واللجان وهم يمشطون المنطقة لتطهيرها من العملاء والمرتزقة والذين سعوا لإيقاد فتنة وإشعال حرب لا تبقي ولا تذر ، تخدم أجندات العدوان بجعل البلاد طوفان من العراك والاقتتال وساحة لإراقة الدماء وإهلاك الحرث والنسل ، غير أن إرادة وبسالة هؤلاء الأبطال والذين كان يتقدمهم أمين بإيمان وعزم لفضح أكاذيب التضليل الإعلامي للعدو وكشف حقائق الانتصار من الميدان وفي سبيل ذلك انتقلت روحه إلى بارائها ، تاركا وراءه دروساً وقصصاً من الثبات والعزم والقوة والإصرار.
شهيد الحقيقة والكرامة /أمين الجرموزي والذي يبلغ من العمر/27 عاما من مواليد/1989م محافظة/صنعاء ،، درس تعليمه الأساسي في مدرسة القادسية في منطقة الصياح- شعوب بأمانة العاصمة ثم أكمل تعليمه الثانوي في مدرسة الفاروق ، وفي العام 2009م التحق أمين بكلية الإعلام بجامعة صنعاء ، فقد كان حلمه أن يكون إعلامياً بارزا ينصر قضايا المظلومين في كتاباته ويصل بمعاناة الضعفاء إلى مراكز صناع القرار ، هكذا كان يردد ، كان متفوقا في دراسته الجامعية ، وفي عام 2013 م.
تخرج أمين من الجامعة بتقدير جيد جدا ، بعد مسيرة حافلة من الجد والاجتهاد والانخراط في مختلف الفعاليات والأنشطة الجامعية، التحق بعد ذلك للعمل في صحيفة الثورة كمحرر صحفي في الإدارة الاقتصادية للصحيفة ، وتميز بالانضباط وحبه للعمل وكسب مودة وصداقة العديد من الزملاء الإعلاميين ، وما أن بدأ العدوان الغاشم على بلادنا في السادس والعشرين من مارس عام 2015م ، لبى أمين داع العزة والكرامة وانطلق من ثائر ومجاهد بقلمه إلى باذل روحه في الانتصار لعزة وكرامة بلاده ، فانظم إلى ميدان المقاومة الإعلامي ليعمل في الإعلام الحربي لتوثيق الحقائق والمشاركة الفاعلة في الدفاع عن سيادة اليمن شعبا وإنساناً ، فما من جبهة إلا وكان أمين حاضرا فيها. …
…
وهنا تقول لنا أخت الشهيد فتحية : كان الشهيد مجتهدا في دراسته حيث كان يحصل على مراتب متفوقة. . وكان له بصمات متعددة في جميع الفعاليات ، محب للأنشطة والأعمال الطوعية له ميول أدبية ، فقد كان يكتب الشعر ويؤلف القصص الأدبية ، يألف الناس ويألفونه، متحمل للمسؤوليات واليه تحتكم العديد من الأمور.
لرزانة عقله ورجاحته رغم صغر سنه. . وبعد حياة حافلة بالجهاد الإعلامي والبطولي والانجازات النوعية اختتم أمين حياته بالشهادة ,والتحق بقافلة الشهداء. بعد أن جاهد بقلمه وكاميرته وروحه الطاهرة في العديد من جبهات العز والشرف .أوراق ذكرياتكم من بطولات المواجهات لن يمحوها الدهر مهما مرت أيامه بل ستبقى على مر السنيين. فهنيئا لك يا أمين إذ انتقلت إلى جوار ربك ,وسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
الشهيد رشاد خالد الحوثي (أبو هاشم )
كان رشاد طيب القلب جداً، ولا يعرف الحقد أو الكره طريقاً إلى نفسه.. سريع الرضا.. متسامح.. يبذل كل ما بوسعه للإصلاح بين المختلفين، سواءاً أكانوا من أقاربه أم الآخرين.. كريم جداً.. كما كان ذكياً في دراسته، ومن هوايته هندسة وإصلاح الأجهزة.. وقد كانت والدته تتوقع أن يصير مهندساً في المستقبل..
