المراكز الصيفية.. مساحة ثمينة لتعزيز قدرات الطلاب

> بدأت بعض المدارس في تدشينها
> تربويون: المراكز الصيفية تحمي الطلاب من المفاهيم الخاطئة وترسخ الإيجابية لدى الناشئة

تحقيق /حاشد مزقر

ليست فكرة الأنشطة الصيفية التي تقوم بها المدارس الحكومي والأهلية وليدة اللحظة فكثير من المدارس تقوم بإنشاء مراكز لها في كل عطلة صيفية ولأن المدارس الحكومية مازالت تحتضن امتحانات الشهادتين الأساسية والعامة فإن عدداً من المدرس الأهلية قد بدأت بهذا النشاط واستضافة العديد من الطلبة الذين‮ ‬غزا الطموح عقولهم فولد لديهم طاقة كبيرة تدفعهم إلى الاستفادة من العطلة الصيفية ‮ ‬ولطالما توافرت لديهم الدوافع الجدية للتعلم أكثر ولتشجيعهم على الاستمرار والأخذ بأيديهم وتوجيههم نحو المكان اللائق الذي‮ ‬يجدون فيه الاستفادة الكبيرة في عديد من الأنشطة التعليمية والرياضية ..”الثورة” أجرت رصداً لبعض هذه المراكز والأنشطة التي تقدمها..فلنتابع:

 

