عصا موسى هذا العصر

محمد السقاف
ونحن نمضي في عام العدوان الثالث أقول إنه يجدر على كل من خدعته عيناه وراهن على أن النصر سيكون حليف صاحب المدفع الأكبر وهو عاقل مسلم أن يراجع نفسه ويعود ليتعلم أبجديات دينه الإسلامي من جديد حتى لا يتورط مرة أخرى في مواقف محرجة أخرى يطلق فيها أحكاما وتنبؤات خاطئة كليا تشكك في رجاحة عقله وصوابية قراءته والسبب أنه قام بإجراء معادلة المعركة بين الطرفين على أسس ومعايير ليست إيمانية بعد أن عطل قوة الله نهائيا بين الطرفين وذهب لتحليلاته المادية البحتة على طريقة الملحدين والجاحدين الحمقى.. كما أنه ينبغي عليه إذا كان يحمل في صدره الإنصاف أن يعترف أنه إلى جانب فشله الذريع في مادة الحساب هو أيضا فاشل بامتياز في أصول التربية الإسلامية وعلى رأسها معرفة خالقه وإلا فكيف إذن فرط في أهم قوة بوجودها تتغير نتائج كل الحسابات والمعادلات وكيف نسي أنه مع الله واحد زائد واحد لا يساوي أبدا اثنين ومع الله من يقاتل بألف سينتصر على الألفين والثلاثة والعشرة والخمسين وليراجع كتاب الله العظيم ويقرأ سيرة نبيه الكريم إن أراد استذكار ما فاته من الدروس والعبر العظيمة .. وغريب أن ينسى من يؤمن بالله وبكتابه العزيز أن الله منذ خلق هذه الحياة كان ومازال يؤيد الذين يقاتلون في سبيله في كل الأمم ويمدهم بنصره وتمكينه المبين فهو الذي نصر طالوت وداوود وموسى وهزم جالوت وفرعون والأحزاب وهو من تحدث عن معجزاته التي أرسلها لتعزيز موقف جنده عبر كل الأزمان فكيف به سيبدل اليوم سنته في راهن عصرنا التي تحدث عنها إنه لن تجد لها تحويلا ولا تبديلا
إذن وبناء على ما سبق نستنتج أن من تابع العدوان علينا ورأى الآيات ومازال يزعم أن زمان المعجزات قد ولى بعد النبي (ص) فهو إما ناقص العقلية وإما مكابر أو أعمى فالذي أيد موسى بالعصا ليدحر السحرة والذي أيد عيسى بإحياء الموتى ليحير الأطباء وأنزل القرآن ليعجز الشعراء أليس هو نفسه الذي نشاهد كل يوم معجزاته في أخبار الجبهات في الخوارق التي يسطرها رجال الرجال بأسلحتهم وعتادهم البسيط الذي تفوق على طائرات الـ إف 16ودبابات الإبرامز وعلى القنابل الذرية والعنقودية.. ثم إنه أليس هذا شاهدا واضحا على أن هناك يدا إلهية تصنع الأحداث لا تفسرها العقول تثبت لنا كل يوم ولفراعنة هذا الزمان أنه مهما ارتقى علمهم وتعاظمت قوتهم الله خالقهم أكبر وأقوى وأعلم ولمن جحد هاهي معجزته في القرن الواحد والعشرين تتجلى في أولئك الفتيان الحفاة الذين يحطمون أحدث تقنيات العلم الحربية والذين تصير البندقية والولاعة في يدي كل فرد منهم عصا موسى التي تضرب العدو في حتفه والتي تلقف ما يأفكون.

قد يعجبك ايضا