كما كان مرحاً وحنوناً جداً مع أهله وجميع من يعرفه وخاصةً شقيقه الأصغر الذي لم يتجاوز الثمان سنوات..
مسيرة حياتية مليئة بالإيمان والجهاد.. وجه يعلوه النور ويكسوه السرور.. هكذا كانت حياة المجاهد الخالد رشاد.. فالشهداء..هم من ذهبت عنَّـا أجسادهم لكن أطياف أرواحهم ترفرف حولنا وتشِّع نوراً وضياء ينير لنا الدروب لِنُكمل مسيرة النصر المنشود..
ربما لنا أن نتساءل كم هي المرات التي أُصيب فيها شهيدنا العشريني والذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره،لكي نقترب منه أكثر ونتعرف على حقيقة تضحياته وبذله..
وربما أيضاً أننا لن نستطيع أن نتطرق لها كلها لكننا سنحصي شيئا منها، لنعرف أن كل أمان وكل كرامة نحيا بهل وفي ظلها هنا أو هناك وراءها رجال بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ عظيمة وقيمٍ نبيلةٍ سامية..
ذات ليلة في إحدى الجبهات عندما كان رشاد ورفاقه المجاهدون فوق الطقم وأثناء إطلاق النار عليهم تسبب ذلك في انفجار البندقية وتطايرت منها شظايا، وأصيب رشاد في رأسه ورجله..
وقد أصيب في إحدى المواجهات بشظايا في أذنه كما أن سمعه كان قد تأثر من كثرة الهاونات والصواريخ التي كانت تسقط قريبا منه أثناء المواجهات في الجبهات..
والعديد من الإصابات والجروح تعرض لها بطل قصتنا لعل أبرزها في جبهة مارب عندما دخلت شظية حارقة من بطنه واخترقت الأمعاء الغليظة والكبد والذي استأصلوا جزءا منه فيما بعد وأدى ذلك إلى أن نزف أربع لترات من الدم واستمر النزيف لمدة أربع ساعات ، لكنه كان قويا جدا، وظل
محافظاً على هدوئه وتركيزه ولسانه لا ينفك عن التسبيح والذكر حتى تم إسعافه إلى صنعاء، وعندما وصل إلى المشفى أخبرهم باسمه وقد أصابت الطبيب الدهشة وملأته الرهبة معجبا ومتعجبا من ثباته وصلابته.!
حزن رفاقه لإصابته،وقالوا:لقد أُصيب من كان يسعفنا فمن سيسعفنا؟
وعلى الرغم من جراحه العميقة وإصاباته البليغة إلا أن رشاد لم يتحمل بقاءه بعيداً عن ساحات البطولة والتي اعتادت نفسه على استنشاق هوائها التي تفوح منها عبق الحرية.. وروحه على التحليق بين جنباتها زاكيةً بشموخ في صولات العزة والكرامة..
حتى بعد أن جرح لم يتوقف عن الأعمال الجهادية في صنعاء ومنها توزيع الأغذية لأسر الشهداء..
وبعد شهر، وعلى الرغم من توصيات الأطباء له أن يلزم الفراش نظراً لحالته الصحية الحرجة بعد الإصابة التي تعرض لها، إلا أن المجاهد البطل عاد إلى الجبهة.. لكن أصدقاءه المجاهدين منعوه لِما يعلمون من إصابته، فلبث قليلاً ثم عاد للعمل في إيصال المدد للمجاهدين في الجبهات..
لطالما تحدث الشهيد عن حياة الجهاد وأنَّ لها لذة لا يفوقها شيء في هذه الحياة، وعن الأواصر الأخوية التي بين المجاهدين..
وكم جمعته بهم من روحانيات واقتحامات وبطولات..
ولكم كان يعتصره الألم عندما يصاب أحد رفاق دربه أو يسبقه إلى النعيم المقيم، لكن والدته المؤمنة كانت تواسيه دائماً وتخبره أن الله لم يختارك بعد لأنه لازالت هناك أعمال يريد منك أن تؤديها..
وربما أن بطل قصتنا سيصل إلى تحقيق حلمه أخيرا ويلحق بركب من أنعم الله عليهم مع النبيين.. فها هو قد عاد مقاتلا في المفرق( بين الجوف ومارب) وكانت هناك زحوفات كبيرة جداً تصدى لها مجموعة قليلة من رجال الرجال المؤمنين الصادقين كان الشهيد من بينهم.. وهذه الزحوفات كان يروج لها العدو إعلاميا بشكل كبير ومن فترة طويلة حيث كان يريد العدو دخول صنعاء من جهة مارب وكان أول زحف كبير وقت الفجر يوم الأربعاء 16_12_2015.. لكن تصدى له الصادقون الأوفياء.. تصدوا بأجسادهم وأرواحهم له، وحالوا بينهم وبين أوهامهم وأحالوها إلى رماد تم ذرأه في عيونهم.. ليعلموا أن صنعاء أبعد عليهم من عين الشمس.. فارتقى الكثير منهم إلى السماء كان من بينهم المجاهد العظيم رشاد كما أُسِر منهم الكثير..
وأما عن شعور أسرته فهي من الأسر المجاهدة المنطلقة فقد تقبلت الأمر بكل رضا وصبر وفرح ممزوج بألم الفراق..
تقول والدة الشهيد:
لم أتفاجأ لأني كنت متوقعة، والأم تحب لأبنها أجمل وأفضل الأشياء ولا يوجد أحسن ولا أفضل ولا أشرف مما وصل إليه ابني الغالي، لم يعد هناك تعب أبداً.. الله يجعلها راحة أبدية ويلحقنا بعده صالحين..
الشهيد محمد الحملي:
الإحسان.. أهم بل وأجمل ما كان يميز بطل قصتنا.. الشهيد_محمـد أحمد أحمد الحملي(أبو هاشم)
الأمانة السبعين حدين.
امتلك الشهيد محمد شخصية مميزة منذ صغره وكان يمارس رياضة التايكواندو وحصل على حزامين فيها..
وكان شديد التمسك بقناعاته فكان أول طفل يؤدي الصرخة في المدرسة مما أدى إلى استدعاء والده وحضور طقم إلى المدرسة آنذاك..
كما بدأ المشاركة في حضور الفعاليات والمسيرات وهو لا يزال في الثانية عشر من عمره..
تحمل محمد المسؤولية مبكراً وكانت أسرته تعتمد عليه في كل شيء فقد كان خدوماً وشجاعاً ويُعتمد عليه وهذا ما أهله أن يكون رئيسا للكشافة في المدرسة وكان محبوباً من مدرساته ومعلميه..
كما اتصف محمد بكثير من الصفات الجميلة منذ نعومة أظفاره.. فقد كان مأدبا مهذبا وخجولاً ومرهف الأحاسيس وكان طيباً وحنونا..
وعندما وصل عمره خمسة عشر عاما التحق بالمكتب السياسي لأنصار الله وكان محبوباً من كل من يعرفه لما فيه من صفات نبيلة.. بمن فيهم وفي مقدمتهم أفراد أسرته والذين يشيدون ويفتخرون بأخلاقه العالية..
كان محمد مهتم جداً بالصلاة ومستحيل أن يفرط فيها ولا يقدم أي عمل عليها مهما كان..
وعلى الرغم من مرضه، فقد كان مصاباً بروماتيزم حاد في القلب وروماتيزم في المفاصل أيضا وكان يتعب بشكل كبير وقد وصف له الطبيب إبرة كل 21 يوم لمدة ثمان سنوات..
إلا أنه كان أحياناً يزحف زحفاً إلى الحمام من أجل تأدية الصلاة فقد كان المرض قوياً عليه ولا يسمح حتى لوالده بمساعدته.. وهذا المرض على شدته لم يمنعه من الجهاد والالتحاق بجبهات الشرف في سبيل الله والوطن..