البداية كانت من المركز الصيفي بمدرسة المنار للبنات بمديرية بني الحارث وللإجابة عن العديد من الأسئلة المطروحة حول‮ النشاط الذي يقدمه المركز وجهنا أسئلتنا للعديد من الطلاب لمعرفة النشاط الذي يمارسونه و‬وجدنا أن فكرة إقامة هذا المركز لقي ترحيباً ‬كبيراً‮ ‬من الطلاب وجمعيهم‮ ‬يؤيدون فكرة إنشاء المراكز الصيفية،،‮ ‬تقول الطالبة هديل قائد: ‬هنا وجدنا النشاط النوعي‮ ‬الذي‮ ‬يتميز عن المراكز الأخرى كما أننا حصلنا على الرعاية والاهتمام من حيث التعليم التقني‮ ‬وأسلوب التعليم بطرق جديدة في‮ ‬حين أن الالتزام بالتدريس‮ ‬يطبق بنسبة‮ 001%‮ ‬وبمعدل ساعتين في‮ ‬اليوم‮ ‬تتناوب عليها عدد من المعلمات‮ ‬إضافة إلى ذلك الأنشطة الرياضية والحاسوب والتي‮ ‬لم نعهدها في‮ ‬المدرسة أيام الدراسة.
وتؤيدها زميلتها الطاف الشعوبي‮.. ‬قائلة‮: ‬بالنسبة إلى عدد الطالبات فهو قليل لذا فالفائدة التي‮ ‬نجنيها أكبر سواء في‮ ‬التدريس النظري‮ ‬أو تعليم بعض الفنون كالخياطة والتطريز ولهذا ‬تكون قوة الاستيعاب أكبر ومن جهة أخرى الوسائل التعليمية هنا جيدة مثل المعامل والتي‮ ‬تفيدنا كثيراً ‬في‮ ‬الجانب التطبيقي‮ ‬كذلك المكتبة الالكترونية وقسم الحاسوب‮.‬
أميمة العريقي‮ ‬اثبت تفوقها في‮ ‬الحصول على المراتب الأولى خلال تسع سنوات دراسية كان عنوانها الجد والمثابرة‮ ‬وترى بأن ذكاء أي‮ ‬طالبة لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يوصلها إلى منصة النجاح إلا بممارسة الأنشطة الصيفية التي تجعل الطالبة تتفتح ذهنيا بحيث تقبل على العام الدراسي الجديد وهي ملمة بالكثير من المعلومات التي ستفيدها ‮وتنصح أميمة زملاءها الذين لم يلتحقوا بالمراكز الصيفية أن يسارعوا بالانضمام لها من اجل أن يستفيدوا من أوقات الفراغ والعطلة الصيفية وقالت: من حقنا أن نحصل على هذه الفرصة ‬وما لمسته خلال أسبوع جعلني‮ ‬أدرك الفرق الكبير بين إجازة الصيف العام الماضي ‬وهذه الإجازة والشكر ‬للمعلمين الذين يشرفون على الأنشطة المختلفة رغم شحة الإمكانيات والصعوبات التي تواجههم.
استمرار نماء المعرفة
عبدالرب محمد‮ ‬معلم مادة الرياضيات في‮ ‬المدرسة والتي يقام بها المركز الصيفي تحدث قائلاٍ‮: ‬لا ننكر وجود بعض القصور نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد بسبب العدوان السعودي ‮ ‬غير أن الملاحظ من خلال الطلاب الموجودين أن هناك عقليات بالإمكان استثمارها لتكون رائدة في‮ ‬المستقبل‮ ‬لذا فهدفنا الأول هو معالجة القصور فط الذي‮ ‬نتج للأسباب السابقة في‮ هذا المركز ‬نحاول الاعتماد على ما ينمي ويوسع فهم الطلاب للمواد العلمية وكما نركز كثيرا على الجانب التطبيقي‮ ‬ووفق الإمكانيات الموجودة لدينا ونؤديه بشكل إيجابي‮ ‬من خلال البرامج التي‮ ‬تقدم من هيئة التدريس وما‮ ‬يعزز الجانب التطبيقي‮ ‬أجهزة الكمبيوتر والتي‮ ‬نقوم بتخصيص حصة في كل يوم وهناك بعض الإشكاليات ومنها‮ ‬غياب البرامج الإثرائية كبرنامج الدراسة فيما‮ ‬يتعلق بالجانب الآلي‮ ‬واللغة الإنجليزية بحيث سيكون الطالب مؤهلاً‮ ‬للحصول على شهادة دبلوم أو دورات والسبب أن الإمكانيات تكاد تكون محدودة إلا أننا نعمل بالقدر المستطاع لإفادة الطلاب من أجل تحقيق اكبر فائدة من أوقات فراغهم خلال الإجازة الصيفية.
ومن المركز الصيفي بمدرسة السفير بمديرية معين تحدث عبدالكريم الديلمي معلم مادة الانجليزي‮ ‬قائلا: الوقت ما يزال مبكرا لجني‮ ‬ثمار هذه التجربة حيث مازلنا في بداية الإجازة الصيفية و‬يظهر أمامنا مدى أهمية الأسرة في توجيه الطلاب إلى المراكز الصيفية ومن الملاحظ مع مرور أكثر من أسبوع أن الطلاب‮ ‬يمتلكون قدرات علمية لا بأس بها ويحتاجون إلى إمكانيات تساعدهم ليكونوا رجال المستقبل ومع أن‮ ‬الإمكانيات المتاحة ليست بالشكل الكافي إلا أنها تقدم أكبر فائدة حيث تشغل أوقات فراغ الطلاب.
