“الثورة” / وكالات
نشر موقع “لوب لوج” الأمريكي تقريراً كشف جانبا من العلاقات السرية التي تربط إريك دين برنس المدير التنفيذي ومؤسس شركة بلاك ووتر” الاميركية للخدمات الأمنية الشهيرة بتأجير المرتزقة في انحاء العالم وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ودور “بلاك ووتر” في دعم المساعي المحمومة لرأس العائلة الوراثية الحاكمة بالتمدد العسكري الخارجي.
ووصف التقرير الذي أعده ديفيد إيسنبرج، وهو كاتب متخصص في السياسة العسكرية الأمريكية، والسياسة الخارجية، والقضايا الأمنية الوطنية والدولية حروب الإمارات في الشرق الأوسط ( اليمن وليبيا وسوريا ) بانها قذرة مضيفاً: “لم يكن لدول الخليج العربي سوى القليل جدا من الاعتماد على قدراتهم العسكرية الخاصة بهم. فقد اعتمدوا بشكل تقليدي على دول أجنبية من أجل الأسلحة والتدريب والقوات.
وجاء في تقرير الكاتب الذي ترجمه “إيماسك” أنه في عام 2014 أشار الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي يشغل الآن منصب وزير الدفاع الأمريكي، إلى الإمارات العربية المتحدة باعتبارها “إسبرطة الصغيرة”، مشيرا إلى أن ما تيس كان يقارن بشكل إيجابي بين دولة الإمارات مع تلك الدولة التاريخية اليونانية المعروفة ببراعتها العسكرية خاصة خلال الحروب اليونانية الفارسية.
ويشير الكاتب إلى أن أبوظبي خطوة أبعد من ذلك، فلم تكتفِ بإحضار شخص مثل برنس لتدريب المرتزقة المسيحيين لملاحقة الإسلاميين، ولم تستخدم دولة الإمارات العربية المتحدة متعاقدين أمنيين خاصين لتعزيز قدرتها على الدفاع عن النفس فحسب، بل استغلتهم في الحروب الأجنبية، وربما القمع المحلي. لقد ولت الأيام التي عملت فيها الممالك الصغيرة سرا مع وكالة المخابرات المركزية لتمويل أشخاص مثل أسامة بن لادن أو التفاوض على صفقات رهينة صعبة ولان قِلة من الإماراتيين فقط على الخطوط الأمامية يموتون جنبا إلى جنب مع البنادق المستأجرة.
ويلفت الكاتب إلى أنه وفي عام 2011، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، استأجر إريك برينس، المؤسس المشارك لشركة بلاك ووتر- سيئة السمعة- للأمن الخاص، لضم كتيبة من القوات الأجنبية مكونة من 800 فرد (المعروفة باسم وحدة R2)، الجيش الخاص المستأجر كان تحت أوامر ولي عهد أبوظبي وكان لتدريب القوات الإماراتية على “القيام بمهام عمليات خاصة داخل وخارج البلاد، والدفاع عن أنابيب النفط وناطحات السحاب من الهجمات الإرهابية وإخماد أي ثورة داخلية، ولكن، مع مرور الوقت، أصبح دوره أكبر بكثير.
في أبريل ، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن “الإمارات رتبت اجتماعا سريا في سيشيل في يناير الماضي بين مؤسس “بلاك ووتر” إريك برنس، وأحد الروس المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين في إطار جهد واضح لإقامة قناة اتصال خلفية بين موسكو والرئيس المنتخب دونالد ترامب.
كما لعبت تلك القوات المستأجرة لصالح الإمارات دورا بارزا بصفتهم جزءا من التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن. فعندما يظهر محمد بن زايد في اجتماعات رفيعة المستوى، يمكن أن تكون متأكدا من أن جيش من المقاولين والمدربين موجود ليس بعيدا.
في أواخر عام 2015، أفاد موقع “ميدل إيست آي” أن مايك هيندمارش، وهو ضابط سابق في الجيش الأسترالي، قد تم إدراجه كقائد للحرس الرئاسي في الإمارات، حيث يقدم تقاريره مباشرة إلى محمد بن زايد آل نهيان.