وكان كثير التوصيات لأهله وبارا جداً بوالديه..
وله في الإحسان أروع القصص وأجمل المعاني التي لا يتسع المجال لذكرها..
وقد كان كثير الإنفاق ودائماً ما يحث أهله على ذلك، ويقول:”وأنفقوا مما تحبون”
ويقول:الإنفاق يزيل النفاق..
وقد جاب مجاهداً الكثير من المحافظات مثل تعز ونهم والجوف ومارب وفي أراضينا المحتلة مثل جيزان ونجران والتي كان لها شرف احتضان دماءه الزكية الطاهرة..
كان محمد المشرف اللوجيستي على نجران.. لكن أهله لم يكونوا يعرفوا ذلك، وكان من أقواله:الله يثبتنا.. الله يثبتنا.. عملنا لله وليس لأشخاص..
تحمّل الشهيد مسئوليات كبيرة وهو لم يكن قد أكمل العشرين من عمره حينها..
إنَّ من أكثر ما يميز الشهيد محمد هي أخلاقه التي كانت تأسر الألباب وتجعل كل من يعرفه يقف محتاراً لهذه الروح الطاهرة التي كأنها أتت من الجنة في زيارة قصيرة وسرعان ما عادت إليها فهناك.. ولا غير هناك مكانها..
لدرجة أنه كان بين جيزان ونجران عدد من البيوت للبدو والذين أحبوا محمداً وتعلقوا به وأع
جبوا بأخلاقه العظيمة إعجاباً شديداً.. لم يكونوا يعرفوا حينها أنه أحد المجاهدين الحوثيين الذين تم تشويه صورتهم في مخيلاتهم.!
كل ما يعرفونه أنه فتىً في غاية الاحترام وعلى درجة عالية من الأدب والأخلاق، لديه سيارة.. يقوم بزيارتهم باستمرار والإنفاق عليهم وتزويدهم بكل ما يستطيع..
حتى أنهم دعوه للغداء ذات مرة فاستجاب لهم على الرغم من تحذير بعض المجاهدين له ومحاولة ثنيه عن ذلك..
لكنه في الأخير حاول أن يبين لهم وأن يغير قناعاتهم..فذات مرة كان يمشي من جوارهم فوق الطقم ومعهم عرس فنزل وهو يرتدي اللباس العسكري ودخل وسلم عليهم وعلى العريس وهم في حالة من الذهول الشديد.!
فقد اكتشفوا أن ذلك الشاب العظيم هو أحد المقاتلين الحوثيين.!
لكن هذه الحقيقة التي صدمتهم كانت سبباً في انطلاقهم بعد ذلك وانخراطهم في صفوف المجاهدين، فقد انضم منهم خمسة أو أكثر من ذلك مع المجاهدين الصادقين ضد الظلم والطواغيت بعد استشهاده، وقالوا:والله أننا عرفنا الحق من وجهه..
فكانت أخلاقه وقيمة كافية لأن تهديهم وتدلهم على أن من هو مثل محمد لا يمكن إلا أن يكون مع الحق وفي صفه..
وكما كان له مع المجد قصصاً فقد كان له مع الشهادة موعداً..
ها هو محمد الذي شارك في الكثير من الاقتحامات والبطولات يقترب من تحقيق حلمه.. وهو من كان يقول لوالدته :ماذا قد قدمنا لدين الله.. الله المستعان يا أماه..
إذا حصل وأكرمني الله بالشهادة.. استقبلوني كأنكم تستقبلون خبراً طيباً من الله.. وكونوا من المستغفرين الحامدين الشاكرين.. الله يتقبلنا.. الله يثبتنا..
كان محمد يشارك في الاقتحامات والمواجهات في نجران وخلال ذلك يقوم بتفقد أولئك البدو في الصحراء كل يومين ويعطيهم كل ما يستطيع من الطعام والغذاء وما يقدر عليه..