حدود الإمكانيات
‬45‮ ‬دقيقة‮ ‬يقضيها كل طالب أمام الحاسوب في‮ ‬كل‮ ‬يوم صيفي بمركز خير أمة قد لا تكون كافية للطالب الذي‮ ‬لا‮ ‬يمتلك الكمبيوتر في‮ ‬البيت ولتوضيح الصورة أكثر توجهنا إلى معمل الحاسوب وتحدث إلينا معلم الحاسوب محمد العسمي ‬والذي‮ ‬قال‮: ‬يتكون معمل الحاسوب من 15 ‬جهازاً ‬يطبق فيها‮ 76 ‬طالبا هم عدد الطلاب المتقدمين للمركز الصيفي- دروساً لتعلم استخدام الكمبيوتر بحيث تعطى لكل شعبة حصة دراسية مدتها‮ ‬45‮ ‬دقيقة والمنهج الذي‮ ‬يتم تدريسه مأخوذ من الشهادة الدولية‮”‬ICDL‮” ‬وبالتالي‮ ‬يأخذ الطالب أكبر قدر ممكن من معلومات البرامج التطبيقية والسكرتارية والذي‮ ‬هو المنهج الدولي‮ “‬ICDL‮” ‬بشكل عام‮.‬.كما أكد وجود بعض القصور في‮ هذا النشاط ‬بسبب عدم توفر الدعم المالي‮ ‬الكافي‮ والذي يوفر تكاليف تشغيل مولد الكهرباء وهو ‬ما تعاني ‬ ‬منه كل المراكز الصيفية بسبب تعنت قوى العدوان وقطعها للكهرباء التي تغذي العاصمة من محافظة مارب وبشكل عام الكل يقدم كل جهده من اجل تقديم القدر المستطاع من الاهتمام بطلاب المشاركين في المراكز الصيفية.
مراكز اثرائية للطالب
من جانبه‮ ‬تحدث إسماعيل زيدان مدير عام الإعلام بوزارة التربية والتعليم عن هذه المراكز قائلا‮: ‬تجربة المراكز الصيفية التي تقام في بعض المدارس خلال العطلة الصيفية تجربة جيدة وهي ليست وليدة اللحظة ومن حيث النظام التعليمي‮ ‬فيها والأنشطة الرياضية فأنها تقدم الحل الأمثل لكل أسرة حريصة على أبنائها تريد توجيههم التوجيه الصحيح بحيث يقطفون ثماراً إيجابية خلال عطلتهم الصيفية وبما أن البنية التحتية والمتمثلة في‮ ‬المدارس موجودة وهي مغلقة للإجازة فليس هناك ضير من أن يتم إنشاء عدد من المراكز الصيفية فيها فمن أهم هذه السمات الإيجابية لها أن تقدم للطالب في‮ ‬الصف الحادي عشر دروس في‮ ‬العلوم والرياضيات واللغة العربية والإنجليزي‮ والتي ستبسط له الكثير خلال دراسته الثانوية العامة بعد الإجازة مباشرة وتابع‮: ‬وزارة التربية والتعليم تدعم هذه المراكز وتشرف عليها إيمانا منها بأن الاهتمام بهذه الشريحة من الطلاب‮ أمر ضروري فهم يبحثون عما يفيدهم ولا يريدون إهدار عطلتهم في أشياء قد تضرهم وتسبب القلق لأسرهم وهذا واجب رئيسي‮ ‬ومفروض على وزارة التربية والتعليم.
أبعاد ودلالات
فيما يرى مدير منطقة بني الحارث التعليمية عبدالله الروني أن هناك أبعاداً ودلالات للمراكز الصيفية وقال: لكي نحصن شبابنا من أيديولوجيات خاطئة لا بد أن تعمل الأسرة على ترسيخ المفاهيم الصحيحة لدى الناشئة كونها أول الدروع المضادة للأفكار الشاذة والاستقطابية وتأتي هذه الخطوة عن طريق مراقبة الأبناء وسلوكياتهم ومعرفة أين يقضون أوقات فراغهم وتحديدا العطلة الصيفية التي تعتبر فترة ليست بالقصيرة وهنا لا ننسى دور المراكز الصيفية التي تؤمن للأسرة الحل الأمثل لقضاء أبنائهم للإجازة الصيفية وبعدها يأتي دور الإعلام الذي لا بد أن يوضح للمجتمع أهمية المراكز الصيفية ودورها الفعال في الحفاظ على أبنائنا.
ونبه الروني إلى الدور الكبير الذي تقدمه هذه المراكز من خلال التوعية والتوجيه والإرشاد وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع وقال : لا بد من استغلال المجال التربوي والتعليمي لكي نحفاظ على أبنائنا فقد يصبح العديد من الأطفال والشباب عرضة لاستدراج بعض الجماعات السيئة أو الأصدقاء المنحرفين، فأوقات الفراغ تخلق بيئة خصبة لمثل هؤلاء ..موضحا في ختام حديثه أن المناطق التعليمية في أمانة العاصمة بدأت في تدشين عدد من المراكز الصيفية وهي تستقبل الطلاب الراغبين بالتسجيل لديها.

قد يعجبك ايضا