والقادم أعظم..

 

حميد دلهام
عبارة اعتاد الشعب اليمني أن يرفع صوته بها على إثر اي ضربة قاصمة يوجهها للعدو، لا كبرا ولا زهوا ولا تعاليا، ولكن من باب تجربته الطويلة مع جيران السوء واعداء الأمة، الذين لا ينفع معهم الا ( دعس الخشوم) وعلى قاعدة رحم الله. امرئ أراهم اليوم من نفسه قوة…
عندما يصبح الشمال السعودي، في دائرة الاستهداف، وهي مرحلة ما بعد الرياض، فرسالة الردع ستكون قوية و قوية جدا، وهذا هو ما يريده ويتمناه شعبنا اليمني، ردع العدوان، و كفه ، وقطع يد المعتدي ومنعها من سفك المزيد من الدم اليمني، الذي أصبحت مناظره ومذابحه منظرا مألوفا لدى معظم شعوب المعمورة، ولا تثير حفيظة أحد…
هناك دروس مستفادة في هذا الجانب، ولعل من أبرزها، تجربة الشعب اللبناني، وما عاناه من ويلات الاحتلال الصهيوني، والجيرة السيئة، التي يتبناها أحفاد القردة والخنازير، بلغت حد اجتياح العاصمة بيروت، في ثمانينيات القرن الماضي، وارتكاب أشهر وأكبر المجازر المروعة؛، وجرائم الحرب ضد الإنسانية ، ممثلة في مجزرتي صبرى وشاتيلا، ضد اللاجئين الفلسطينيين. ..
ذلك الصلف والغطرسة و التبجح، والاستهانة بحرمة الاعراض والدماء والاوطان، من قبل أولئك الأوغاد واعداء الانسانية، ماذا أوقفها وقطع دابرها على الأرض اللبنانية، وفي اوساط شعب لبنان..؟؟، ألم تكن المقاومة المباركة..؟؟ و دماء شهدائها، وسواعد جنودها السمر، وفكر وتخطيط قادتها، وشدة وبأس مقاتليها، وفاعلية أسلحتها..؟؟ لقد أجبر العدو بفعل تلك المقاومة على الخروج من بيروت، ثم مغادرة الحزام الأمني الذي فرضه واقتطعه لنفسه من أراضي الشعب اللبناني، وصولا إلى امتداد يد المقاومة، إلى كل اراضي ومدن الأرض المحتلة..
الحديد لا يفله إلا الحديد، وصعر الخدود لا يقيمها، الا الضربات الحيدرية، وأي متكبر وظالم ومعتد يجب يعاقب و يلقى جزاءه، يجب أن يشرب من نفس الكأس التي يجرعها الآخرين، ويغص بها غصة ضحاياة، وكل المتضررين من عربدته وإجرامه..
البراكين اليمنية و هي تطال أرض العدو، رسالتها وهدفها الأساسي هو الردع، وليس التدمير ونسف منشآت حيوية، محسوبة للشعب المسعود، وحتى المناطق العسكرية، والمواقع ومقار وأسلحة جيش الكبسة، لا مصلحة لدينا كشعب يمني في تدميرها، بقدر ما نريد ونسعى إلى كف يد المعتدي، وردع الذئاب البشرية من النهش في لحومنا، والولوغ في دمائنا..
آلاف الشهداء والجرحى، ممن قضوا نحبهم، واثخنت جراحهم وهم في منازلهم ومزارعهم، واسواقهم وقواربهم، حتى صالات الأفراح والعزاء لم تسلم..أما البنية التحتية، فلم يعد فيها حجر على حجر..كل ذلك خلق معاناة كبيرة لشعبنا، تولد من رحمها بركان1 وبركان2 ولا يزال القادم أعظم. .
تقريبا أصبحت كل أراضي مملكة الشر، في دائرة استهداف البراكين اليمنية، ولايزال الشعب اليمني ممثلا في قياداته الحكيمة، وجيشه ولجانه و قوته الصاروخية، لا يزال رغم كل معاناته وجراحه الغائرة، ورغم تدمير بنيته التحتية من قبل طيران العدوان، لا يزال يتمتع بقدر كبير من رباطة الجأش وضبط النفس، والدليل أن منشآت صناعية وقطاعات اقتصادية ومنشآت مدنية سعودية، كان بالإمكان استهدافها وتدميرها من قبل، معاقبة بالمثل، ولكن ذلك لم يحدث.. عل المعتدي يعود إلى رشده، ويتخلى عن غطرسته. ..
على فتى البلاط المدلل أن يدرك، بأن العدوان على الشعب اليمني يجب أن يتوقف، وعليه أن يقرأ رسالة البركان الاخير جيدا،، فغضبه قد يطال قصوراً ملكية، و ينال من أروقة بلاطه، الذي يكاد أن يتربع عليه…

 

 

قد يعجبك ايضا