لكنه هذه المرة كان مقبلا على عملية كبيرة وكان يخشى أن يتأخر عليهم، فوصى بعض من أصدقائه بتفقدهم وتزويدهم بالطعام.. وظل أسبوعاً وقد كانت المواجهات على أشدها..
عاد محمد بعد الأسبوع من الفزعة ليكتشف أن من أوصاهم.. لم يقوموا بتفقدهم طيلة ذلك الأسبوع ولم يعطوهم شيئاً فشعر بقهر وألم كبير.. وتوجه من فوره إليهم وقد جلب لهم كل ما يستطيع من طعام وحاجيات ..
وتوجه مسرعاً إليهم وحال وصوله كان يدعوا أحد أولئك البدو وهو لا يزال فوق الطقم.. تعال يا فلان وهو يضحك من كل قلبه.. تعال خذ حاجتك( وقد جلب له أيضاً شيئاً يحبه وهو يلوح له به )قبل أن أستشهد..
وما إن نطق بها.. حتى أقبلت الطائرة وقامت بالضرب عليه في نفس الوقت وافتدى محمد أحد أصدقائه بنفسه حيث قام بتغطيته بجسده فارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها واستشهد معه ذلك البدوي وطفل وجرح أحد أصدقائه..
وكان استشهاده بتاريخ :8_10_2016
وقد وجدوا في جيبه بعد استشهاده بطاقته وبعض الأوراق مع صورة الشعار وأربعين ريال وهو من كان المشرف على منطقة نجران حينها..
كما وجدوا الصحيفة السجادية التي تخضبت بدمائه الطاهرة العطرة..
وكما كان استشهاده استثنائياً فقد كان تشييعه مهيباً حضره كثيرون ممن يعرفونه.. والكثير من الشخصيات البارزة والدبلوماسية والضباط والكثير من الناس حتى المخالفين له ، لكنهم كانوا يحبونه لأخلاقه ويتمنون أن يلتحق بهم بل ويدعون بأن يهتدي ليكون معهم،على حسب فهمهم للهداية.!
وتم قطع شارع السبعين بالطقومات ليحظى بشرف زفة ذلك الجثمان الطاهر وكان احتفالاً عظيماً زينه البرع والأهازيج الجميلة.. لينتقل جثمانه الطاهر أخيراً إلى جوار أصدقائه الذين كان يزورهم في روضة الشهداء ويفتقدهم كثيراً..
حزنت الأم لفراق ولدها الحبيب لكنها قالت :لأجل دين الله يرخص كل غالي وأشكر الله الذي وفقني بدفع ابني إلى ساحات الشرف والعزة بعد الرغبة والإصرار منه..
الشهيد أحمد زبارة
الشهيد_أحمد حسين زبارة شاب في. الثانية والعشرين من عمره إن غصت في أعماق شخصيته وتتبعت سيرة حياته فستجد أنَّ تلك السنوات القليلة التي عاشها أحمد تحمل في طياتها رجلاً مجاهداً عظيماً وشخصيةً استثنائية.. وأنَّ الشهيد أحمد حقق في تلك السنوات ما قد لا يحققه غيره الكثير من الناس في عشرات السنين.. ويرجع السبب في ذلك إلى قوة الإيمان والهدف ووضوح الرؤية والمنهج وعدالة القضية التي بذل حياته لأجلها..
كان أحمد طيب اجتماعي ومحبوب بشكل كبير وكان خدوما فلا يتأخر عن تقديم كل ما يستطيع لمساعدة الآخرين سواء كان ذلك في عرس أو عزاء أو غير ذلك.. وبالإضافة لذلك كان يتمتع بدرجة عالية من الذكاء وحب العلم وكلية الهندسة كانت حلمه الذي يتمناه.. بيد أن هناك حلماً آخر قد تملك قلبه وكل جوارحه وهو الجهاد في سبيل الله ونصرة الحق فعزف عن الحلم الأول وكان يواسي والدته بقوله :هناك أشخاص يدرسون الآن ونحن علينا أن نجاهد ثم سندرس فيما بعد وهم يجاهدون..
وفي هذا المجال بعد أن أخذ أحمد دورات تدريبية ثقافية وعسكرية في صعدة وصنعاء كان يقوم بتدريب المجاهدين ويشرف على ذلك بنفسه وأيضاً فإن تفانيه في الأعمال الموكلة إليه إضافةً إلى أمانته ونزاهته التي كان مشهور جداً بها وكان الجميع يستشهد بها فإن كل هذا جعله جديراً بأن يترأس التموين العسكري وأن يكون مدير منشأة مديرية شعوب فقد كان المسئول عن إيصال المدد والمؤنة للمجاهدين وأيضاً كان يقوم بإيصال المجاهدين إلى الجبهات كجبهة تعز والضالع ومارب وغيرها من الجبهات.. وعند عودته كان يرابط في نقاط صنعاء ويسهر الليالي حتى بدأت أسفل قدماه تتقيح من شدة البرد لأنه كان يعاني من التشققات.!
ومن القصص التي تدل على مدى حب أصدقائه وجيرانه وأبناء منطقته له وتأثّرهم به أنه عندما غاب ذات مرة لمدة شهر بغرض التدريب قاموا باستقباله بالبرع وأن السيارات سدت الشارع المقابل لمنزله وهم يحتفون بقدومه عند عودته..
على الرغم من كل المهام والمسئوليات التي كانت ملقاة على عاتقه ومن مشاركته في القتال في ميادين الكرامة عدد من المرات لكن روحه ظلت متعطشة لتلك الميادين وقلبه ظل معلقاً بها.. وبداعٍ من الحب والخوف حاولت والدته أن تمنعه من الذهاب إلى الجبهة وأخبرته بأنه يقوم بواجبه الجهادي كما أن لديه المركز هنا، لكنه رد عليها بأنه لا يريد مركزا ولا أي شيء آخر فقد باع نفسه من الله وفي سبيله كما أخبرها أنه لا يجوز لأي رجل مقتدر أن يتخلف عن جبهات الفداء وأنه آثم إن فعل ذلك خاصة مع كل ما يحصل من قتل وجرائم بحق الأبرياء.. ولإيمانها وارتباطها بالله وحبها لوطنها فإنها لم تمنعه بل ذهب تحوطه دعواتها وصلواتها..
توجه أحمد إلى جبهة مارب مع الفصيل الذي قام هو بتدريبه وانتقاء المجاهدين فيه حتى أن أحد المجاهدين في جبهة تعز عندما
علم بأن أحمد زبارة هو المشرف على الفصيل وأنه متوجه إلى جبهة مارب سارع بالانضمام إليه من حبه له ومعرفته به..
كانت لأحمد زيارة واحدة إلى أسرته بعد توجهه إلى جبهة مأرب لكي يحضر خطبة شقيقته التي اشترطت وجوده صلى فيها الفجر مع والدته وظل يحدثها عن الإيمان والصبر والتضحية في سبيل الله والوطن.. ثم عاد مسرعاً إلى محرابه المقدس يسبقه الشوق إليه..
بعد اسبوعين من عودته إلى الجبهة حصلت زحوفات كبيرة من قبل الأعداء والمرتزقة فتدخل الفارس المقدام بفصيله للمواجهة باستبسال وشجاعة منقطعة النظير.. مما أتاح الفرصة لأعداد كبيرة من المجاهدين بالانسحاب تبعا للتعليمات حيث كانوا محاصرين وقد نفدت منهم المؤنة بمن فيهم شقيقه الوحيد الذي كان في صفوف هؤلاء المجاهدين..
قاتل أحمد بكل شراسة وبسالة هو ومن معه وأعمل في الأعداء القتل والتنكيل كما ذكر ذلك شهود العيان.. وعندما انتهت طلقاته العياريه قام باستخدام الخنجر وظل يقاتل بكل ما أوتي من قوة حتى لقي الله شهيداً مجيدا.