نداء إلى وزارة الصحة
عبدالعزبز العنسي
أتابع كغيري من الناس تطورات وانتشار مرض وباء الكوليرا في أمانة العاصمة وبقية المحافظات ، وأيضاً ظهوره في بعض المديريات والقرى وهذا مؤشر خطير ومخيف، وأيضاً نقرأ الإحصائيات العددية التي تصدر عن وزارة الصحة ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والتي تبين أن أعداد الوفيات وأيضاً عدد الحالات المشتبهة إصابتها بالمرض في تزايد مستمر .
ولسنا بصدد تذكيركم بخطورة هذا الوباء وما حصده من أرواح وضحايا في جميع دول العالم، فأنتم أعلم منا بذلك وخاصة في الدول التي تقاعست عن مواجهة هذا العدو بسبب ظروفها ووضعها والتي تشبه ظروفنا الحالية التي نمر بها من حصار خانق ومطبق وعدوان ظالم.
لكن هذا الظروف مهما كانت صعوبتها وخطورتها لا نجد مناصاً من القيام بواجبنا جميعاً في مواجهة هذا المرض ، وهذا لا يعني أننا نتهمكم بالتقصير أو التقاعس ، فنحن نتابع ما قامت به الوزارة ومكاتبها في المحافظات من أعمال جبارة وكبيرة على المستوى الميداني من النزول إلى جميع آبار المياه وفحصها وتعقيمها وأيضاً جميع محطات المياه المنتشرة في الأحياء والمحافظات وفحصها وتعقيمها وتعقيم جميع وايتات المياه العاملة في مجال نقل المياه بل ووصلت هذه الجهود إلى خزانات المياه في كل منزل وهذا عمل شاق وجبار تم وبإمكانيات متواضعة ومحدودة.
وأيضاً ما قامت به الوزارة من جهود إعلامية في جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من تثقيف الناس بالاهتمام بالنظافة الشخصية والتأكد من مصادر المياه وتصفيتها أو غليها وحفظها في أوان نظيفة ومحكمة الإغلاق وغسل الخضروات والفواكه قبل تناولها.
وأيضاً ما قامت به الوزارة من توجيه عدة نداءات استغاثة إلى الأمم المتحدة وإلى جميع المنظمات الإنسانية العاملة في هذا المجال وما نتج عنها من تقاعس وانعدام تجاوب.
ولكن إذا كانت هذه الإجراءات التي قمتم بها وهذه الجهود لم تفلح في حصر هذا العدو والحد من انتشاره، نقول لكم: عليكم الإسراع في الإعداد لخطة مدروسة على المستويين الرسمي والشعبي لمواجهة هذا العدو وأنا أسميه هنا عدواً متكامل الأركان، فكما أن له أماكن يتواجد ويتكاثر فيها فإن له عملاء منتشرين في جميع الأحياء و الشوراع وهي محلات بيع الخضار والفواكه ، وأيضاً عملاء يسوقونه إلى كل بيت وشارع وهم الباعة المتجولون ووايتات المياه غير المجهزة، كل هذا يتطلب منا الوقوف جميعاً لمواجهة هذا العدو.
فلا تكفي جهود وإمكانيات وزارة الصحة لمواجهته بل يجب أن تشمل المواجهة جميع فئات الشعب: أعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية والجهات الأمنية والعسكرية وعقال الحارات وجميع فئات الشعب والشباب خاصة ونحن على مشارف الانتهاء من اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية والعطلة الصيفية لا زالت مستمرة وعلى هذا الأساس يجب الإسراع في وضع خطة شاملة تشمل أمانة العاصمة وتطبق على بقية المحافظات. وهذه الخطة تتركز على المحاور الأساسية الآتية:
1- تقسيم العاصمة إلى مربعات
2- فتح باب التطوع لجميع فئات الشباب ذكوراً وإناثاً
3- حصر وايتات المياه في كل مربع والاستعانة بوايتات المياه من أمانة العاصمة والجهات الأمنية والعسكرية
4- إغلاق جميع محطات المياه في الأحياء وإيصال مياه معقمة إلى كل منزل
5- إشعار الناس بالتوقف أو التقليل من تناول الخضار والفواكه المشتبه نقلها للمرض
6- تحديد الأماكن التي بها صرف صحي يفيض إلى الخارج أو مكشوفة.
هذه بعض بنود الخطة التي نرى القيام بها ومناقشتها واستكمالها ولا نقول إن هذه الخطة صعبة التنفيذ ولكن نقول إن الجميع مستعد للتعاون في تنفيذها والاستعداد والقبول موجود لدى جميع فئات المجتمع، والمطلوب هو الجدية والإسراع في البدء بها إذا لم تفلح هذه الإجراءات أو الخطة في الحد من المرض ومحاصرته فما علينا إلا الرجوع إلى الخطة البديلة والتقليدية وهي:
1- عدم الاقتصار على المراكز الصحية وأماكن استقبال المرضى الموجودة حالياً
2- فتح جميع المدارس في جميع الأحياء وجعلها مراكز صحية لاستقبال المرضى
3- توزيع المتطوعين على هذه المراكز وتزويدهم باثنين أو ثلاثة من الكوادر الطبية للإشراف
4- تزويد هذه المراكز باللقاحات اللازمة والاهتمام بنظافتها
5- توجيه نداء داخلي إلى أصحاب مصانع الفرش والطراحات بتزويد الوزارة بعدد كافٍ من الفرش وخزانات المياه والأشياء الضرورية التي أنتم على علم بها.
هذه هي بعض ملامح ومحاور إعداد خطة لمواجهة هذا المرض وما نقص سوف يستكمل من المختصين لديكم، المهم الإسراع في ذلك.
نرجو من الله العلي القدير أن تكون أسباب هذا المرض هي الأسباب المعروفة والتي يتم الإعلان عنها يومياً وأن محاصرتها ستؤدي إلى حصار المرض والحد من انتشاره وأن لا نفاجأ منكم بأن الأسباب لم تعد هي أسباب المرض وإنما هناك أسباب أخرى أخطر وأعظم لا أريد الإفصاح عنها في المقام راجياً أن لا تكون هي .. والله الموفق.