على الأرض في اليمن
وفقا للكاتب فإنه على الرغم من أن هناك بعض الخلاف حول أن هؤلاء المقاتلين الأجانب الذين يعملون الآن في الجيش الإماراتي هم مرتزقة بالمعنى الذي ذكر في اتفاقية جنيف للكلمة، إلا أن أولئك الذين تعينهم الإمارات لا يشبهون بوضوح المقاولين الأمنيين الخاصين في أماكن أخرى. كما أن الجنود الأجانب هم بعيدون كل البعد عن هذا النوع من المقاولين الذين تستخدمهم الإمارات
ويشير التقرير إلى أن تلك القوات الأجنبية تحملت عبء الخسائر البشرية نيابة عن دولة الإمارات، وفق ما افاد موقع “سبأ نيوز” الذي تديره حركة أنصار الله في 9 ديسمبر وقال إنه تم قتل 14 من المرتزقة الأجانب في اليمن من بينهم ستة كولومبيين وقائدهم الأسترالي في محافظة تعز جنوب شرق البلاد.
ويلفت ا لكاتب إلى أن موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إلى أن المرتزقة الكولومبيين هم أول من أفادت التقارير عنهم بأنهم يقاتلون في اليمن في أكتوبر الماضي عندما قيل أن حوالي 100 مقاتل كولومبي سابق انضموا إلى قوات التحالف حيث من المقرر أن يتم إرسال حوالي 800 مقاتل لدعم القوات الموالية لمنصور هادى.
وتفيد التقارير بأن الكولومبيين الذين يقاتلون لصالح دولة الإمارات يتطلعون إلى بعض الفوائد مقابل القيام بذلك، حيث ذكرت مجلة “كونتر بانش” الأمريكية أنهم “سوف يحصلون على معاش وأيضا على الجنسية الإماراتية، جنبا إلى جنب مع أفراد أسرتهم. وإذا ماتوا في القتال، فإن أطفالهم سيذهبون إلى الجامعة مجانا “.
وبحسب التقرير فإنه وبغض النظر عن وحدة ((R2، فإن مئات من الأجانب يقاتلون لصالح الإمارات في اليمن. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في ديسمبر 2015 أن “هذا هو أول انتشار قتالي لجيش أجنبي شكلته دولة الإمارات بهدوء في الصحراء على مدى السنوات الخمس الماضية … فقد وصل إلى اليمن 450 جنديا من أمريكا اللاتينية بالإضافة إلى القبائل المسلحة والشبكات الإرهابية والميليشيات اليمنية الذين تدعمهم وتمولهم الإمارات حاليا في اليمن “.
ما وراء اليمن
يشير كاتب التقرير إلى أن اليمن ليس البلد الوحيد الذي تعتمد فيه الإمارات على المقاولين العسكريين من المرتزقة، مستعرضا ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في عام 2012 – في مقالة كانت غير معتادة – أنه وسط الفوضى التي في الصومال، فكرة بدت بسيطة في إنشاء قوة قتالية متطورة ومدربة تدريبا عاليا يمكن أن تهزم أخيرا القراصنة الذين يهددون ممرات الشحن قبالة الساحل الصومالي.
وبالفعل إنشاء قوة شرطة بونتلاند البحرية كان بسيطا. وشمل العشرات من المرتزقة في جنوب إفريقيا وشركة الأمن الغامضة التي استخدمتهم، ومليارات الدولارات في دفعات سرية من قبل الإمارات، وضابطا سريا سابقا مع وكالة الاستخبارات المركزية، والملياردير إريك برينس، الرئيس السابق لشركة بلاك ووتر العالمية والذي كان يقيم في ذلك الوقت في الإمارات.
وكان يعتقد أن إريك برينس قد خرج من حالة الحب مع الإمارات بعد كشفين كبيرين في صحيفة نيويورك تايمز ودخل في حالة من الحب مع الحكومة الصينية لتطوير إفريقيا لكن إريك برينس ومعاملاته العسكرية مع محمد بن زايد تعود مرة أخرى.