انتهت اللعبة ..وعلى السعودية أن تترجل

 

زين العابدين عثمان
من الطبيعي أن تفشل السعودية في اليمن، و لعل نظام آل سعود قد اكتشف مؤخرا أن الصعود في الشجرة اليمنية لم يعد سهلا على الإطلاق، حيث اتضح لهم ان المشكلة لم تكن في إعلان بداية الحرب بل في كيفية إنهائها .
خصوصا وان المملكة اليوم أصبحت تتمزق على أكثر من قضية اقليمية ليس فقط العدوان على اليمن فكل ما كانت تحلم به بالمنطقة تحول الى كوابيس وأشباح فلا أزمة البحرين تقترب من الحلّ السياسي ولا الشرق السعودي يبدو ذاهباً للاستقرار في ظل مذابح العوامية المفتوحة، ولا حتى أزمة قطر التي ترتبط ارتباطا عضويا مع مستقبل نظام آل سعود تشير إلى أن هناك أفقاً للتسوية أو بصيص بوادر تقنع قطر العودة تحت العباءة السعودية، …
لهذا ونتيجة لهذه الحسابات السياسية فقد جعلت الأخير المملكة تذهب نحو منعطف هو الأخطر في تاريخها حيث لم يعد هناك أدنى شك بأن السعودية المثخنة بالفشل تسير نحو حتفها..
لذا يمكن القول اليوم “انه لمن الوقت المناسب أن تقوم المملكة بالترجل عن صهوة العدوان على اليمن وإيقاف الحرب والعمل على لملمة الجراحات وان كان نظام آل سعود يسعى للخلاص من ورطة الحرب على اليمن فهذا هو الوقت المناسب قبل ان يفقدوا السيطرة على كل شيء حتى على المملكة بحد ذاتها.
اما بالنسبة للدور الأمريكي الذي طالما كان آل سعود يعولون عليه فقد تبين ان أمريكا خلال كل قضية اقليمية تعلق فيها المملكة تسعى الى ان توظف هذه القضايا ونقاط الضعف إن صح التعبير كأوراق ابتزاز يتم من خلالها ابتزاز آل سعود مبالغ طائلة . فأمريكا أولا وأخيرا لم تعد تهتم بالمطلق بمصير المملكة وما ستأوي إليه أو بالأحرى ما ستجنيه من تداعيات فكل همها وغمها الوحيد هو كيفية استخلاص المال السعودي وسرقة اكبر كمية ممكنة منه.
اليوم سنقولها ككلمة أخيرة “ان مصير المملكة محتوم فإما ان يتم انتشالها واخراجها من المستنقعات الاقليمية التي غرقت فيها، وإما أن تستمر في ما هي عليه وتغرق أكثر، فمسرح الأيام القادمة يدلل قطعا بهذه المضارب ولم يعد فيها هذه أدنى نقاش أو محل للجدل …

 

قد يعجبك ايضا