المنافقون.. حيث لا تخفى وجوههم

 القاضي/ بشير الشامي

 

عجبا لأقوام لا يرون الحق إلا إذا خرج من أفواه أسيادهم، ولا يعرفون ميزان العدل إلا إذا قُدّم لهم على طبقٍ من الخنوع، ينهشونه على مائدة التطبيع والخيانة.

لم يرق لهم أن تقبل إيران بوقف إطلاق النار – دون اشتراط وقف العدوان على غزة – وكأنها وحدها المسؤولة عن إنقاذ ما عجز عنه الجميع …. أو كأنهم نسوا أو تناسوا أن إيران وحدها هي من زوّدت غزة بالسلاح وهي تحت القصف، وأنها وحدها التي بقيت على عهدها رغم كل الطعنات.

لكنهم مروا مرور الكرام على تريليونات ضخت في خزائن واشنطن دون أن تشترط بها حتى قطرة حليب لغزة

وغضوا الطرف عن ملوكهم وأمرائهم الذين موّلوا أمريكا _ راعية إسرائيل _ وحامية مجازرها بتلك الأموال والطائرة الفاخرة، وأسطول من الهدايا العينية، دون أن يشترطوا – ولو همسًا – إدخال علبة حليب أطفال واحدة إلى غزة الجائعة، أو جرعة دواء واحدة إلى طفل يصارع الموت تحت الأنقاض.

لم يرق لهم دعم محور المقاومة لحماس بالمال والسلاح ووصفوا ذلك دعا للإرهاب.. ثم استخرجوا من بطون الفتن تكفيرا لحماس وفتاوى بخذلانها لأنها – بحسب زعمهم – قبلت الدعم ممن يسمّونهم «روافض»، وكأن دماء غزة لا تستحق إلا فتات العبارات ومزايدات السفهاء.

وغضوا الطرف على أنظمة الصمت والعار حين خذلت غزة في أشد محنتها، ولم تكتفِ بالصمت بل أطلقت العنان لألسنة ناعقة تخرج حماس من الملة وتدين صواريخها وتشكك في نوايا رجالها وتبرر للخذلان باسم العقيدة والطهر الزائف.

لم يرق لهم قيام أنصار الله في اليمن بفرض حصار بحري على السفن الإسرائيلية، وإيقاف شرايين التجارة الصهيونية في البحار… فقط لأنهم تجرأوا على الفعل حين اكتفى العرب بالشجب والانتظار.

وغضوا الطرف عن حكامهم ودولهم التي فتحت جسورًا برية وجوية لعبور السفن الصهيونية، لكسر الحصار الذي فرضه أسود اليمن على كيان الاحتلال.

يا أمة الخزي…

ما عدنا نجهل وجوه المنافقين ، فهم يهاجمون من يدافعون عنكم ، ويبررون لمن يذبحكم.

يتحدثون عن الدين … ولا يرون من الدين إلا ما يبرر به السكون.

يتحدثون عن السنة… ولا يعرفون منها إلا ما يخذلون به أهل الرباط.

يتحدثون عن العدل… وهم أدوات الظلم الناعمة.

نقولها بملء الصوت:

إذا كان نصرة غزة عندكم جريمة فنحن مجرمون.

وإذا كان حصار إسرائيل خروجا عن الملة، فمرحبا بالغربة.

وإذا كان الوقوف مع حماس مذمّة، فحسبنا أن الله يعلم من معنا.

سلام على من قاوم فشُنق، وصمتٌ على من صمت فتُوّج.

والعار كل العار… لمن وقف متفرجا على دماء الأطفال وهو يُنظّر علينا من عرش البلادة والذل.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا